[يامحمد]
ـ[غير مسجل]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 10:53 ص]ـ
ذاتَ ليلٍ قَدْ تَوَرَّدْ
سَاءَلَ الشَاعِرَ فَرْقَدْ
مالَهُ قَدْحُ القوافي
بينَ جَفنَيكَ تَوَقَّدْ؟
مالَهُ موجُ المعاني
صالَ في الصدْرِ وَعربَدْ؟
بُثَّ نَجواكَ وقُلْ لِي
فلَقد آلَمَني الصَدْ
فرمَى الشاعرُ طَرْفاً
جاوَزَ الأُفْقَ وما ارتَدْ
وجَرَتْ في شَفَتَيه
بسمَةٌ ثُمَّ تنَهَّدْ
فإذا أعْضَاهُ تدعوا:
نحنُ عُشَّاقُ مُحَمَّدْ
...
نحنُ عُشَّاقٌ رَمانا
سَهْمُ طهَ يا ثُرَيَّا
هل سَمِعتُم بِسِهامٍ
تبعثُ المَيِّتَ حَيَّا
نحنُ يا جَوْزَا كِتابٌ
قلِّبِيْ الصَفْحَةَ هيَّا
ستَرَي بَيْدَا حَيَارى
وَجَدَتْ أحمَدَ فَيَّا
سَتَرَي طَخْيَا مَتِيهٍ
أبْصَرَتْ أحمَدَ ضَيَّا
قَسَماً لولا سَناهُ
لم نكن والكونَ شَيَّا
هذهِ الذرَّاتُ فينا
وُجِدَتْ من أجلِ أحْمَد
...
كان عِشْقَاً والحَنايا
بين صَلْصَالٍ ومَا
أَسْكَرَ الرُوحَ نميراً
وِرْدُهُ لَمَّا هَمى
ذابَ في الأمْشَاجَ سِحْراً
حُبُّهُ لمَّا نما
لا تَسَلنا عن هَوَاهُ
نحنُ أَسْرَى كُلَّما
قَطَّعَ الدَهْرُ عُرانا
أو رَمانا من رَمى
شَدَّنا طَهَ عُرُوقَاً
وجَرى فينا دَما
أيُّ كُنْهٍ مِنهُ يُدرى
وهُوَ السِرُّ المُؤَّبَدْ
...
كيف يُدْرَى يا نُجومي
وهو محبوبُ الجليلْ
لم يكن أصْفَاهُ إلاّ
دُوْنَهُ عَزَّ المثيلْ
كان للرحمنِ خِلاً
قبل أن يُبْرَى "الخليلْ"
كان مكنوناً لديهِ
في ذُرى المجدِ الأثيلْ
ثُمَّ جَلاَّهُ حَياةً
بينَ أعْجَازِ النَخيلْ
فتنشَقْنَ هواهُ
كيفَما مالَ تَميلْ
وتنادَينَ بشَدْوٍ
جاوَزَ الأزمان والحَدْ
...
أغْمِضِي الأجْفَانَ وانْأَي
رُبَّما تَلْقَينَ طَيْفَا
لِمَصُونٍ في حَشَاها
عِلَّةُ العَالَمِ أغْفَى
تقطَعُ الدربَ وئيداً
وعَليها القُدْسُ رَفَّا
تلثِمُ الحُورُ ثَراها
وإليها "الروحُ" خَفَّا
وتُصَلِّي في مَداها
وُلَّهُ الأملاكِ صَفَّا
كُلَّما خارَت قُواها
أو كَساها الليلُ سُدْفا
لامَسَتْ غِمْدَ حَشاها
وانتَضَت بالنورِ سَيفا
خَبِّرِينا أتَرَيها
مع خُيوطِ الفجر تَشْتَدْ
...
هيَ ذي "آمِنَةُ" الطُهْـ
ـرِ تَجَّلَتْ ودَنَتْ
فَسَرى هَمْسُ الأقاحي
هُنِّأَتْ مَا حَمَلَتْ
ومَشى "البيتُ" إليها
والِهَاً لَمَّا مَشَتْ
وِبَنَدِّ الخُلْدِ ضاعَتْ
مَكَةٌ لَمَّا أتَتْ
وسَما الرملُ يبَاهي الـ
ـعَرْشَ لَمَّا وَضَعَتْ
وُلِدَتْ "آمِنَةٌ"، لا ...
لا تَقُلْ قَدْ وَلَدَتْ
فاسمَعِ الأفلاكَ تدعوا
أشْرَقَتْ شَمْسُ مَحمَّدْ
...
ساجِداً خَرَّ وفيهِ
والِهَاً ذابَ السُجودْ
وعلى الأرْجَاءِ لُفَّتْ
من سَنا الشَمْسِ بُرودْ
فكأنَّ الأُفْقَ عَذْرَا
شَفَّ مُحْمَرُ الخُدود
عن جُمانِ الثَغرِ لَمَّا
أطْلَعَ الفَجْرَ الخُلودْ
فتَوَشَّى من سَناهُ
مِفْرَقُ الأرضِ ورودْ
شَعَّ والأرضُ تُنادي
-وهِيَ الأمُّ الوَلودْ-
أَعْقَمَتْ "آمِنُ" رَحْمي
عن شَبيهٍ لِمُحَمَّدْ
...
طلَعَ البَدرُ فدارَتْ
حولَهُ عُمْشُ الدُروب
تقتَفي خَيطَ سَناهُ
وعلى الوَهْجِ تَذوبْ
ترْشِفُ الوِرْدَ المُصَفَّى
وعلى النبعِ تَجوبْ
تترَعُ الكاساتِ حُبَّاً
وتُساقيها القُلوبْ
كُلَّما جَفَّ نَداها
أو عَرى النَبْعَ نُضوبْ
رجَعَتْ تستافُ مِنهُ
فهُوَ الغيثُ الصَبوبْ
أيُّ غيثٍ؟ ... أيُّ وَصْفٍ؟
يَهْتَدِيْهِ وهو سَرْمَدْ
...
عَجَبَاً يا سِرَّ طهَ
كيفَ تحويكَ الفِكَرْ
دون مَعْناكَ سُتورٌ
شَفَّها لَوْحُ القَدَرْ
لا تلوموا الفَجْرَ لمَّا
شَقَّ أثوابَ السَحَرْ
فلقَدْ ذابَ هُياماً
للذي شَقَّ القَمَرْ
للذي يعدوا إليهِ
والِهَاً جاءَ الشَجَرْ
للذي في راحَتَيْهِ
أنطَقَ العِشْقُ الحَجَرْ
فهو تَرْنِيمَةُ قُدْسٍ
حولَها الكونُ تَسَهَّدْ
...
بينَ أصنامٍ وَجَدْبٍ
جاءَ سَلْسالُ السَماءْ
جاءَ والعالَمُ عبْدٌ
وذَرارِيْهِ إماءْ
سُجَّدٌ حولَ صُخورٍ
عُبِدَت وهي بَرَاء
من عقُولٍ رَجَحَتْها
فهي والرملُ سَواءْ
لم تَعِ غيرَ نَفِيْرٍ
وشَرابٍ وبِغاءْ
كانتِ الأرضُ َيباباً
ما بِها غيرُ حِراءْ
فِيْهِ غُصنانِ استطالا
نبتَةً في صَدْرِ جَلْمَدْ
...
سِرُّهُ ظَلَّ خَفِيَّاً
بَينَ أضلاعِ الزَمَانْ
جاءَ والثاراتُ قَيْحٌ
مُلأَتْ مِنْهُ الجِفانْ
طَعِمَتْ مِنها قُلوبٌ
هِيَ والصَخْرُ سِيَانْ
فدَعاها فأتَتْهُ
خُشَّعَاً طَوْعَ البَنانْ
ثمَّ طافَتْ فيهِ سَبْعَاً
تَقْرَأُ السَبْعَ المَثَانْ
وتَناغَمْنَ ابتِهالاً
حولَ أصْداءِ الأَذانْ
فإذا الفِرْقَةُ صَفٌ
رَصَّهُ حُبُّ مُحَمَّدْ
...
لَيْتَهُ اليومَ يَرانا
مِزَقَاً بَيْنَ العِدَى
هالَها لَمَّا رأَتْنا
نتَوَلَّى أحمَدَ
ورأتْ حَبْلَ هُداهُ
جَمَّعَ الشَمْلَ يَدا
علِمَتْ مادامَ فينا
يذهَبُ السَعيُ سُدى
فَغَدَتْ تَفتُلُ فيهِ
وبهِ تُغري المُدى
ففَرَتْهُ ورَمَتنا
نتَشَظَّى في المَدى
فإذا الجَمْعُ شَتاتٌ
وإذا الشَمْلُ مُبَدَّدْ
...
يومُهُ عَادَ فَهيَّا
نَبْسِطُ القَلْبَ معَ اليَدْ
ولْنَذَرْ كَيْدَ عِدَانا،
أغريقٌ و مُصَفَّدْ؟
فَلْنُعَلِّقْ راحَتَيْنا
بِعُرَى آلِ مُحَمَّدْ
ولنَسِرْ في رَكْبِ نوحٍ
قبلَ أن يُغْرِقَنا المَدْ
ولْنُقَدِّمْ في سُرانا
ألفَ إكْلِيْلٍ مُوَرَّدْ
لَبَني العَمِّ ونَدعوا:
قَارِبُوا كي نتَوَحَّدْ
ولْنَكُنْ نَسْجَ ضُلوعٍ
بينَها قَلْبُ مُحَمَّدْ
¥