تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس يقولون شيئاً قال: لا دريت و لا تليت و لا اهتديت ففتح باب في غاية الروعة و الجمال لم أتخيل هذا المظهر من قبل إنها الجنة قال: هذا منزلك لو اهتديت إلى ربك أما إذا عصيته أبدلك به هذا ففتح باب ... لم أرَ مثل هذه النار في حياتي, سوداء نسيمها يذيب الأجسام يا إلهي أهذه منزلتي؟ ما هذا إنه يرفع مطرقته آه .. آه ... آه ضربة أماتتني مئة مرة رب اعف عني و أي عفوٍ هذا غرغرت و انتهيت أيها القبر مالك تضايقني؟ فأجاب القبر:

أنا بيت الظلمة و الوحدة و الانفراد و فإن كنتً في حياتك مطيعاً كنتُ اليوم عليك رحمة و إن كنت عاصياً لربك كنتُ اليوم عليك نقمة أنا البيت من دخلني مطيعاً خرج مسروراً و من دخلني عاصياً خرج مني مثبوراً

قلت: على الأقل رحب بي أيها القبر ... قال: لا أهلاً و لا مرحباً أما و إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إليّ فإذا وُلّيتك اليوم و صرت إليّ فسترى صنيعي بك قلت: سامحني أيها القبر .. فالتئم عليّ ويحك يا أضلاعي ما بالك تختلطين؟ ثم ترجعي لا ترجعي أرجوك دعيني ميتاً ما هذا ألن تكتفي يا قبر بتعذيبي؟ القبر: ويحك يا بن آدم أليس قد حُذِّرتني و حُذِّرت ضيقي و هولي و دودي فما أعددت لي؟ فخذ هؤلاء التنانين لو نفخ واحد منهم على الأرض ما أنبتت شيئاً قلت: سبعين تنيناً ما بال هذا القبر لا يرحم؟؟! القبر: إنك عصيت في دنياك و لم ترحم أحداً فلن نرحمك اليوم! بدأت التنانين تقترب و تنهشني قطعاً و أشلاء و تخدشني و القبر يضمّ ويحي ما فعلت بنفسي غير أن عصيت فوصلت هذا العذاب فجأة! ربّ قلّل المفاجآت .. صرخ الموتى من حولي: أيها المخلف في الدنيا بعد إخوانه و جيرانه أما كان لك فينا من معتبَر؟! أما كان لك في تقدمنا إياكَ فكرة؟؟! أما رأيت انقطاع أعمالنا عنا و أنت في المهلة؟! فهلّا استدركت ما فات إخوانك؟ و قال القبر: (أيها المغترّ بظاهر الدنيا هلّا اعتبرت بمن غيب عنك من أهلك في بطن الأرض ممن غرته الدنيا من قبلك ثم سبق به أجلُه إلى القبور و أنت تراه محمولاً تهدي به أحِبَّته إلى المنزل الذي لا بد منه!) كفى مللت موتي يا ليتني أُردُّ إلى الدنيا فأعمل عملاً صالحاً رأيت ميتاً أمامي يتنعم قلت له: ساعدني يا أخي قال: ما أنا بأخيك الذي أساعدك لو أنك قرأت سورة تبارك لنجيت من هذا العذاب .........

تنانينٌ صمّاء لا تسمع صوتي فترحمني ... ما هذا الرجل وجهه قبيح و ثيابه قبيحة رائحته نتنة قال: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد! قلت: و من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشرّ قال: أنا عملك الخبيث قلت: رب لا تقم الساعة! رب لا تقم الساعة!

القبر: يا من بدنياه اشتغل و غرّه طول الأمل الدنيا سجنٌ مظلم و القبر صندوق العمل قلت في نفسي: كيف كنت أتمنى الموت و أعرف أن الموت هو انقطاع لمهلة العمل ما أقبحني قد كنت أقول

يا ليتني أموت .... و أدفن في التابوت .... و يوضع ظلي تحت كنز الياقوت ... و أوضع في الكفن و يغلق الحانوت ... و تروح الفتن كما راح جالوت .... فقد بكى الإنسان و العمر يفوت .... و ضاع الزمان و الجرح مكبوت .... يا ليتني حيوان في الماء فروت .... أرى نفسي غرقان دون اليخوت .. و العز قد كان و قد أكله الحوت .... و الذل أغان تحت شجر التوت ..... و الحب قد بان و انتصف البسكوت ......

قد كنت أقول هذا عندما أيأس من الدنيا ... و لو أنني أطعت الله ما يئست حسبنا الله و نعم الوكيل القبر: هه هه قد كنت تخاف بأس الذين اعتدوا ألا تعلم بأس الله انظر أمامك هذا جيش المعتدين أتى يقتلك فقد كنت تهابهم أكثر من الله تعالى قلت: ارحموني! هجم الجيش و قطّعني ويح هذا القبر واسع ضيق يضيق على جسدي و يتسع لمعذبيَّ اتركوني تنانين و جيوش و مطارق من حديد و دوابّ لها سوط جمرٍ تلدغني ... الدم لا ينتهي .. إن كان هناك دم!! أتمنى أن أرجع إلى الدنيا فأعمل أي عمل صالح أستفيد به إن كان هذا عذاب قبر فكيف عذاب يوم القيامة و جهنم! ليت لي ابن يدعو لي ... من قدم هنا صوت نعال من؟! جاء صوت:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير