تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حياك الله أخي الكريم.

يبدو من أسلوبك أنك على صلة وثيقة بالعربية، وهذا ما أطلبه منك، وما أنت بحاجة إليه، أن يكون لك مطالعات كثيفة ومستمرة على المدى القريب والبعيد في كتب الأدب، وأن تنتخب منها ومن دواوين الشعراء ما يصلح للحفظ، هذا منهج سيبلغك الهدف بإذن الله.

بالنسبة للكتب الأدبية، جالس كثيرا أحد الكتب التالية: الأغاني للأصفهاني (أو تهذيبه لزهير الشاويش، حيث حذف الأسانيد الطويلة، والكلام عن الأصوات ومقاطع الغناء والحديث عن ألحانها، وأبقى الأشعار وسير الشعراء وأيام العرب وكل ما سوى ذلك)، أو العقد الفريد لابن عبد ربه، أو الأمالي لأبي علي القالي،أوعيون الأخبار لابن قتيبة.

هناك الكثير من الكتب.

أما عن الحفظ فعليك أن تنتخب من دواين الشعراء، لأنه لا يوجد كل ما تريد في كتاب واحد. لكن مبدئيا هناك المفضيات للمفضل الضبي وجمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي والحماسة لأبي تمام.

ومختارات البارودي ممتازة، جمع أشعار أكثر شعراء العصر العباسي. لكنها غير مخدومة - على حد علمي - من حيث الشروح والتوثيق.

أما ما تبدأ بحفظه من القصائد فهذا يعود لك، ولما تستحسنه، ولعلك إذا قرأت الأمالي مثلا أن تحفظ منها ما يروق لك لأن كل ما فيها مختار مختار، وهو من أجود الأشعار.

لكن لا تكتف بالقصيدة والقصيدتين، عليك بحفظ الكثير الكثير، وأذكرك بما نقله أخي أبو سهيل في مشاركة سابقة من هذا الباب عن ابن خلدون، وإن كانت عندك مقدمة ابن خلدون فعد إلى ذلك النص، فستنتفع به كثيرا.

ولا تستعجل الثمرة، ولا تنقطع عن بناء نفسك، وإن طال الزمان، ومن قال اكتفيت، فقد جهل.

فتح الله عليك وزادك علما.

لكن الجيد أنك تنبهت لهذا الأمر في وقت مبكر، وعلمت أن الإعداد الجيد للشاعر، هو الطريق إلى الشعر، فلا تتنكب سواء السبيل،ولا يأخذك زخرف الصحافة، أو ثناء الناس، فالتاريخ يسجل، وهو دقيق وذكي، ويمكنه أن يفرق بين الضعيف والقوي، وبين الجيد والرديء، وبين الذهب المغشوش، والذهب والنقي.

والشهرة تذهب وتجيء، كالمال، يذهب ويجيء، ولكن إذا فاتك العلم والأدب، فهذه هي الخسارة الحقيقية، ومن لم يدرك ذلك، فعليه حجاب من الغفلة، والحجاب عقاب، فهو معاقَب ولا يعلم أنه معاقب، لأنه انصرف ابتداء على الحق، فصُرف عنه.

وليس كل شاعر مشهور هو شاعر جيد. والعكس صحيح.

كان حافظ إبراهيم يخلب الألباب بإلقائه الفاتن الرائع، وصوته الجهوري الأخاذ. وكان شوقي ذا حياء، خفيض الصوت، لا يُلقي أشعاره في المحافل. فكان الناس أول الأمر يبهرون بما يقول حافظ، فإذا تفرق الجمع، وعاد الناس إلى رشدهم، وقرأوا شعرهما في الصحافة أو الدوايين، وجدوا الفرق.

لهذا فأنا أشكرك لأنك منحتني فرصة أن أكون ناصحا أمينا. وإني لك لناصح أمين، فلا تمر مرور الكرام على هذا النصحية، فإن الله وهبك موهبة، ومن شكر النعمة أن تنميها وأن تحفظها، وأن تُري الناس بدائع صنع الله في النفس البشرية الملهمة، وكيف يقذف في رُوع الشاعر، ويجري على لسانه، روائع الكلام، ونفائس البيان، فيزداد الناس إيمانا برب نعمة البيان.

ـ[البحتري1]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 12:04 م]ـ

بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل ....

ـ[سمير العلم]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 10:19 م]ـ

تحياتي للجميع ..

كان الموضوع في أوله هزلا فتحول إلى جد.

بدأنا نعبث بالشعر فعبث بنا، والمسئول أبو سهيل وأخرون، (أو أبو سهيل وشركاه:)).

وكنا في أول الطريق نتسامر، بصحبة الخلان والسمار، ونتذاكر معهم الأشعار، بلا مئونة، إلا انتظار الإلهام، وما أصعب الانتظار، واليوم تقتات قلوبنا أشياء، فتتركنا مواجد، وتجمعنا حروف المساء، فتذرونا قصائد.

فلما دعانا الشعر استجبنا له على طريقة بعض الحروف (ولا أستثني الضاد:))، وهي فكرة جميلة، حقوقها محفوظة، لذلك الحرف الذكي:).

هذه مشاهد نفسية في طريقها للاكتمال، وهي على أية حال، منكم بدأت، وإليكم تؤول، (وانتم تعرفون من المسئول:))

أخا الشوق، هل من وطأة الشوق مهربُ = وهل يُمزج السلوانُ كأسا فأشربُ

أجدَّ لي الأحزانَ تغريدُ طائرٍ = أقامَ على غصنٍ ينوحُ فيُطرِبُ

فلما رآني قال هل أنت مسعدي = فذلك أدنى للوفاءِ وأقربُ

كلانا قرينٌ للتوجدِ والأسى = وأنت أخو الشوقِ الطروبُ المجرِّبُ

أجبتُ بشُؤبوبٍ على الخد واكفٍ = وإن كان في الأحشاءِ نارٌ تلهَّبُ

وأسلمتُ للتذكار نفسي فأبحرتْ = وسار بها في لجةِ الأمسِ مركبُ

ولا زادَ إلا الذكرياتُ سنيةً = أقلِّبُ من أوراقِها ما أقلبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (يتبع .. )

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 03:52 ص]ـ

ألا ليت شعري أي سحر هذا؟

هل هو سحر المعاني أم أنه ألق المباني؟

أم أنه مزيج سحري بياني يدهش العقل ويأخذ بأزمة البيان؟

أستاذنا الشاعر الأديب الأريب سمير العلم (أخا الشوق:))

قرأت إبداعكم الشعري الرائق غير مرة ولا مرتين ـ ولا أكون كاذبا إن قلت ـ ولا عشر حتى حفظته أو قل تشربته

ولا أخفيك حاولت مرارا بعد كل قراءة أن أسطر تعليقا يليق بإبداعكم الجميل فأجد حروفي قاصرة عن البيان وأخشى ما أخشاه أن أفسد روعة إبداعكم بمشاركة هزيلة تذهب ببهاء ما سطرتم

فالعذر العذر أستاذنا

والغوث الغوث ببقية أبيات القصيدة فقد ازداد والله شوقنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير