تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا الصباح على المأساة متكئ=جذلان يقذف في نار الهوى حطبا

إني سعيتُ كما يسعى أخو ظمأ=صوبَ السراب حثيثا يحملُ القِرَبا

أنَّى نظرتُ بدا لي كنْهُ مُعضلتي=أنَّى اتجهتُ وجدتُ الكونَ مكتئبا

وهمُ الوصال دخَانٌ عشت أرقبُه=أنَّى يؤوبُ دخانٌ كان قد ذهبا؟؟

نص الشاعر د. أحمد أبو رحاب (والله والله) المنشور بتاريخ 9/ 11/2006

واللهِ .. واللهِ

رسالة الى شهيدتيْ بيت حانون: رجاء أبو عودة و أنغام سالم

واللهِ .. واللهِ

لو انى كنت ترابا معجونا بدماء القتلى والمأسورين على مر التاريخ البشري الدامى والمهموم بذل الطغيان وذل الحرمان وذل الترك وذل الحظر ..

لضممتُكْ ..

قبلتُكْ ..

وحفظتك فى احضانى المملوءة رعبا وعذابا

واستمطرت سحاباً

ودفعت جذورك للأعماق

وسألت النور

أن يجذب كل غصونك

للأعلى .. للأعلى

واللهِ .. واللهِ

لو أنى كنت نسيما

يجرح خدّ الأزهار ويركب متن الأشجار , ويلهو بين الأنحاء

لحملت العطر الباذخ منك أيا أحلى الشهداء

عطرت جميع الأجواء

ونثرتك فى الأرجاء

لو انى كنت رفيف هواء

لرفعتك عبقا

للأعلى .. للأعلى

واللهِ .. واللهِ

لو كنت كبدر الليل اضئ الظلمة للعشاق

لحملتك أغنية تنشدها الآفاق

وجعلتك نورا يتلألأ فى أحلام البسطاء

يصعد يصعد يصعد

للأعلى .. للأعلى

لكنى

لست سوى عازف مزمارٍ جوّال

ازرع فى التربة شِعرى

انشد للنسمة وجدى

اشكو للبدر حنينا ضاق به صدرى

لكنى أذكر ماكان

وارانى والد ايام مرت فى فرح وهناء

اخشى عليك من الأمراض

واكافح ضد الجوع وضد الحرمان

ابذل عمرى كى أحمى عمرك

نستذكر درس اليوم بجد كل مساء

والأم تصيح كفى .. اتركها للنوم وللأحلام

أيامٌ .. أيامْ

وأرانى أما تضفر شعرك .. تغسل وجهك .. تصنع خبزك .. ترفو ثوبك .. ترقع نعليك .. أرانى أزهو بأرق وأحلى ملاك

وارانى عشقا يتمنى اشواق شبابك

لحنا يتغنى بجمالك

أمشى تحت الشباك, وأهجر شبّاكى

استذكر درسى تحت عمود النور الناهل من عذب ضياكِ

أكتب شعرا مكسورا: إنى أهواكِ .. أهواكِ

ترمين الوردة فى خفَرٍ .. تتوارين وراء الشيش ولكنى بالقلب أراكِ

وارانى زوجا يشرب من انهاركْ

يرضيه غرامك , يرضيه طعامكْ

يشكو بين ذراعيك هموما وخطوبا وصروفا .. تربت رأسى كفاكِ

وتهدهدنى أقوالكْ

وأرانى إبنا يستنشق عطر حنانِكْ

طفلا يتغذى من ثدييك ويرضع حلو أمانِكْ

أكبُرُ فى زهوٍ يدفعنى للعلياء كلامُكِ , كلُ كلامِكْ

انمو كي ابذل عمرى لفلسطين المسلوبة

وديارى المحبوبة

كى ادفع قرصانا مجنونا ولعينا , يتشهى بلدى المرغوبة

ترشدنى كلماتك للموت والاستشهاد , وتزرعنى أحلامك فى قلب حدائق أحلامى

أيامك تصنع أيامى

ما اجمل عمرى فى أحضانكْ

ما أجمل وجهك فى أحلامى

وأرانى

أملك مالا يملكه الكونُ , ولا تعرفه الأحجارُ , ولا يفهمه سوى الأطيارْ

وضفاف النهرِ , ومرج الزهِر , وأغصان الأشجارْ

أملك قلب الشاعرْ

ولذلك يا أمَ حنينى , وحبيبةِ حلمى , وصديقةَ أيامى .. سأغنى

يا" أنغام"*

تهفو اليك أنغامى

و"رجاء "*

كل رجائى

سأصلى لله

وسأبكى لله

وسأدعو لله

أن اضحى مثلكما بين جموع الشهداء

بين أسارى القهر , أسارى الحزن , أسارى الجوع , أسارى الخفاش الناشب فى الوجه الأظفار

سأصلى لله القهار

سأصلى لله القهّار

سأصلى لله القهّار

واللهِ .. واللهِ

يا ضحكات "رجاء"

يا فرحة " أنغام"

ستعود الأيامْ

واللهِ .. واللهِ


* أنغام سالم , ورجاء أبوعودة .. شهيدتان من بيت حانون

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير