تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[علي العُمَري]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 12:32 م]ـ

أستاذي الفاضل خشان خشان السلام عليكم ..

عروض المتاقرب السالمة (فعولن) 3 2 هي الأصل عندي أما سر ندترتها فراجع -في ما أظن- إلى ما تسم به هذه العروض البيت الشعري من رتابة تفضي به إلى البطء والثقل, تلك الرتابة التي جعلت الشعراء يفرون إلى حذف السبب تارة وقبضه تارة أخرى, مما يجعل البيت أكثر خفة مع الحذف وانسيابية مع القبض إلى الدرجة التي تغنينا عن السكتة خلال الإنشاد أو حتى خلال القراءة الصامتة بينما يلزمنا الإتيان بها عند الحذف تجنبا لتجاور الوتدين.

أما عن ترك قبض سابع المتقارب فربما كان عائدا إلى مشاكلته إذ ذاك ل (مفاعلتن) 3 4 وهو شبيه بما يحدث عند قبض عروض الوافر التامة ولهذا منع من قبضها هناك.

أما عن اختصاص المتقارب بهذا دون الرمل, فأرى أن مرده إلى طبيعة التكوين الإيقاعي لكلا البحرين وهو تكوين مختلف من حيث أن الرمل سباعي وليس خماسيا كالمتقارب وسباعيته هذه خدمته, وخدمه أيضا هذا الكم من الأسباب التي تكاد تكون ضعف عدد أوتاده, الأوتاد التي طبعت المتقارب برتابة حاول قهرها بالصيغة 1 3 وهي الصيغة التي تطرب لها الأذن في الرمل ولا تكاد تشعر بها في المتقارب؛ لأنها لا تقع ابتداء فتمسك الأذن بخيطها كما في الرمل, ولأنها محشورة بين أوتاد متلاحقة.

وعلى كل فإن إضافة سبب خفيف إلى عروض الرمل لا تؤدي إلا إلى إضافة سبب آخر على بحر مثقل بالأسباب, وهي بعد ذلك إضافة لا ترحب بها الأذن كونها كانت تنتظر سببا موصولا بوتد لا بسبب آخر ...

ولا ننسا أن ورود فاعلن 2 3 في ضرب الرمل أكثر من ورودها تامة في الشعر العربي وما ذلك إلا لهرب الشعراء من الرتابة.

وخلاصة القول أنه لا يوجد مسوغ إيقاعي لذلك.

ودمتم

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 01:02 ص]ـ

وبحثت عن بيت من مجزوء المتقارب ينتهي صدره ب فعولن

3 2 3 2 3 2 لأرى بعد إضافة سبب في أوله إن كان يأتي في نهاية صدر المتدارك ما يأتي في نهاية صدر المتقارب.

شاهده عند الجوهري:

لقد غرّ نفسي مناها=بسلمى، وديني هواها

وشاهده عند ابن القطاع:

غزالٌ رماني بسهْمِ الـ=جفونِ فشكَّ الفؤادا

وإليك هذا المثال لابن الفرخان (القرن السادس الهجري):

دُوَيْنَ المصلّى غزالُ=رَوَى الحسْنَ عنهُ الهلالُ

فخالٌ به ازدانَ خدٌّ=وخدٌّ كما شاءَ خالُ

وطرْفٌ غدا السحْرُ وقْفاً=عليه، فحقّ الدلالُ

رأى الهجرَ حتماً عليهِ=فهيهاتَ منه الوصالُ

وإنْ كانَ لا بدّ وصْلٌ=فممّا يفيد الخيالُ

وشواهده المعاصرة أكثر من أن تحصى.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 01:24 ص]ـ

المتدارك أقرب للبحور المهملة منه إلى سواها، بدليل عدم وجود أي قصيدة عليه في العصور الماضية جميعا بصيغته 2 3 2 3 2 3 2 3، ولم أطلع على هذه الصورة تامة عليه في العصر الحديث. ولهذا أشعر بحرية في الحديث عنه وخاصة عن استنتاج صورته 2 3 2 3 2 3 ..... 2 3 2 3 2 2،

قياسا على المتدارك والسريع، ولم أطلع على قول أحد بها بها أو نظمٍ عليها.

أخي الكريم خشان:

إليك بعض الأمثلة التي قد تفيد في مقارناتك.

يقول الحبْسي:

كنْ مُجيداً لِمدْحِ النبيِّ تنَلْ=ما تُحِبُّ، وتبلُغْ بذاكَ الأمَلْ

فمَديحُكَ للمصطفى سبَبٌ=لبلوغِ مُناكَ بغيرِ حِيَلْ

فمُحمّدُ أزكى الورى حسَباً=وأعزُّ وأرقى الأنامِ عَمَلْ

فعَليهِ صلاةُ إلهِكَ ما =مطَرٌ مِنْ خلالِ السّحابِ هَمَلْ

ويقول الحساني حسن عبد الله في ذكرى العقاد:

سيِّداً كانَ، كمْ شاقَنا صوتُه=نافِذاً في جَوانحِنا، سيِّدا

كان؟ كلاّ، فما زال، ها هو ذا=صوتُهُ في مسامعِنا أمردا

حيثما كنتَ يلقاكَ منه رفيـ=ـقٌ، إذا ما استعنتَ بهِ أنجدا

لا تقولوا وهِمْتَ، دعوني مع الـ=ـوهْم أُكْمِلُ في وهْميَ المشهَدا ومثل ذلك كثير في الشعر المعاصر.

ومن الشكل الثاني: (فاعلن فاعلن فعْلن) قول نازك الملائكة:

وهناكَ انطَوَى سفْرُ=واختَتمْنا النشيدَ القديمْ

وغداً ينبُتُ العُمْرُ=فوقَ جرحِ الزمانِ الأليمْ

**

ويتيهُ صَدَى الأمْسِ=في مدارِ الزمان العميقْ

ونُحسُّ على الكأسِ=فَورَةَ الحلُمِ المستفيقْ

ـ[خشان خشان]ــــــــ[07 - 10 - 2008, 12:47 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم د. رياض بن يوسف

تسعدني مداخلاتك، أسعدك الله.

المشكلة هنا انك لا تتكئ على الواقع الشعري فيما يتعلق بالمتدارك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير