تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نصيحة سجادة]

ـ[بشر]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 11:39 م]ـ

[نصيحة سجادة]

قصدت سجادتي على عجل افترشتها في خفة النطاط لأنقر عليها ركيعات العشاء ومن غير فاصل ركعتي الشفع ثم الوتر .... وأحسست بعدها وكأن شيئا يقول ما هكذا تؤدى الصلاة .... غير أن زخم الحياة صرف هذا الوازع لأطوي السجادة وأرمي بها جانبا على الأرض. وأنصرف إلى ما بقي من شؤون الحياة .... وما إن غلبي الوسن حتى تيمنت على فراشي وغصت في نوم عميق من شدة التعب .... وفي آخر الليل أحسست وكأن تلك السجادة تنبهني، لكن شدة التعب تمنعني. ثم أحسست وكأنها تقول:

- (يا أيها الإنسان ما غرك ربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك) ... وكآني بها تذرف العبرات ثم تكفف الدمع وتقول:

- أنسيت أن فيك روحا إلهية تهفوا إلى أن تسموا بك إلى رب السماء ... وحثالة طين تريد أن تغوص بك في أعماق الأرض.

- تغذي روحك بشتى شهوات الحياة وتنسى روحك وتنساني ... قم واسقني بدمعك فقد يبست ساحتي كما جفت روحك .... أنسيت أن حياة روحك في العبادة وحياتي في دمع خشوعك وخوفك من ربي.

غير أن شدة التعب ومشاق الحياة جعلتني لا أسمع صوتها الخافت إلا أنني أحس وكأنها تتكلم كلاما كثيرا أميز منه القليل بين الحين والآخر .... وكأني بها تقول:

- تأكل ملأ شدقيك وتنام ملأ عينيك وترضي نفسك وتنسى ما من أجله خلقت!!!

- انهض فالدنيا ساعة فاجعلها طاعة

- انهض فإن لك في القبر نوم طويل طويل ... ثم تشهق شهقة عظيمة لأقوم على إثرها فزعا وأحسست بدقات قلبي متسارعة وصوت المؤذن يصم الآذان الصلاة خير من النوم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير