تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 03:54 ص]ـ

والله لايُسأم العلم وأهله.:)

ـ[زهرة الزيزفون]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 01:10 ص]ـ

الأستاذ سمير العلم ,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , لقد وجدت قصيدة أبي نواس وأحسب أني قد اجتزت المرحلة الثانية بسلام , وأتوق إلى معرفة المرحلة الثالثة.

والله الموفق.

ـ[سمير العلم]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 07:57 م]ـ

بسم الله.

هناك أصل ينبغي أن لا يغيب عن أذهاننا، وهو أن الشعر كلام، ويقول العرب: الكلام من الكلام، يعنون بذلك أن المرء الذي يروم الكلام الجديد فإنه يستدعي ما يختزنه من الكلام القديم، يستدعي معانيه وأساليبه وألفاظه، شَعَر بذلك أو لم يشعر، وإن كانت (الخلطة) الجديدة تخصه، وتنسب إليه. وقد يقع الحافر على الحافر، ويتشابه الكلام، وهذا لا يناقض الأصل الذي قلناه بل يؤكده ويوضحه ويزيده جلاءً.

لذلك فعندما يحفظ الشاعر المبتدئ ما يحفظ، فإنه يزيد حصيلته من هذا الكلام، وينمي ثروته من هذه الأساليب والألفاظ والمعاني، فإذا غرف، غرف من بحر، وإذا قال أسعفه رصيده السابق وذخيرته العتيدة، (العتيدة: أي المهيأة والمعدة والجاهزة، ومنه قوله تعالى: وأعتدتْ لهن مُتكأً).

هذا أصل يفيدنا على المدى البعيد جدا.

أما ما نحن بصدده الآن، فإنا نقوم بتمرين عضلاتنا الشعرية لنكتسب مهارة، تضاف إلى مهارات قادمة، من شأنها أن تصنع شاعرا أو شاعرة. (وما أقوله يمكن أن يستفيد منه أي قارئ، لأنها قواعد عامة، وأصول ثابته، وإن كنا سنركز على الحالة الأدبية: زهرة).

تم اختيار قصيدة أبي نواس وأبي العتاهية لأنهما من البحر نفسه الذي قلت منه أبياتك، لغرض بعينه قَصَدْنا إليه.

فبالرغم من أن البحور التي وردت في مقطوعتك متعددة كما قلنا سابقا، إلا أني اخترت هذا البحر وركزت عليه لهدف معين وهو سهولته وخفته وكثرة وروده في الشعر.

ومن الآن فصاعدا سيكون من السهل عليك أن تلحظيه، وأن تكشفيه فورا، فإذا سمعت أو قرأت أبيات أبي دلامة مثلا:

قد رمى المهدي ظبيا = شق بالسهم فؤادهَْ

وعلي بن سليما = ن رمى كلبا فصادهْ

فهنيئا لهما كلْـ = ـلُ امرئ يأكل زادهْ

عرفت أنه من مجزوء الوافر.

وللاستزاده، اقرئي لأبي العتاهية أيضا قوله:

إنما الدنيا هبات = وعوارٍ مستردة

واقرئي لديك الجن قوله:

أَيُّها السَّائِلُ عنِّي = لَسْتَ بي أَخْبَرَ منّي

أَنا إنْسانٌ براني الـ = ـلهُ في صورَةِ جِنّي

بَلْ أَنا الأَسْمَجُ في العَيْـ = ـنِ، فَدَعْ عَنْكَ التظني

أَنا لا أَسْلَمُ من نَفـ = ـسي، فَمَنْ يَسْلَمُ منّي؟

فاعلاتن فاعلاتن = فاعلاتن فاعلاتن

طلبت منكِ سابقا أن لا تقلقي بشأن الوزن، فإتقانه سيأتي تبعا، ولكن عليك أن تقلقي بشأن ما سوى ذلك، أعني أن يجيء الكلام على قدرٍ من الإصابة في النحو والصرف واللغة ودلالات الألفاظ والتراكيب.

الخطوة الثالثة:

بعد أن تكوني تمرست جيدا على هذا الوزن الرشيق، فلا أشكُّ أنك قادرة على المجازفة وخوض هذا اللعبة:

اجعلي قصيدة أبي العتاهية: (خانك الطرف الطموحُ) على مقربة منك بحيث ترينها.

سندخل إلى قصيدة أبي العتاهية، ونعبث بها قليلا.

فلنأخذ أحد الأبيات، وليكن: خانك الطرف الطموح = أيها القلب الجموح

غيري فيه ما يحلو لك، احذفي شطرا وأكملي من عندك شطرا، أو استبدلي بعض كلماته بأخرى، مع المحافظة على معنى متماسك، ولا يشترط أن يكون من الغرض الأصلي للأبيات، وأنا زعيم بأن الشاعر لن يغضب.

سأجرب أنا أن أفعل شيئا بالبيت الأول:

خانك الخلُّ الأمينُ = أيها القلب الحزينُ

لدواعي الخير والشر = عزوف وفتونُ

أرأيتِ، هذا مثال لما يمكن للشاعر أن يمارسه ليقوي به مهارته، هذه تسمى رياضة القول، وقد كان الشعراء وما زالوا يفعلونها في مرحلة ما من مراحل حياتهم، اقرئي في ديوان محمود سامي البارودي تجديه يقول مقدما لبعض قصائده: (وقال – يعني نفسه – يروض القول) أي يدرب عضلاته الشعرية، حيث يذهب إلى قصيدة مميزة لشاعر متمكن (وغالبا ما يفضل أن يكون قديما) فيقرؤها جيدا، ويعيش معها، ويعجب بها، ثم يبدأ بمغازلتها، واقتباس ما يراه مناسبا لقصيدته، ثم يتبناها وتصبح ملكا خالصا له، وهكذا نشأ فن المعارضة الشعرية.

لكن ما نحن بصدده ليس معارضة، وإنما هو بذرة للمعارضة، حيث إنا نقوم – كما أسلفت – ببعض المشاغبة، والمشاكسة، التي نروز بها قدرتنا في النظم، ونطمئن بها إلى وجود الملكة لدينا.

خانك الخلُّ الأمينُ = أيها القلب الحزينُ

لدواعي الحب والبغض = عزوف وفتونُ

هل لمحزون بأمرٍ = صاحب فيه معينُ

القصيدة، قصيدة أبي العتاهية، كلأ مباح، افعلي بها ما تشائين، هنا فقط الغاية تبرر الوسيلة، حيث إنا لا نقوم بكتابة إبداعية، وإنما نهيئ أنفسنا للكتابة الإبداعية. ونحن لا نسرق، ولا نسطو، و لا نكتب لننشر، وإنما نجرب ونتريض لنتعلم.

خانك الخلُّ الأمينُ = أيها القلب الحزينُ

لدواعي الحب والبغض = عزوف وفتونُ

هل لمحزون بأمرٍ = صاحب فيه معينُ

كيف إسعاد قلوبٍ = إنما هن شجونُ

وهكذا ..

ويمكن أن نفعل الشيء نفسه بالقصائد الأخرى، دون تثريب أو خوف من حسيب، لأن الغاية كما قلت مبرَّرَة.

انتهى دوري في اللعبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير