تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صفارة الطوارئ]

ـ[محفوظ خليف]ــــــــ[25 - 09 - 2007, 02:01 ص]ـ

صفارة الطوارئ (قصة قصيرة)

في سريره الصدئ بالثكنة ذات الجدران الكالحة والأسوار الشائكة كان متكئا بكامل عدته، بحقيبة ظهره و رشاشه، يسرق من لحظات الاغفاءة و يكتب الى أمه رسالة:

" والدتي العزيزة، مازال رأسي فوق كتفي،مازال قلبي ينبض بحبك، مازلت أكتب اسمك على زندي و أرسم صورتك على جبين ايامي التي وهبتها وطني حين دعاني.

البارحة سقط رفيقي أحمد مضرجا في دمائه. كفناه بالعلم الوطني، قدمنا له السلاح، ثم أرسلناه الى ذويه، لم ابك عليه لكنه في القلب و في الروح المثال. لم

أهن ولم أحزن-كعهدك بي-أستمد مما أودعت في قوة تهد الجبال، و في لحظات الوسن اذا ما تسلل الي على الغفلة مني الشجن للعصافير التي ترحل، للشموس التي تأفل، للمعنى الذي يضيع، للخراب الذي يشيع، انتفضت وصحت: أمي من قبل وأمي من بعد.

فاذا ما جئتك في التابوت مكفنا بعلم الوطن مسحي بكفك الطاهرة مني على الجبين، و اجمعي من عمري الشتيت باقات زهور لأطفال بلدي المروعين ... "

و تعوي صفارة الطوارئ، و يهب للاستجابة، فتضيع الرسالة بين أقدام المتدافعين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير