[(أبو الفوارس) هاك بغيتك!!]
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:)
عذرا عن التأخير ....
حذف همزة الاستفهام
يقول الحموز في كتابه التأويل النحوي 2/ 806 - 811: (أفرد صاحب إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج بابا لحذف الهمزة في الكلام حسن جائز إذا كان هناك ما يدل عليه.
والقول نفسه مع ابن هشام.
ذكر ابن هشام أن الأخفش يجيز حذفها في الاختيار عند أمن اللبس. وذكر شاهدين من التنزيل حذفت فيهما الهمزة. وذكر أبو حيان أن ابن الأنباري عد حذف الهمزة من باب الشذوذ إذا لم يكن ثمَّ فارق بين الإخبار والاستخبار. وذكر النحاس أنه لا يجوز حذفها إلا إذا كان في الكلام (أم).
وأجاز الفراء حذفها مع أفعال الشك، وهي عند ابن هشام يجوز حذفها سواء تقدمت (أم) أم لم تتقدم.
ويشيع في التنزيل حذف الهمزة في مواطن يمكن أن تتخذ قياسا ودليلا لرد مزاعم المانعين، وهذه المواطن هي:
(1) بعد القول:
ومن ذلك قوله تعالى: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي ... ) في قوله (هذا ربي) تأويلات مختلفة أختار منها ما فيه تأويل نحوي:
أ-أن يكون في الكلام حذف همزة الاستفهام، فتكون الجملة استفهامية على سبيل الإنكار، أي: قال أهذا ربي؟ وهو قول الأخفش.
ب-أن يكون في الكلام إضمار القول أي: قال يقولون هذا ربي، فيكون الكلام محمولا على حكاية قولهم.
وذكر ابن الأنباري أن حذف الهمزة شاذ لأن حذفها لا يجوز لأنه ليس في الكلام فارق بين الإخبار والاستخبار.
ولعل أظهر ما في هذه المسألة أن يكون قوله تعالى خبريا على أنَّ إبراهيم عليه السلام أراد أن يستدرجهم بهذا القول ويعرفهم خطأهم وجهلهم وذلك بتعظيم ما عظموه لأنهم كانوا يعبدون النجوم ويعظمونها وهو اختيار السبكي والشهاب.
(2) إذا دل على حذفها أم:
ومن ذلك قوله: (أطلع الغيب أم الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا) الهمزة في "أطلع" للاستفهام لأنها مقابلة بـ (أم) على أن ألف الوصل محذوفة: وفي قراءة الشذوذ بكسر الهمزة في الابتداء وحذفها في الوصل تكون الهمزة محذوفة لدلالة (أم) عليها.
ومن ذلك قراءة حمزة وغيره من السبعة: (اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار) بألف الوصل: في هذه القراءة يكون المعطوف عليه وهمزة الاستفهام محذوفين أي: أتفقدونهم أم زاغت عنهم الأبصار.
ويجوز أن تكون (أم) معادلة لـ (ما) الاستفهامية قوله تعالى (مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين) وقوله: (ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين) وقوله (ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون).
وقد جاءت معادلة لـ (من) في قوله تعالى (فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا).
وذكر ابن شهاب أن كونها متصلة من غير أن تتقدم عليها الهمزة لفظا أو تقديرا خلاف ما اشتهر عن النحاة لأن (ما) الاستفهامية لا تكون معادلتها.
والقول نفسه مع غيرها من أدوات الاستفهام، ولكن ما جاء من ذلك من باب الميل مع المعنى لأنه في معنى ما فيه الهمزة.
ولسنا نتفق مع الشهاب فيما ذهب إليه لأن ما مر من شواهد يرد زعمه.
وذكر الرضي أنه ربما يجيء قبل المتصلة (هل) على الشذوذ نحو: هل زيد عندك أم عمرو، ولعل ما يعزز ما نذهب إليه ما جاء في (رصف المباني):
((ولا يشترط أن تتقدمها الهمزة لا غير، بل تتقدم (هل) إذا وقع الاستفهام عن كل جملة وإن كان المعنى المعادلة ... )) وكونها معادلة لـ (ما) الاستفهامية أحسن من الإضمار عند مكي بن أبي طالب.
(3) اقتضاء المعنى لها:
ومن ذلك قوله تعالى (وتلك نعمة تمنها عليَّ ... ): ذكر الأخفش أن في الكلام همزة استفهام محذوفة، لأن الاستفهام يراد به الإنكار، ويدل على هذا الحذف المعنى، وقد رد هذا القول النحاس لأنه لا يجوز حذفها إلا إذا كان في الكلام (أم).
ومن ذلك قراءة الزهري الشاذة (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أُشهدوا خلقهم ... ) بغير ألف الاستفهام على أنها حذفت تخفيفا.وذكر ابن جني أن حذف الهمزة ضعيف وموطنه في الشعر، ولذلك جعل قوله (أشهدوا خلفهم) في موضع نعت لـ (إناثا)
(4) فيما ظاهره أن الكلام أن الكلام متصل بما قبله فتقدر الهمزة ليصبح منقطعا:
¥