أستاذي الكريم أنا أومن أنكم أفضل مني وهذا شيء لا نقاش فيه
لكني لا أستطيع أن أقنع نفسي بأن ما كتبه نزار ولا غيره من الكلمات المعدودة من أجل الأمة هو صدق مشاعر و عيش لمآسيها
إذا لم يكن ما كتبه نزار منذ نكسة 67 الى أن مات،، كل الذي كتبه ليحيي رفات نفوسنا التى خنقها اليأس
لكي نغير شيئا
لكي نفعل شيئا
لكي نقول شيئا
اذن ما الذي تسمينه صدق مشاعر؟؟؟؟؟؟؟؟
أليست المحبة أفعالا قبل أن تكون أقوالا .. ؟ لست أقولها عنه فقط وإنما أيضا أقولها عن نفسي
كل يجاهد ويفعل ويحاول على ما يقدر على فعله،، كل منا خلق لدوره،،، هذا يجاهد بالقول وهذا بالفعل،، هذا بالارشاد وهذا بالاستشهاد هذا بالكلمات وهذا بالدماء
وموهبة الرجل وقدرته كانت في القول، في الكلمات، في الشعر، وما أعظمها رسالة
يعيش حياة الترف والشهوات ومن مرأة إلى مرأة ومن الشهوة إلى شهوة ويجاهر بمعاصيه نمدح كل رذيلة ونسب كل فضيلة
والسفر والفنادق الراقية .....
ثم أكتب كلمتين أصبح بها بطلة ..
أليس أرحم وأقل من أن أفعل كل هذا وبدلا من أكتب كلمتين " على حد قولك " أصبح سفاحا، أمتص دماء الشعب وأمشي على رقابهم نحو كرسيَّ، أليس أرحم من حال كل حكامنا الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست المشكلة في أن الشخص يخطئ ويصيب لكن المشكلة تكمن في: (أقيلوا ذوي الهيئات عثراثهم) فهل يا ترى نزار قباني وأمثاله من ذوي الهيئات؟
ثم الشعراء (في كل واد يهيمون) هم يستطيعون أن يصوروا أشياء لم يعيشوها أبدا .. وأعتقد أني لست مخطئة في هذا
نستخدم قول الله عز وجل في الحكم على أى شاعر لا نحبه او نختلف معه
ألا تعتبر آثار نزار هي رسالة موجهة لكل شاعر وموعظة له في أن يكتب ما يسره بعد موته ...
أنا أعتقد أن هذا النوع من الشعراء تسلق على جثث الموتى من أجل القمة .. لا غير
ليس من أجل القمة بل من أجل إحيائهم
وهناك من أبشع منه، هناك من يتسلقون عليها من أجل مصالحهم الخاصة
كرسي حكم، مال، بنوك، بورصة، أراضي، تطبيع، .......
وإلا من الشعراء قديما من عاش للأمة وللإسلام حتى لم يعرف الزواج ولا الاستقرار ولا أي شيء مما يباح له ولو فعله ما لامه أحد في ذلك فكيف بمن تعدى الأمور المباحة إلى ما هو شنيع وقبيح
ثم هو يفكر في الأمة ..
أعترف أنه رأي لا يسمن ولا يغني من جوع أمام المعايير الأدبية واللغوية التي يحتكم إليها في دراسة الشعر
ولكنه شاعر الرذيلة ولو كان مهتما بقضايا الأمة لكان وسيلة لانتشال الشباب من وحل الشهوات الذي غمسهم فيه ..
لماذا كلما قال شاعر قصيدة عن الحب والمشاعر أو حتى عن الجنس نتهافت على مقاتلته،،، أليست هذه المشاعر والأحاسيس
خلقها الله عز وجل بداخلنا أم نحن من اخترعناها
أليس هذه الشهوات جزء منا
" تلومني الدنيا إذا أحببته، كأنني أنا خلقت الحب واخترعته!! "
وأعتذر منكم بشدة
هي النتيجة واحدة في مثل هذه النقاشات
أنا لا أحكم على غيري لأنه كل واحد يهتم بنفسه وينظر ماذا يفعل هو وبماذا سيلقى الله
ولكنه للأسف كتب ما يدينه وترك ما يشينه
ولا يمكن التغاضي عن تلك الأمور التي كتبها وهناك من هو أحسن منه وأتقى منه ومن شعره لم يلطخ بمثل تلك القذارات
أمتنا تحتاج إلى الصدق وتحتاج إلى الأخلاق وإلى العقيدة لكي تستطيع أن تقوم
لا تحتاج فقط إلى شخص يبكيها أو يسب حكامها
ثم كيف هو انشغل عن نفسه وبما فيها من عيوب فاذحة وقادحة في الدين والعقل والمروءة والفضيلة ليتحدث عن عيوب الحكام الذين ضيعونا وضيعوا الكثير من الأشياء؟
حكامنا باعوا أراضينا وأمثاله باعوا أرواحنا وضيعوها
ولعل بيع الروح أشد من بيع الأرض لأننا لا نستطيع أن نسترجع أرضا ونحن بروح مريضة فكيف وقد أصبحنا بلا روح أصلا ...
أنت من باعت روحها عندما بررت ما يفعله الحكام بأراضينا، ثم أنت تهونين الأرض أمام الروح ...
بالعكس، أليس الأرض أغلى ثمنا من الروح؟
وإلا لما ضحينا بملايين الأرواح من أجل سيناء والجزائر وغيرها ...
ولما كنا نضحي حتى الآن بأرواحنا من أجل القدس ............... الأرض أغلى ومن يفرط فيها يفرط في كل شيء
عموما أشكركم على سعة صدركم مع أمثالي وعلى نصيحتكم وتكرمكم بالرد
أسأل الله أن يهديني إلى الحق.
من أقوال نزار لمن لم يعرفه:
حين رأيت الله .. في عمان مذبوحًا
على أيدي رجال البادية
و هو القائل:
أطلق على الماضي الرصاص
كن المسدس والجريمة
من بعد موت الله, مشنوقًا على باب المدينة
لم تبقَ للصلوات قيمة
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة
و هو القائل:
(لأني أحبك يحدث شيء غير عادي في تقاليد السماء, يصبح الملائكة أحرارًا في ممارسة الحب, ويتزوج الله حبيبته في السماء).
و هو القائل:
(الله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان)
و هو القائل:
"القلب الإنساني قمقم رماه الله على شاطئ هذه الأرض, وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم, ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه, والشعر واحد من هذه العفاريت".
و هو القائل:
حين عرفني الله عليك ذهب إلى بيته
فالله كما قالوا لا يستلم إلا رسائل الحب
و هو القائل:
عمر حزني مثل عمر الله أو عمر البحور
و هو القائل:
فلا تسافري مرة أخرى
لأن الله منذ رحلت دخل في نوبة بكاء عصبية
وأضرب عن الطعام
تعالى الله عما يقوله هذا الزنديق علوا عظيما
و قال و قال و قال .... ما تقشر منه الأبدان في حق الله عز وجل
و الأولى ألا يُذكر اسم هذا الرجل , لأنه سيحمل الصالحين على سبه و الدعاء عليه!!
وأخيرا،،،،،،،،،
هذه عادتنا نحن العرب - للأسف - عندما نختلف مع شخص فكريا أو عقائديا أو سياسيا أو أي اختلاف كان
ننسي أي شيء حسن ورائع وشجاع له
ونبدأ بذكر مساوئه وسقطاته وكأننا - كما قال الأخ نور الدين - بشر وهم ملائكة لا يجب أن يخطئووا
وبدلا من أن نناقش هذه المساوئ،، نعايره بها ونلطخ عرضه وشرفه بها
نزار،، أزفّ إليك الخبرْ
لقد أعلنوها وفاة العربْ
¥