ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 01:52 م]ـ
هون عليك لست إلا مازحا
ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[25 - 12 - 2009, 11:12 ص]ـ
أريد هنا أن أتوقّف عند قولك أخي الكريم:
(وأما ما سقت من هدي المصطفى فيرد عليه من هديه أيضا حينما لحقت به عائشة يوم خرج للبقيع وكيف عاتبها)
أعترف -ابتداء-أنك "حشرتني" في زاوية ضيقة باستشهادك بحديث ليلة البقيع
وأعترف- أيضا- أنني بحثت في مكتبتي المتواضعة عن مصادر أو مراجع
" لأغشّ" منها إجابة مقنعة ولكنني للأسف لم أجد إلا كتابين, الأول منهما ساق
الحديث متنا فقط بلا شروح, والثاني كان يركز على قضية جزئية عن حكم زيارة النساء
للقبور, وعليه لم يكن هناك حل "للظبية "إلا أن تمنح نفسها مرتبة الاجتهاد ,وقد فعلت, فما كان من صواب فمن الله ,وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان!
أولا: من المتفق عليه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يضرب امرأة ولا طفلا قط, وأنه -بأبي هو وامي-لم يكن ينتصر لنفسه أبدا إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله, وأنه كان يعتمد مبدأ" التغافل" في معاملته لأزواجه وأهل بيته.
ثانيا: وبناء على ما سبق قد يستغرب " اللهدة" التي" لهدها "عليه السلام السيدة عائشة, حتى أنها وصفتها بأنها" أوجعتها",كما يستغرب أيضا نبرة العتاب المشوبة بشئ من الحزم والشدّة مما ليس معهودا عنه -عليه السلام-في مثل هذه المواطن
إلا أنني عندما تأمّلت عبارته عليه السلام (أخفت أن يحيف الله عليك ورسوله؟)
زال تعجّبي ,فالذي يتحدّث هنا ليس محمدا" الزوج",بل محمدا" النبيّ ,
وغضبه هنا ليس انتصارا لنفسه, بل دفاعا عن مقام النبوّة لئلا يظن ظانٌ أن الظلم يقع من الأنبياء
وشبيه بغضبه هذا-عليه الصلاة والسلام- غضبه يوم قال له ذلك الهالك:
(اعدل يا محمد) فغضب عليه السلام عندها غضبا شيدا وقال له: ويلك
ان لم اعدل انا فمن يعدل؟
هذا تفسيري الشخصي لتلك" الغضبة الوحيدة" التي غضبها النبي وعاتب فيها احدى زوجاته, وأما ما عدا ذلك فلن تجد أيها العاشق" المتأبّي" إلا أحاديثا كثرا من مثل هذا الحديث الوارد في الصحيحين:
(عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-قال:
والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل, وقسم لهن ما قسم ,قال:فبينا أنا في أمر أتأمّره (أشاور فيه نفسي) إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا, قال: فقلت لها:مالك ولما ههنا؟ فما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت: عجبا لك ياابن الخطاب ما تريد أن تُراجع أنت, وإن ابنتك لتراجع رسول الله حتى يظل يومه عضبان؟
وفي رواية قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-ليراجعنه, وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل)
فقام عمر فأخذ رداءه مكانه حتى دخل على حفصة فقال لها يابنية ,إنك لتراجعين رسول الله حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة:والله إنا لنراجعه, فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله
ثم خرجت حتى دخلت على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها, فقالت أم سلمة: عجبا لك ياابن الخطاب ,دخلت في كل شيْ حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله وأزواجه؟!!)
رواه البخاري ومسلم
أختاه ياظبية مكة:
اجتهادك أعجبني واستمتعت حقيقة بقراءته وأبشرك أن اجتهادك لم يكن لك فحسب بل تجاوزك إلي وسأبين ذلك ولكن ألا توافقينني أنه:
............ (لا اجتهاد مع النص) .............
أختاه:
أخبرتني بمصارحة نائية عن الكبر: (أنك حاولت الغش ولكنك لم تجدي مايشفي غليلك).
وسأكون صريحا أيضا وأقول أني وجدت ضالتي في معرض حديثك وإن لم تكن صريحة .. {والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها} ..
ربما كنت في بداية قصيدتي ذاك المحب الذي بذل قلبه قبل مجيئه وأرسل مودته قبل وصوله ولكنه لم يجد الآخر كما كان يرجو فعاد لسانه في آخر القصيدة لسان {رجل} لا شعور {حبيب} ساومه الحب على أغلى مايملك فأنف_كما قلتِ_
لأنه اعتقد أن تقابله كما قابلت ليلى العامرية من تحب:
ولكني لما وجدتك راحلا ...... بكيت دما حتى بللت به الثرى
فمسحت بأطراف البنان مدامعي ..... فصار خضابا في اليدين كما ترى
وربما أضيف أيضا هذا البيت للقصيدة فقد ألهمتنيه حتى تكتمل الصورة:
ونفسي من سمو قام فيها ........ ترى بتر الضلوع على سقام
شكرا لك ولو لم أجني منك سوى هذا البيت فكيف وقد نورتيني باجتهادك؟!
¥