تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ .. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ .. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: {اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1 - 5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر.

ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني .. دثروني، فأنزل الله عليه: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} [المدثر:1 - 4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.

قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: {فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر} [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف (يا صباحاه!) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: (أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ} إلى آخر السورة. [متفق عليه].

اسأل الله عز وجل ان تعم الفائدة ولا تنسونا من خالص الدعاء

ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 08:28 ص]ـ

سلمت أناملك أخانا الغالي محمد فما أحوج الأمة الآن إلى التعرض إلى نفحات تلكم السيرة العطرة والارتشافِ من نبعها الصافي المعين ففيه صلاح الدنيا والدين فإلى الأمام أخي والله المستعان. ولك من الله الثواب،ومنا الدعاء

ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 08:47 ص]ـ

جزاك الله خيرا اخي الكريم أبو عمار فهذا الذي نضعه بفضل لله سبحانه علينا ثم بفضل توجيهاتكم وتشجيعكم لنا ..

اسأل الله العلي القدير ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه.

الشكر موصول للجمع

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 11:41 ص]ـ

أخي محمد ينبع الغامدي جزيت خيرا

وان استطعت أن تستمر باسلوب ملخص على شكل دروس يومية فافعل فنحن على أبواب شهر كريم (شهر رمضان المبارك) ولتكن خاتمة دروسك مع نهاية شهر رمضان ان شاء الله

ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 01:29 م]ـ

لقد سرني ما كتبت وحرصك واهتمامك.

سوف اقدم لكم في الشهر الكريم ملخص لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وبعض حفيداته رضي الله عنهن اجمعين وسيكون هذا في عشرين درساً تقريباً.

ولكن أخي الفاضل هل اكتب كل درس في موضوع جديد ام اكتبها تحت بعض في موضوع واحد وإذا كان كذلك فما هو العنوان المناسب الذي تراه.

ولكم جزيل الشكر والعرفان

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 09:23 ص]ـ

أهلا بك أخي محمد ينبع الغامدي

أرى أن تكون تحت عنوان واحد (في صفحة واحدة) حتى تسهل على المتابع

وأما العنوان فهو لك

لكن ان شئت (تعرف على أمهات المؤمنين) أو (من سيرة آل البيت)

والسلام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير