[هل أنت أسير؟!!]
ـ[غير مسجل]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:24 م]ـ
[هل أنت أسير؟!!]
هي صورة ظاهرة لكن لا يراها إلا القليل النادر, وهذا القليل النادر لم يستعمل مجهراً لرؤيتها, ولكنه استعمل نوراً إلهياً أضاء في قلبه, فتجردت أمامه تلك الصورة واضحة وضوح الشمس, لا يعلوها غبش, ولا يمنعها دخان.
وأما الكثير الذي لم يرها فلم يمنعه من رؤيتها ضعف في بصره, أو علة في عينيه؛ ولكن لأنه لم يهيئ قلبه للنور الرباني, فأظلم قلبه, فعمي عن رؤيتها.
هي ليست صورة فوتوغرافية, أو لوحة حبكتها أنامل فنان ... هي ليست شيئاً ملموساً, أو شيئاً مسموعاً, ... وإنما هي حقيقة مدركة, لكل من ينظر بقلبه, ويعقل بفؤاده.
وهذه الحقيقة في حقيقتها مفارقة عجيبة, لا يدرك كنهها لاهٍ أو غافل.
أنت في حياتك إما قائد أو مقود.
فإن كنت قائداً فقد أسرت هواك, وإن كنت مقوداً فقد أسرك هواك.
إن كنت قائداً فقد أطرت نفسك على الحق أطراً, وعسفتها حتى التزمت الطريق المستقيم, وإن كنت مقوداً فأنت مأسور, تجرُّ أذيال الخيبة في معتقلات الهوى, حيث تقبع في أسرها.
والمفارقة العجيبة في أولئك القوم الذين يملكون الدنيا بأسرها, يظن الرائي أنهم أحرار في تصرفاتهم, طلقاء في أفعالهم, وهم في عين من يبصر بنور الله أسرى لهواهم, معتقلون في سجون نفوسهم المريضة الغافلة عن ذكر الله.
وأما أولئك الذين تخلوا عن الدنيا وزخرفها, وطلقوا زينتها الزائفة, فهم الأحرار الطلقاء, قد أسروا هواهم, وشدوا على نفوسهم الخناق, وضيقوا عليها العناق, فتراهم مسرعين إلى الخير, منصرفين عن الشر.
إنهم الأبطال وإن ضعفت أجسامهم, والأقوياء وإن وهنت قواهم. وأولئك هم الضعفاء وإن كبرت أجسامهم, والأذلاء وإن ارتفعت رؤوسهم.
تذكّر ...
إذا تكاسلت عن الصلاة فأنت أسير.
إذا استمعت إلى أغنية فأنت أسير.
إذا أسبلت ثوبك فأنت أسير.
إذا حلقت لحيتك فأنت أسير.
إذا نظرت إلى حرام فأنت أسير. أسير ... أسير ...
هل نحن حقاً أسرى؟!!!!
فلنبدأ بفك الأغلال, فالعمر قصير.
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:27 م]ـ
السؤال هو هل يوجد بيننا طليق؟