تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن ذلك قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ... ) الظاهر في قوله (تلقون إليهم .. ) أن يكون في موضع الحال من ضمير الفاعلين في (لا تتخذوا) وهو قول الزمخشري والحوفي.

ويجوز أن يكون في موضع النعت لـ (أولياء) وهو قول الفراء والزمخشري أيضا. ويجوز أن يكون بيانا لموالاتهم أو استئناف إخبار، وأجاز أبو البركات بن الأنباري أن يكون منقطعا مما قبله على تقدير الهمزة أي: أتلقون إليهم، ولا ضرورة إلى هذا التكلف لأن كونه مستأنفا يغني عنه.

(5) فيما ظاهره الابتداء بالنكرة، فتقدر الهمزة ليسد الفاعل مسد الخبر:

ومن ذلك قراءة الشذوذ ((يسألونك عن الشهر الحرام قتالٌ فيه قل قتالٌ فيه كبير ... )) بالرفع على أن (قتالٌ) مبتدأ خبره شبه الجملة (فيه)، وهو الظاهر.

ويجوز أن يكون فاعلا سد مسد الخبر على حذف المبتدأ وهمزة الاستفهام أي: أجائز قتال فيه، ولا ضرورة تدعو إلى ذلك.

(6) فيما ظاهره البدل بإعادة العامل والهمزة:

ومن ذلك قوله تعالى (عم يساءلون عن النبأ العظيم) قوله (عن النبأ) متعلق بمحذوف أي: يتساءلون عن النبأ.

وأجاز قوم أن يكون قوله (عن النبأ العظيم) بدلا من (عم) بإعادة الجار وهمزة الاستفهام أي: عم يتساءلون أعن العظيم.

وذكر الشهاب أنه لا محوج إلى تقدير الهمزة لأنه لا يلزم إعادة الاستفهام لأنه غير حقيقي.) أهـ

حذف حرف النداء

يقول الحموز في صـ (823 - 828):

(أجاز النحويون حذف حرف النداء لأنه جاء في التنزيل وفي كلام العرب نظمه ونثره، واستثنوا من ذلك صورا لا يجوز فيها حذفه منها: اسم الله تعالى إذا لم تلحقه ميم والمستغاث والمندوب واسم الجنس واسم الإشارة والنكرة غير المقصودة والمتعجب منه والمنادى البعيد والمضمر المخاطب نحو: يا أنت ويا إياك.

وذهب قوم إلى إجازة حذفه في اسمي الجنس والإشارة والنكرة غير المقصودة ومن هؤلاء ابن مالك. وذكر المرادي أنه يقاس على اسم الجنس لكثرته أما اسم الإشارة فمقصور على السماع.

ولعل أهم ما حذف معه حرف النداء في التنزيل ما يلي:

(1) المنادى المضاف:

وهو أكثرها شيوعا ودورانا في التنزيل ويكثر هذا الحذف مع لفظة (رب) المضافة إلى الضمير ومن ذلك قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ... )

ومنه قوله تعالى (قالت رب إني ظلمت نفسي ... ) وقوله (رب انصرني على القوم المفسدين ... )

ومن حذفه مع المنادى في غير ما مر قوله تعالى (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد): (أهل البيت) منصوب على الاختصاص أو على المدح أو على حذف حرف النداء.

ومنه قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ... ): الظاهر في نصب (سبحان) أن يكون على المصدر، وأجاز أبو عبيدة والكسائي أن يكون منادى على حذف حرف النداء. ومنه قوله تعالى (وقال لهم موسى ويلكم ... ): (ويلكم) دعاء عليهم منصوب على المصدر وهو الظاهر، وأجاز الزجاج أن يكون منصوبا بفعل مضمر أي: وألزمكم ويلكم، وأن يكون منصوبا على النداء.

وذكر ابن طاهر أن (ويح) وأضرابها متى أضفتها لزمت النصب ولا يجوز فيها الرفع.

(2) أي:

ومن ذلك قوله تعالى (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ... ) وقوله (ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم ل4000ون) وقوله (قال فما خطبكم أيها المرسلون)

(3) اسم العلم:

وقوله (يوسف أعرض عن هذا ... ) ومنه قوله تعالى (يوسف أيها الصديق أفتنا ... )

(4) النكرة الصفة:

ومن ذلك قراءة أبي جعفر الشاذة: ((قل ربُّ احكم بالحق)) بضم الباء على أنه مفرد مبني على الضم، وذكر ابن جني أنه لا يصح حذف حرف النداء مع الاسم الذي يصح أن يكون وصفا لـ (أي) وهي مسألة أجاز مثلها طائفة من النحويين كابن مالك كما مر.

وقيل إنه ليس منادى مفردا بل لغة في الاسم المضاف إلى ياء المتكلم إذ حذف المضاف إليه

وبني على الضم مثل (قبل) و (بعد) وهو قول لا محوج إليه لأن القياس على القراءة أولى.

ومنه قراءة ابن عباس الشاذة ((وإذ قال إبراهيم لأبيه آزرُ ... )) بضم الراء على حذف حرف النداء، وقيل إن هذا الحرف يؤيد كونه علما وقيل إنه وصفا بمعنى المعوج أو المخطئ وعليه فيكون حرف النداء محذوفا مع ما يمكن أن يكون وصفا لـ (أيّ) كما مر.

(5) اسم الإشارة:

ومنه قوله تعالى (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالأثم والعدوان ... ): اختلف النحويون في إعراب هذه الآية، وفي ذلك أوجه:

أ-أن يكون (أنتم) مبتدأ خبره اسم الإشارة (هؤلاء) والجملة الفعلية من (تقتلون .. ) في موضع الحال، والعامل فيها ما في اسم الإشارة من معنى، وهو الظاهر في هذه المسألة.

ب-أن يكون (أنتم) مبتدأ خبره اسم الإشارة على حذف مضاف أي: أنتم مثل هؤلاء، والجملة الفعلية في موضع الحال كما مر، والعامل فيها معنى التشبيه.

جـ-أن يكون (أنتم) خبرا مقدما، و (هؤلاء) مبتدأ مؤخر، وقد ضعف لاستوائهما في التعريف.

د-أن يكون (أنتم) مبتدأ خبره الجملة الفعلية (تقتلون ... ) و (هؤلاء) منادى على حذف حرف النداء أي: يا هؤلاء، وقد فصل بجملة النداء بين المبتدأ وخبره وهو قول الفراء.

هـ-أن يكون (هؤلاء) اسما موصولا بمعنى (الذين) والجملة الفعلية صلته، وهو خبر المبتدأ (أنتم)، وكون أسماء الإشارة أسماء موصولة قول الكوفيين إذ ذهبوا إلى أن جميع أسماء الإشارة يجوز أن تستعمل عندهم موصولات، ولم يثبت البصريون شيئا من هذا كما في شرح التصريح على التوضيح.

و-أن يكون (هؤلاء) منصوبا على الاختصاص بإضمار فعل الاختصاص، و (أنتم) مبتدأ خبره الجملة الفعلية من (تقتلون ... ) وجملة الاختصاص معترضة، وقد قيل إن المنصوب على الاختصاص لا يكون نكرة أو اسم إشارة.

ي-أن يكون (أنتم هؤلاء) مبتدأ وخبرا والجملة الفعلية مستأنفة.

ومنه قوله تعالى (هأنتم هؤلاء تجادلون عنهم في الحياة الدنيا)، وقوله (هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ... ) أهـ

لا تنسنا من دعائك لنا بظهر الغيب ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير