تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(شفاء الغليل في علم الخليل) للمحلي رحمه الله تعالى، كتاب تعليمي، لم يُكتب له الانتشار الذي يستحقّه .. نهج مؤلفه فيه منهج التفصيل، والشرح، وأسهب في ذلك إلى حدّ الإملال، كالذي فعله في الباب السابع، حيث تناول فيه المعاقبة والمراقبة والمكانفة بتفصيل غير مسبوق، كما تناول في الباب التاسع ما يتشابه من التفاعيل بعد تغييرها بإسهاب شديد، وكذلك إسهابه في شرح الدوائر وطرائق الفك والتركيب فيها.

ولم يكن الرجل مبدعاً في معظم أبوابه، فقد رأيتُ أنه كان شارحاً لأفكار الشنتريني (-550هـ)، صاحب (المعيار)، الذي يسبقه بقرن وربع ..

فحسب علمي المتواضع، كان الشنتريني أول من جعل التفاعيل الأربع التي تبتدئ بوتد أصولاً، وما سواها من التفاعيل التي تبتدئ بالأسباب فروعاً، (ص18) مبيناً أن: "أصل الفك أن يكون من أول الوتد. والفك من أول السبب فرعٌ عليه. ولذلك قُدِّمتْ الأبحر المتقدّمةُ الأوتاد في جميع الدوائر على سائرها، إلا دائرة المشتبه، فقد كان القياس فيها تقديم المضارع، غير أنهم قدّموا السريع لأنه أكثرها استعمالاً .... ".

وكان العروضيون القدماء قبل الشنتريني يسمون التفاعيل الرئيسة: أصولاً، وزحافاتها: فروعاً.

وربما كان الشنتريني أولَ عروضيٍّ يُخالف الخليلَ في ترتيب الدوائر. وكان في مخالفته هذه منطقيًّا أكثرَ من الخليل. حيث بدأ بالبسائط؛ وهي ثلاثة دوائر تضمّ البحورَ البسيطة، وأوّلُها دائرة المتقارب (المتّفق)، فدائرة الهزج (المجتلب)، فدائرة الوافر (المؤتلف). ثمّ دائرتان مركّبتان؛ أولاهما دائرة الطويل (المختلف)، فدائرة السريع (المشتبه). معلّلاً عمله هذا بقوله: "فهكذا كان ينبغي أن تُرتّب الدوائر، فيُبْدأ بدائرة الخماسي، ثم دائرة السباعي، ثم المركّب منهما. غير أن الخليل قدّمَ ما كثُرَ استعمالُه، وزادت حروفُه أو حركاته. والكلُّ قد اجتهد فيما إليه قصد، وعليه اعتمد".

إلاّ أنّ الغريب حقًّا أن يعودَ الشنتريني فيتّبع ترتيب الخليل للبحور عند الحديث عنها بالتفصيل فيبدأ بالطويل وينتهي بالمتدارك!

وقد اتبع المحلّي خُطى الشنتريني في ترتيبه للدوائر أيضاً، فابتدأ بدائرة (المتقارب) فدائرة (الهزج) فدائرة (الوافر) وهي البسائط، فدائرة (الطويل) فدائرة (المضارع) وهما مركبتان، دون إشارة إلى مصدره.

إلاّ أنه كان جريئًا في تمسُّكِهِ بهذا الترتيب عند حديثه عن البحور، حيث بدأ بحوره بالمتقارب فالمتدارك فالهزج .. إلخ. مخالفاً بذلك الشنتريني.

ولا شك أن للمحلّي فضلاً تعليمياً واضحاً فيما أسهب في شرحه. ولقد كانت له بعض النظرات اللطيفة، التي تفيد في الشرح والإفهام، كملاحظتيه الذكيتين اللتين أشرت إليهما في نقطتيك الثانية والثالثة.

أرجو أن أكون في هذه العجالة قد أوصلت ما يفيد.

تقبل تحياتي

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 09:45 م]ـ

الأخ الفاضل جرول بن أوس ..

أسعد الله مساءك، وأفاض عليك من علمه ..

(شفاء الغليل في علم الخليل) للمحلي رحمه الله تعالى، كتاب تعليمي، لم يُكتب له الانتشار الذي يستحقّه .. نهج مؤلفه فيه منهج التفصيل، والشرح، وأسهب في ذلك إلى حدّ الإملال، كالذي فعله في الباب السابع، حيث تناول فيه المعاقبة والمراقبة والمكانفة بتفصيل غير مسبوق، كما تناول في الباب التاسع ما يتشابه من التفاعيل بعد تغييرها بإسهاب شديد، وكذلك إسهابه في شرح الدوائر وطرائق الفك والتركيب فيها.

ولم يكن الرجل مبدعاً في معظم أبوابه، فقد رأيتُ أنه كان شارحاً لأفكار الشنتريني (-550هـ)، صاحب (المعيار)، الذي يسبقه بقرن وربع ..

فحسب علمي المتواضع، كان الشنتريني أول من جعل التفاعيل الأربع التي تبتدئ بوتد أصولاً، وما سواها من التفاعيل التي تبتدئ بالأسباب فروعاً، (ص18) مبيناً أن: "أصل الفك أن يكون من أول الوتد. والفك من أول السبب فرعٌ عليه. ولذلك قُدِّمتْ الأبحر المتقدّمةُ الأوتاد في جميع الدوائر على سائرها، إلا دائرة المشتبه، فقد كان القياس فيها تقديم المضارع، غير أنهم قدّموا السريع لأنه أكثرها استعمالاً .... ".

وكان العروضيون القدماء قبل الشنتريني يسمون التفاعيل الرئيسة: أصولاً، وزحافاتها: فروعاً.

وربما كان الشنتريني أولَ عروضيٍّ يُخالف الخليلَ في ترتيب الدوائر. وكان في مخالفته هذه منطقيًّا أكثرَ من الخليل. حيث بدأ بالبسائط؛ وهي ثلاثة دوائر تضمّ البحورَ البسيطة، وأوّلُها دائرة المتقارب (المتّفق)، فدائرة الهزج (المجتلب)، فدائرة الوافر (المؤتلف). ثمّ دائرتان مركّبتان؛ أولاهما دائرة الطويل (المختلف)، فدائرة السريع (المشتبه). معلّلاً عمله هذا بقوله: "فهكذا كان ينبغي أن تُرتّب الدوائر، فيُبْدأ بدائرة الخماسي، ثم دائرة السباعي، ثم المركّب منهما. غير أن الخليل قدّمَ ما كثُرَ استعمالُه، وزادت حروفُه أو حركاته. والكلُّ قد اجتهد فيما إليه قصد، وعليه اعتمد".

إلاّ أنّ الغريب حقًّا أن يعودَ الشنتريني فيتّبع ترتيب الخليل للبحور عند الحديث عنها بالتفصيل فيبدأ بالطويل وينتهي بالمتدارك!

وقد اتبع المحلّي خُطى الشنتريني في ترتيبه للدوائر أيضاً، فابتدأ بدائرة (المتقارب) فدائرة (الهزج) فدائرة (الوافر) وهي البسائط، فدائرة (الطويل) فدائرة (المضارع) وهما مركبتان، دون إشارة إلى مصدره.

إلاّ أنه كان جريئًا في تمسُّكِهِ بهذا الترتيب عند حديثه عن البحور، حيث بدأ بحوره بالمتقارب فالمتدارك فالهزج .. إلخ. مخالفاً بذلك الشنتريني.

ولا شك أن للمحلّي فضلاً تعليمياً واضحاً فيما أسهب في شرحه. ولقد كانت له بعض النظرات اللطيفة، التي تفيد في الشرح والإفهام، كملاحظتيه الذكيتين اللتين أشرت إليهما في نقطتيك الثانية والثالثة.

أرجو أن أكون في هذه العجالة قد أوصلت ما يفيد.

تقبل تحياتي

.. الدكتور و الأستاذ العروضي عمر خلوف .. أشكرك على هذا الرد الثمين .. وأتمنى أن أرى لك ردودا في المواضيع القادمة:) .. شكرا لك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير