ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 08:42 م]ـ
(3)
بعد أن أدت صلاتها وألحت بالدعاء على ربها أن يهديها سبل الرشاد
قررت الذهاب لدار الأيتام فهو المكان الوحيد الذي لن تجد فيه من يضايقها بإذن الله
وكتبت لأسرتها الرسالة التالية
والدي الحبيب صالح الراشد جزاك الله خيرا على حسن احتوائك لي طيلة هذه السنين لقد شعرت معك بمعاني الأبوة تتجلى في أسمى صورها
أمي الفاضلة نورة جزاك الله خيرا على حسن تربيتك لي وحنانك وصبرك على طيلة تلك الأعوام
شكرا لاحتضانك لي واختيارك لاسمي الذي أحببته
بهجة التي توارت بهجتها وأضحت حزنا لا ينجلي
أخي الحبيب محمد والصديق القريب مني كنت أخا رحيما
تفهمني وتشعر بمعاناتي يعز علي فراقك يا أخي الذي لم تلده أمي
وسيظل لساني لك لاهجا بالخير وفقك الله في حياتك وفي دراستك ورزقك الزوجة التي تستحق أخلاقك النبيلة
أختي مشاعل رغم المشاكسات التي تحدث بيننا ورغم شعوري
بعدم محبتك لي لكن يعز علي فراقك وستجري دموعي على فراقك
أختي ودلوعتي رهف يا بسمة ثغري
انتبهي لنفسك واستذكري دروسك جيدا لن تجديني بجانبك العام القادم
أسرتي الحبيبة التي ما عرفت سواها
سأودعكم بدمع غزير منهمر
وقلب كسير منفطر
وحزن عملاق مستمر
لكم فائق حبي وعظيم امتناني
وجزيل شكري وكثير دعائي ولا تختصموا بسببي
ابنتكم المكلومة بهجة
وفي الصباح بحث عنها أخوها محمد في كل أرجاء البيت ولم يجدها
ثم دخل غرفتها ووجدها جالسة على سجادتها
عندما رأته تحدرت دمعة حرة من مقلتيها
اقترب منها وقرأ أشجانا متأصلة على قسمات وجهها الكسيف
بهجة ما بك؟
أراك حزينة متألمة .. ما الذي جرى لك؟
فأجابته بصوت مبحوح: لا شيء يا أخي الحبيب
محمد: كل ما أراه باديا على وجهك وتنكرين!
تحدثي إلي بما يكدر خاطرك
بهجة: لا تقلق علي ولو كان هناك ما يزعجني لأخبرتك
محمد: هل أنت حزينة من عدم فرح أمي بنجاحك.؟
بهجة: لا أستطيع إجابتك أرجوك اتركني وإن احتجت للكلام لن أجد سواك
محمد: حسنا يا بهجتي الحلوة لك ما شئت
أغلق الباب
وانهمرت دموع بهجة من جديد
مسحت وجهها وحاولت استعادة قوتها حتى لا يشعر أحد بعلمها بما دار بين والديها
بدلت ملابسها واتصلت على صديقتها مرام وألحت عليها في المجيء
حضرت مرام إلى بيت بهجة وكالعادة جلست معها في غرفتها
أخبرت بهجة مرام بكل ما سمعته فحزنت لأجلها كثيرا وسألتها:
ماذا ستفعلين الآن؟
قالت بهجة: ما سأعمله يعتمد عليك بعد الله
مرام: كيف؟
بهجة ليس لي مكان في هذا البيت سأذهب لدار الأيتام وأعيش بقية حياتي هناك
مرام: لا تفعلي ذلك يا بهجة أنت هنا تعيشين في سعادة وسط أسرة محترمة وتحبك
بهجة: أمي نورة تريد طردي لم تعد قادرة على تحمل وجودي
ولن أستطيع العيش في مكان أنا فيه غريبة
يوما ما سينكشف الغطاء ولن أحتمل نظرة البشر لي
مرام: والدك صالح الراشد نسبك له
يعني أنت ابنة صالح الراشد
بهجة: سأذهب إليهم بلا هوية وسأقص عليهم قصتي لا يمكن أن أبقى هنا
وأريد منك أن تصحبيني إلى هناك ثم سلمي لأسرتي هذه الرسالة
للخادمة وقولي لها تسلمها لوالدي
وهذه وصيتي لك
مرام وبهجة تبكيان وتتعانقان
ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 08:44 م]ـ
بهجة:
سنخرج الآن بدعوى أنا ذاهبتان للنزهة ثم تأخذيني لدار الأيتام وتعودين إلى البيت وتسلمين الخادمة الرسالة ولا تخبريهم أبدا عن مكاني وقولي لهم إني أمنتك بألا تبوحي عن مكان إقامتي الجديد
مرام: بهجة أرجوك تراجعي عن قرارك ... صدقيني أسرتك ستحزن كثيرا حتى والدتك لن تتحمل فراقك
منذ أبصرت الحياة وأنت بينهم لا تتركيهم أرجوك
بهجة: قراري هو خيار لأمرين أحلاهما المر
إن كنت تريدين الخير لي افعلي ما طلبت منك
حسنا يا بهجة لك ما أردت
استأذنت بهجة والدتها في الذهاب مع مرام للنزهة فأذنت لها
في الطريق تحاول مرام ثني بهجة عن قرارها لكن بهجة مصرة جدا على البقاء في دار الأيتام
ودعتها ودعت لها ووعدتها بأن تزورها دائما
ثم عادت مرام لبيت بهجة طرقت الباب وسلمت الخادمة الرسالة
وكتب على ظرف الرسالة لا يفتح الرسالة إلا أبي وطلبت مرام من الخادمة ألا تعطي أحدا إلا صالح
حضر صالح وفورا سلمته الخادمة الرسالة
وقد كتبت على ظرفها لا يفتحها إلا أبي صالح
فتح الرسالة وقرأ الصفحة الأولى أبي اجمع أسرتي جميعها
¥