تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا الذي عناه الأخ ضاد بقوله إنما هو ما يسمَّى (النظم) وهو يختلف عن الشعر بخلُّوه من عناصر الشعر الأساسية وهي العواطف الجياشة والحسّ المرهف والذوق السليم، فضلاً عن ما يسمّى بالقريحة الشعرية ولعلّ هذه الأمور الأربعة لا يمكن أن نقف على تعريف دقيق لها ولا نهتدي لتبيان معانيها بالألفاظ ولكنها معروفة عند أهل الأدب وخاصة الشعراء، وبها يتمايز الشعراء ويتفاضلون، فلم يقدم شاعر على شاعر بمعرفته بالعروض ولا بصوره وتشابييه وإنما بشاعريته و حرارة شعره وسحر بيانه الذي ربما كان نفثة من نفثات روح القدس، يقول الرصافي:

الشعر فنٌّ لا تزالُ ضروبهُ تتلو الشعورَ بألسنِ الموسيقى

وأتفق معه كلياً في قوله: (ليس يهم, في رأيي, كم تحفظ من بيت, ولكن المهم كم من بيت تعلمت منه).

وأما الرواية التي تقول: وفد غالب بن صعصعة على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه ابنه الفرزدق فقال له: من أنت. قال: غالب بن صعصعة

قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم، قال: فما فعلت بإبلك قال: أذهبتها النوائب وزعزعتها الحقوق قال: ذلك خير سبلها ثم قال له: يا أبا الأخطل من هذا الذي معك قال: ابني وهو شاعر قال: علمه القرآن فهو خير له من الشعر فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيَّدَ نفسه وآلى على نفسه أن لا يحل قيده حتى يحفظ القرآن فحفظه في سنة وفي ذلك قال:

وما صب رجلي في حديد مجاشع ... مع القيد إلا حاجة لي أريدها

فدلالة الرواية واضحة من أنّ تعلم القرآن خير من الشعر وهذا ما لا شكّ فيه لأن القرآن أنفس من كل العلوم والفنون والمعارف، وألأمر الآخر هو أنّ على الشاعر أن يتعلم القرآن قبل قول الشعر ليتعلم لغته في الخطاب والحوار ويعرف أوامره ونواهيه وحقه وباطله فيكون من (الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا)، وإلا فالإمام علي عليه السلام لا يعترض على كون الفرزدق شاعراً، ويدلُّ موقف حفيده الإمام السجاد عليه السلام بعد أن مدحه الفرزدق بقصيدته العصماء الخالدة في موقف لا يقوى عليه الا شاعر مثل الفرزدق أمام جبروت وطغوة هشام بن عبد الملك والحادثة أشهر من أن تذكر ومن القصيدة قوله:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهُ والبيت يعرفهُ والحلّ والحرمُ

وليس قولك من هذا بضائرهِ العربُ تعرفُ من أنكرتَ والعجمُ

والتي حبس على أثرها فأرسل له الإمام السجاد صرةً فيها أموال وجزاه خير الجزاء.

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 01:35 م]ـ

أين أنت يا أخي ابن أبي طالب .. ؟

ـ[ابن أبي طالب]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 02:08 م]ـ

الاخ شاكر اشكرك جزيل الشكر على ماتفضلت به علينا

من نصح نفيس

واسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك

واعذرني فقد غبت اياما لظروف.

ولي زيارة على بريدك يابن العجاج قريبا ان شاء الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير