تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخوتي أما تحسون أن هذه الافتتاحيات قد أصبحت مبتذلة ومملة

انظروا قصائد أبي تمام والمتنبي والمعري

ففي أغلبها لا تبتدأ بالوقوف على الأطلال ووصف الأثافي والبقر الوحشي والظباء ....

فإذا كانوا على قرب عهدهم بعهد الطلول والطنب قد هجروا هذه الافتتاحيات

فما بالنا ونحن "في زمن ناطحات السحاب وغزو الفضاء " نلوي ألسنتنا بمثل هذه.

النظرة الجمالية وليدة البيئة فهم كانوا أبناء صحارٍ وبوادٍ وديدنهم الحل والارتحال

لذلك كانت ذوائقهم تستيغ هذه الافتتاحيات وتطرب لها لأنها جزء من حياتهم

وقد تغير المفهوم الجمالي بعد أن استقرت العرب في المدن فهجر العرب هذه الافتتاحيات بل وعابوها وسخروا منها ...

ثم توقف الشعر او تجمد في العهدين المملوكي والتركي

حتى جاء أحمد شوقي وعصابته من جماعة الإحياء ونبشوا قبور الجاهليين وأعادوا هذه الافتتاحيات المملة "أقول مملة لأنها لا تعنيني بشيء "فأنا إما ابن قرية أو ابن مدينة ولم أقطن يوما في خيمة وأعاني من هجران أحبتي الذين ظنعوا طلبا للكلأ والماء فأذهب وأمرغ نواظري بمرأى آثار بيوتهم التي قد غيرتها الرياح"

برأيي أن مثل هذه الافتتاحيات محاولة بائسة لتعليب الزمن ...

أرجو يا مسلم -وتعرف كم أعزك وأحترمك- أن تأخذ بنصيحتي وتترك هذه "الهلوسات"

عبّر عن شعورك بما يتسق ولغة العصر هذا هو مفتاح الشعر الحديث ...

أخي الكريم بحر الرمل أوافقك فيما قلت ولكن هناك شعراء يوظفون هذا المعنى في قصائدهم بشكل رائع ... وأعتقد أن الأخ مسلم عاكف على قراءة القديم فتأثر ...

يشكو رحيلَهمُ قلبي بملتهِبِ ... منَ الدموع إلى الأطلال والطُنُبِ

دوماً ألازمُ هذا الربعَ مُذ رحلوا ... كأنني معَ هذا الربعِ في نسبِ

جميل لديك تجسيد القلب ... ولكن (بملتهب) قصدك دموع ملتهبة- حسب فهمي وهذه قراءة سريعة تحتمل الخطأ أكثر من الصواب-لم أستسغ جرها بحرف الجر وتقديمها على الدموع ...

وقولك إلى الأطلال مارأيك لو قلت على الأطلال؟؟؟

هناك نوع من الأبتكار في أن تقول أن بينك وبين هذا الربع نسب ...

العاطفة ليست قوية على الرغم من أن البيتان في موضوع الرحيل ...

أخي مسلم أحيي شاعريتك ولكن إذا كتبت أطلق لقلمك العنان دون قيود واحذر التكلف واكتب بعفوية ....

تحياتي تقبل تعليقي بصدر رحب فهذا عهدي بك أيها الكريم ...

وأغبن من ذاق الهوى من فؤادُهُ ... بمن ليس يصفيه الوداد معذَّبُ

رؤبة بن العجاج

فِيْ زَحْمَةِ الأَحْدَاثِ أُطْلِقُ صَرْخَتِي ... فَيَضِيْعُ صَوْتِي فِي صَدَى وِجْدَاني

الحداوي

بيتان رائعان لا بد من الوقوف لقراءتهم وتذوق الأبداع فيهم ...

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 09:15 م]ـ

وفقكم الله على هذه القراءة وسيأتيك يامسلم من يعطيك الصور الجمالية:)

ولازلنا ننتظرمن البقية الحضوروالقراءة

ـ[مُسلم]ــــــــ[22 - 10 - 2008, 03:11 م]ـ

بصرف النظر عن القيمة الشعرية للبيت يبدو أننا لا نزال نقف على الأطلال وبعضنا لم يرَ طللا في حياته

أخوتي أما تحسون أن هذه الافتتاحيات قد أصبحت مبتذلة ومملة

انظروا قصائد أبي تمام والمتنبي والمعري

ففي أغلبها لا تبتدأ بالوقوف على الأطلال ووصف الأثافي والبقر الوحشي والظباء ....

فإذا كانوا على قرب عهدهم بعهد الطلول والطنب قد هجروا هذه الافتتاحيات

فما بالنا ونحن "في زمن ناطحات السحاب وغزو الفضاء " نلوي ألسنتنا بمثل هذه.

النظرة الجمالية وليدة البيئة فهم كانوا أبناء صحارٍ وبوادٍ وديدنهم الحل والارتحال

لذلك كانت ذوائقهم تستيغ هذه الافتتاحيات وتطرب لها لأنها جزء من حياتهم

وقد تغير المفهوم الجمالي بعد أن استقرت العرب في المدن فهجر العرب هذه الافتتاحيات بل وعابوها وسخروا منها ...

ثم توقف الشعر او تجمد في العهدين المملوكي والتركي

حتى جاء أحمد شوقي وعصابته من جماعة الإحياء ونبشوا قبور الجاهليين وأعادوا هذه الافتتاحيات المملة "أقول مملة لأنها لا تعنيني بشيء "فأنا إما ابن قرية أو ابن مدينة ولم أقطن يوما في خيمة وأعاني من هجران أحبتي الذين ظنعوا طلبا للكلأ والماء فأذهب وأمرغ نواظري بمرأى آثار بيوتهم التي قد غيرتها الرياح"

برأيي أن مثل هذه الافتتاحيات محاولة بائسة لتعليب الزمن ...

أرجو يا مسلم -وتعرف كم أعزك وأحترمك- أن تأخذ بنصيحتي وتترك هذه "الهلوسات"

عبّر عن شعورك بما يتسق ولغة العصر هذا هو مفتاح الشعر الحديث ...

أولاَ شكراً للأستاذ بحر الرمَل على قول رأيه بصراحة وبدون أية مجاملة.

ثانياً ... بالنسبة للطلل والربع فأنا فعلا لم أرَ أيّ طلل في مدينتنا ولم أتخيل في أى وقت من الأوقات شكله أساساً ... ولكن يجب عليكم أن تعلموا - كما قلتُ في موضوع هذه القصيدة من قبل - أن القصيدة كانت مهداة إلى معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية .. كهدية مني له بعد مجهوده معي ... فبما أنه من أبناء اللغة فقد اخترتُ أن أقدم له قصيدة على نسق قصائد الشعراء الفحول القدامى فبدأتها بالبكاء على الأطلال ولو أنكم قرأتم القصيدة كاملة فستجدون أنني قد تحولت بعد أبيات إلى موضوع القصيدة وهو الثناء والمدح ... فأنا أصلا في ما أكتبه لا ألتزم بالقديم ولا أرى في اتباعي له ضرورة كما سترون في ما سأقدمه - بإذن الله - بعد أنتهاء الفصل الأول من الدراسة .. وكما قلتَ أستاذي هم كانوا يصفون الطلول والديار لأنها كانت من مكونات بيئتهم البدائية أما نحن فقد تغير لدينا الحال - وبالطبع لن أبكي عند ناطحة سحاب خرِبة - وقد كتبتُ قبل هذه القصيدة قصيدة غيرها بدأتها بالثناء بدون مقدمات فكان مطلعها:

لقد أعيا جداكَ فمَ الثناءِ ... كما أعيا الوصولُ إلى السماءِ

لكن البحر الوافر - وإن كنتُ أتنغمه جيدا - فقد رأيت أن تفعيلات بيته قليلة ولا تعطيني المساحة لقول ما أريد كما في البحر البسيط .. فتركتُ هذا البيت يتيماً رغم إعجابي الشديد به ...

وأنا معك أستاذي في أن هذه الافتتاحيات مملة , فقد ملأها الشعراء قولا ووصفا وتشبيها وكل شيء ... ولكن كما شرحت مناسبتها من ذي قبل , وكما أنها كانت بمثابة تجربة جديدة بالنسبة لي في الرجوع إلى القديم ..

ونصيحتك بمثابة وسام أضعه على صدري لأنني أعلم أنها نصيحة صادقة .. وأعدك أن أعمل بها ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير