ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 02 - 2004, 08:26 م]ـ
يقول أخي سامح:
"في الآية ورد الوصف لخطأ أبينا آدم - عليه السلام - بالفعل الماضي
بمعنى أن العصيان حصل وانتهى .. لأنه - عليه السلام - تاب وندم
ولم يرجع للعصيان بعد ذلك."
وأنا أقول: أحسنت أخي سامح .. وهذا تماماً ما قصدته .. فالمعري كبقية الشعراء ومثل جميع البشر، خطاءون. وذكر سبحانه وتعالى معصية أبونا آدم (ع) في القرآن الكريم ليبقى مثل حي وخالد لجميع البشر، يذنبون ويستغفرون .. ومن تاب منهم يجد الله غفور رحيم.
بقي لي معك أخي سامح نقطة أخيرة في هذا الحوار:
"لم أقرأ اللزوميات .. فيبدو حكمي قاصراً .. ولكن الشاعر مات وخلّف أثراً
ربما بيت شك واحد يدمر عقيدة كاملة .. وآلاف الأبيات الملتزمة لاتصلح
مافسد من هنا كان التغاضي وأننا أصبحنا (نرى عُشر الكأس الخالي
ولا نرى تسعة أعشاره الملئ؟)."
أنت تقول أن بيت شك واحد يدمر عقيدة كاملة؟!
وأنا أقول أن هذا القول ينطبق على كل فكر ماعدا فكر الإسلام ..
والدليل القرآني أنت أعلم به مني ...
والشواهد تثبت على مدى تاريخ الخليقة كلها منذ أيام آبونا أدم (ع) وحتى أيام هولاكو هذا العصر بوش - لعنه الله - بأن الإسلام خالد وليس مجرد فكرة هشّة مثل بقية الديانات الوضعية أو المحرّفة .. بل أني أرى أن جميع المشككين بصحة العقيدة الأسلامية ساهموا بترسيخ هذه العقيدة في نفوسهم –وإن أنكر بعضهم- قبل أن ترسخ بقلوب غيرهم، وذلك عندما تداعيت أفكارهم الباطلة الواحدة تلو الأخرى وبقي الإسلام شامخاً ودليلاً خالداً على صحة هذه العقيدة.
وقد يقول العرب: ربّ ضارة نافعة ..
أما بوحمد فيقول: بل هذا الشك أراه يقع ضمن قوله تعالى: "ويتفكرون في خلق السموات والأرض" ..
فتمتع أخي سامح بتسعة أعشار الكأس ودع العُشر لخالقة الغفور ولا تقلق على فكرة تعهد اللطيف الخبيربحفظها ..
ويحفظك الله،
بوحمد
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 02 - 2004, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أبا محمد
هل تسمح لتلميذك أن يقبّل رأسك أمام جميع أهل هذا المنتدى ..
وحتى لو فعلت، فوالله لن أفي بحق معروفك ..
بوحمد
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 02 - 2004, 08:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل أبا محمد
قد حمّلت كلامي أكثر مما يحتمل ..
مقام الأنبياء جميعاً محفوظ عند خالقهم قبل خلقه.
كنت أتكلم عن فكرة وليس عن أشخاص.
ولن أزيد فجزاك الله خيراً على التنبيه.
غفر الله لي ولك ولجميع المسلمين.
تلميذك بوحمد
ـ[بوحمد]ــــــــ[14 - 02 - 2004, 10:59 م]ـ
كان العتابُ قديماً صَخرهُ لينا=وكان يُصبحنا قَذفاًً ويُمسينا
فما بهِ فسدت يوماً مودّتنا=ولا لهُ عَجَلتْ للكُره رامينا
حتّى غدونا وجُرح القلبِ من عتبٍ=ينزفْ عطوراً كذا نزفُ الرياحينا
فالودُّ منّهُ ولا تُنسى مكارمهُ= والجودُ أسمٌ لهُ وفعلهُ لينا
أبا مُحمدَ لا تعجلْ إذا جهلتْ=مني الحروفُ ولا تَهجُرْ مغانينا
فما بهذا فصيحٌ كان متّهماً=ولا بذاك ضريرٌ كان يشقينا
أنت العميدُ إذا باتت بلا عُمدٍٍ=أنت الشقيقُ فلا تأخذ نواصينا
بوحمد
ـ[الشعاع]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لله أنت يا أبا محمد من مبلغك عنا أنك وعظت فأبدعت وخاصمت في الله فنصرت ووقفت كالطود الشامخ تنير طريقنا وتطهر قلوبنا فلله أنت من أخ في الله عزيز.
ولله أنت يا أبا حمد ما أعدلك مع نفسك وما أقوى جهادك عليها طوعتها فأطاعتك وأرجعتها لدرب القرآن واستبصرت لها طريق الإيمان. في وقت قل فيه مثيلك ممن يأطرون أنفسهم على الحق عند بيانه.
غفر الله لكما غفر الله لكما ولجميع المسلمين.
محبكم.
ـ[بوحمد]ــــــــ[15 - 02 - 2004, 11:19 م]ـ
هي وجهة نظر ..
أنا أرى في فكر المعري خير دليل على صلابة هذا الدين.
يقول الشيخ في القضاء والقدر على سبيل المثال:
قضى الله فينا بالذي هو كائنٌ=فتمَّ وضاعت حكمة الحكماء
...
كيف احتيالك والقضاء مدبّرٌ=تجني الأذى وتقول أنك مجبرُ
...
إذا كان من فعلَ الكبائر مُجبراً=فعقابهُ ظلّمٌ على ما يفعلُ
واللهُ إذ خلق المعادنَ عالمٌ=إن الحدادَ البيضَ منها تُجعلُ
سَفَكَ الدماءَ بها رجالٌ أعصموا=بالخيلِ تُلجمُ بالحديد وتُنعلُ
... أنا أفهم من جميع هذه الأبيات إقراره التام بالقضاء والقدر ..
وأراه هنا يعترف بأنه في ضلال وهاهو يتوسل لإرشاده لليقين:
إنما نحن في ضلالٍ وتعلي=لٍ فإن كنتَ ذا يقينِ فهاتهْ
وعندما لم يستطع أحد اقناعه قال:
ومالي لا أكونُ وصيّ نفسي=ولا تعصي أموري الأوصياءُ
فهو يقول ببساطة: أنا القائل" ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلُ" لن أرضى أن أرث الأسلام فقط مثل غيري بل أريد أن أقنع عقلي به أيضاً، وبما أنكم عجزتم عن اقناعي، فسأعتمد على عقلي ليرشدني للصواب ولكني أتعهد بعدم مخالفتي للأوصياء (الأنبياء) ..
ولكنه عاد وأقرّ مرة أخرى بحيرته وأنه يشك في شكوكه:
أما اليقينُ فلا يقينَ وإنما=أقصى اجتهادي أن أظُنَّ واحدسا
ثم يستسلم عندما لا يصل عقله لنتيجة فيقول أخيراً (آمنت بالله):
فعش وادعاً و ارفق بنفسك طالباً=فإن حسامَ الهندِ ينهكهُ الصقلُ
هذا هو المعري –عبقري عصره- يعلن على الملأ انهزام عقله ويقول لكل من يبحث عن الدليل العقلي بأنه مهما بلغت قدرة البشر الذهنية فأنها ستنتهي -لا محاله- بـ "آمنت بالله"، وأن الدين عند الله الإسلام ..
هذا هو المعري الذي ترحمّ عليه بوحمد ..
فإن ترون السذاجة في فهمي للمعري فاعذروني،
لقد جبلني خالقي على حسن الظن به وبخلقه ..
"ما كان اللهُ معذبهم وهم يستغفرون"
صدق الله العظيم
وجزاكم الله كل الخير
بوحمد
¥