تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتكريما لنا فيما برع به أجدادنا الأولون من بلاغة في الشعر والخطابة، ومهما قيل ويقال فنحن لن نرضى لها بديل، مع أننا مازلنا نحاول .. ونحاول

سبر أغوارها للوصول إلى ما خفي علينا من هذه المفردات ومعانيها يقول الأخ والأستاذ الشاعر هاشم الجحدلي في إحدى قصائده:

فلا الأبجدية باحت بأسرارها العاصيات ..

لقد عرف العرب التأليف المعجمي بمفهومه الاصطلاحي منذ منتصف القرن الثاني الهجري وعرفوا منذ ذلك الحين وعبر تاريخهم اللغوي الطويل

مدارس معجمه مختلفة أبرزها المدرسة الصوتية التي أسس لها الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه الرائد "كتاب العين" فاعتمد فيه الترتيب الصوتي

للأحرف ونظام الأبنية المختلفة للمفردة، ونظام التقاليب أو الاشتقاق الكبير، وقد اتبعه كثيرون في منهجه مثل إسماعيل الكالي في "البارع في اللغة"

والأزهري في "تهذيب اللغة" والصاحب بن عباد في "المحيط" وابن سيده في "المحكم"، ثم أتت المدرسة الثانية والتي بدأت بكتاب "الجمهرة" لابن دريد

وكتاب "المجمل والمقاييس" لأحمد بن فراس، ثم تبعتها المدرسة الثالثة وهي مدرسة القافية والتي أسسها الجوهري في معجمه "الصحاح" وتبعه

الصغاني في "العباب" وابن منظور في "لسان العرب" والفيومي في "المصباح المنير" ثم الفيروزآبادي في"القاموس المحيط" والزبيدي في "تاج

العروس" والشيرازي في "معيار اللغة"، ثم أتت المدرسة الرابعة الهجائية والتي بدأت بأساس البلاغة والفائق للزمخشري، ثم المعاجم الحديثة مثل محيط

المحيط لبطرس البستاني وأقرب الموارد لسعيد الشتروني والمعجم الوسيط والوجيز والجزء الأول من المعجم الكبير لمجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد

اعتمدت هذه المدرسة على الترتيب الألفبائي للأحرف العربية، ولكنها اعتمدت الحرف الأول فالثاني فالثالث وكل ذلك بعد تجريد المفردة وتتبع هذه

المدارس المذكورة مدرسة معاصرة تتبع النظام الهجائي ولكنها لا تجرد المفردة وإنما يتم البحث عنها كما تنطق وتسمى بمدرسة المنهج النطقي، ومن

أبرز المعاجم هنا الرائد ورائد الطلاب لجبران مسعود ومعجم لاروس "المعجم العربي الحديث"، كذلك معجم الطلاب لمحمود إسماعيل صيني وحيمور

حسن يوسف، وعرف العرب أيضا أشكالا مختلفة من المعاجم مثل المعاجم الاشتقاقية، والمعاجم المتخصصة، ودوائر المعارف، والمعاجم المصورة،

ومعاجم الألفاظ ومعاجم المعاني، ومعاجم التضاد، ومعاجم الترجمة الثنائية، وغيرها كثير ..

وقد رأينا ونحن نسترجع هذا الموروث العلمي المعجمي الضخم أن نقدم لكم نمطا آخر يختلف في أهدافه عن المعاجم العربية فهو ليس معجما في اللغة،

مع أنه قد يأخذ في هذا الاتجاه، وهو يختلف في منهجه لاختلاف طريقة تناول المفردة فقد بدأت فكرته قبل ستة أعوام، وكنت حينها أحاول نظم الشعر إلا

أنني قابلت صعوبة في عملية تركيب واختيار القافية، وقتها بدأت بتكوين فكرة جديدة لمعجم يكون مقفى على أن يكون ترتيبه أبجديا أفقيا ولكن من اليسار

إلى اليمين ورأسيا من الأعلى إلى الأسفل لكي أتمكن من الحصول على قافية ثلاثية أو رباعية أي أن تكون الأحرف الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من

المفردات متشابهة، إلا إنني عندما أردت تنفيذ هذا العمل وجدت أنه يتطلب الكثير من الجهد والوقت، ذلك أنه يحتم علي أن أراجع معجما واحدا ثلاثة

وثلاثون مرة إن لم يكن أكثر أي بزيادة عن عدد الحروف الأبجدية، مما حملني على نبذ هذه الفكرة لصعوبة تنفيذها وتوقفت عن العمل بها، وفي أحد

الأيام وأثناء عملي على الحاسوب واتتني فكرة استخدامه لتنفيذ تلك الفكرة وذلك باستخدام برنامج word Microsoft ثم طباعة عدة مفردات

ومحاولة فهرستها لكن هذه الفهرسة أصبحت من اليمين إلى اليسار أي حسب الحرف الأول من المفردات وهذا لا يخدمني في شيء فأنا أريد أن تكون

فهرسته من اليسار إلى اليمين أبجديا ألفبائيا ابتداء من الحرف الأخير من المفردة ثم الذي قبله ثم الذي قبله وهكذا، ثم اتجهت إلى خبراء الحاسوب، وبدأت

بالسؤال عن إمكانية تنفيذه، ولكن للأسف كانت إجابتهم بعدم إمكانية تنفيذ مثل هذه الفكرة إلا بوضع برنامج خاص لذلك ولكني لم أرغب بكشف أوراقي

كاملة متحاشيا بذلك سرقة هذه الفكرة، ثم بدأت بعدة محاولات على برنامج آخر هو Excel Microsoft إلا أنها لم تنجح، وأخيرا وعلى هذا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير