تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[خشان خشان]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 12:56 ص]ـ

أخي وأستاذي العزيز رياض بن يوسف،

ذكرك المتدارك مع المتقارب ينحو بالحوار إلى مستوى آخر، فهو يأتي في وقت تأملي في قياس المتدارك على المتقارب

أخذت مجزوء المتقارب وأضفت على أول شطره سببا لاستقصاء التشابه بين أحكام العروض في فيهما:

الأول: لأبي فراس من المتقارب:

لأيكم (و) أذكرُ ..... وفي أيكمْ أفْكِرُ

وكم لي على بلدتي ..... بكاءٌ ومستعبر

ولكن أداري الدموع .... وأستر ما يستر

وبعد إضافة السبب أول الشطر:

قل لأيكم (و) أذكرُ ..... بل وفي أيكمْ أفْكِرُ

آه كم لي على بلدتي .... من بكاءٍ وأستعبر

غير أنّي أداري الدموع .... ثمّ أستر ما يستر

وزن صدر البيت الثالث = 2 3 2 3 2 3 1

أتراه مستساغا وهل ورد مثله على علمك في المتدارك؟

وبحثت عن بيت من مجزوء المتقارب ينتهي صدره ب فعولن

3 2 3 2 3 2 لأرى بعد إضافة سبب في أوله إن كان يأتي في نهاية صدر المتدارك ما يأتي في نهاية صدر المتقارب.

الثاني: هذه الفقرة من موضوع تحت الكتابة:

وللرقمي إلى جانب التفسير السابق تفسير أشمل يضم مع المتقارب بهذا الصدد المتدارك والسريع، وليس هنا مكان تفصيلها ولكني وأشير إلى ذلك مبينا وجه الشبه ليتأمل القارئ ويستنتج.

المتقارب: 3 2 3 2 3 2 3 ........ 3 2 3 2 3 2 2

السريع: 4 3 4 3 2 3 .......... 4 3 4 3 2 2

المتدارك 2 3 2 3 2 3 .......... 2 3 2 3 2 2

المتدارك أقرب للبحور المهملة منه إلى سواها، بدليل عدم وجود أي قصيدة عليه في العصور الماضية جميعا بصيغته 2 3 2 3 2 3 2 3، ولم أطلع على هذه الصورة تامة عليه في العصر الحديث. ولهذا أشعر بحرية في الحديث عنه وخاصة عن استنتاج صورته

2 3 2 3 2 3 ........ 2 3 2 3 2 2، قياسا على المتدارك والسريع، ولم أطلع على قول أحد بها بها أو نظمٍ عليها ولنمثل لها بنقل الأبيات التالية المأخوذة من العقد الفريد معدلة لتلافي الخرم، من المتقارب إلى المتدارك:

فلا تبكِ ليلى ولا ميّهْ .... ولا تندُبَنْ راكبانيّهْ

وبكّ الصبا إذ طوى ثوبه .... فلا أحد ناشر طيّهْ

ولا القلب ناس لما قد مضى .... ولا تاركٌ أبدأً غيّهْ

ودعْ عنكَ يأساً على أرسمٍ ..... فليس الرسوم بمبكيّهْ

" خليليّ عوجا على رسم دارٍ .. خلت من سليمى ومن ميّهْ"

تصبح من المتدارك بتحويرها على النحوالتالي:

سعْدُ لا تبكِ ليلى ولا ميّهْ .... بلْ ولا تندُبَنْ راكبانيّهْ

ثمّ بكّ الصبا إذ طوى ثوبه .... ليس من أحد ناشر طيّهْ

ليس ذا القلب ينسى الذي قد مضى ..... كلا ولا تاركٌ أبدأً غيّهْ

فلتدعْ عنكَ يأساً على أرسمٍ ..... ليس هذي الرسوم بمبكيّهْ

" يا خليليّ عوجا على رسم دارٍ .. قد خلت من سليمى ومن ميّهْ"

وتصبح الأبيات أسلس لو كانت على مجزوء المتدارك على النحو التالي

فلْتَعَفّف لرائيكا ........ إنَ ما يُقضَ يأتيكا

2 3 2 3 2 2 ........ 2 3 2 3 2 2

كل عمرٍ له موعدٌ ...... ثمّ تمضي لباريكا

2 3 2 3 2 3 ...... 2 3 2 3 2 2

ثَمّ داعٍ ينادي الورى .... وهو لا شكّ داعيكا

أصل المطلع شاهد الصورة (2 - 2) من المتقارب أو الوزن 63 من الجدول

تعفّف ولا تبتئس ...... فما يُقْضَ يأتيكا

ويقول في هذه الصورة الدكتور محمد الطويل (في عروض الشعر العربي–ص67): " ليس لها في كل ما رجعت له من دواوين نموذج واحد، وليس لها في كتب الروض إلا بيتان فقط " ويضيف في الهامش:" راجع شرح تحفة الخليل 297 والقسطاس 228"

كانت هذه تداعيات يقتضيها التفكير والشمولية وهما يحيطان بمنهج الرقمي كالسوار بالمعصم.

أتمنى أن أكسبك للرقمي:)

يرعاك الله.

ـ[رياض بن يوسف]ــــــــ[05 - 10 - 2008, 01:42 ص]ـ

أخي العزيز و أستاذي الفاضل خشان خشان

المشكلة هنا انك لا تتكئ على الواقع الشعري فيما يتعلق بالمتدارك. لماذا رفضت الأذن العربية شكله التام؟ السبب هو الثقل و لذلك ابتكر المحدثون شكله المشطور و أغلب ما نظموا عليه كان الاناشيد"ابراهيم طوقان مثلا: يا شهيد الوطن و النشيد متنوع الوزن بين المتدارك المشطورو الرمل أو عبد الحميد بن باديس: اشهدي يا سما"مع ملاحظة ان هذه الأوزان ترد فيها فاعلن مخبونة و تامة -أو تامة فقط و لا يمكن ان تكون مخبونة فقط أي أن الجائز فيه بلغة الرقمي

2 3 2 3

1 3 2 3

2 3 1 3 فقط. مع امكان التذييل أي +0 في كل النماذج المذكورة. (في الضرب طبعا و في العروض في حالة التصريع).

ويْ ولكن أداري الدموع .... ثمّ أستر ما يستر

هذا النموذج الذي اصطنعته هنا بمهارتك المعهودة ثم سألتني عنه لا شك انك تعلم بوجوده في الشعر العربي فقد وقع في عروضه ما يسمى الترفيل أي زيادة سبب خفيف في آخر التفعيلة+2 "مع التساهل في اشباع آخر العروض أو فلنحوره ليصبح وي و لكن اداري دموعي" و هذا إن كان لا يقع أبدا في الأبحر التامة فإنه سائغ مشهور في الأبحر المجزوءة خاصة. في المتدارك مثلا قد يقع الترفيل في شكله المجزوء و شاهده المشهور عند العروضيين:

دار سعدى بشحرِ عمان= قد كساها البلى الملوان

و هذا تحليل شطره الأول رقميا (و أقترح هنا علامة + 2 للدلالة على الترفيل كما اقترحت من قبل+ 0 للدلالة على التذييل):

2 3 2 3 1 3 + 2

العزيز خشان لقد لاحظت انك بنيت قياسك للمتدارك على السريع و المتقارب على نماذج قمت انت بتحويرها لان الواقع الشعري لم يسعفك بما يبين نظريتك هنا .. إلا ما اتفق لك في تحوير بيت أبي فراس "المرفل".و هذا يعني انك تعاني من أزمة الشاهد الشعري الذي يتفق مع تصورك الرقمي فكأني بك تنطلق من انسجام رقمي مسبق يسيطر على عقلك الرياضي تحاول الباسه لواقع شعري متفلت؟ و احب ان أسألك هنا اخي العزيز خشان: ألا تتصور أن النظام الدائري يفسر بعض القضايا المثارة هنا؟!

مودتي الاخوية الخالصة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير