قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، إلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وعبادة إطعام الطعام .. ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: {لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا تحابوا} [رواه مسلم]، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
ب- تفطير الصائمين:
قال: {من فطر صائماً كان له مثل الأجر غيره أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء} [أخرجه أحمد والنسائي، وصححه الألباني].
4 - الاجتهاد في قراءة القران:
احرص أخي في والله على قراءة القرآن بتدبر وخشوع فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عز وجل.
اخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ [النجم:60،59]، بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله: {لا يلج النار من بكى من خشية الله}.
5 - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
كان النبي: {إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس} [أخرجه مسلم]. وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي أنه قال: {من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة} [صححه الألباني]، هذا في كل يوم فكيف بأيام رمضان.
6 - الاعتكاف:
{كان النبي يعتكف في رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً} [أخرجه البخاري].
7 - العمرة في رمضان:
ثبت عن النبي أنه قال: {عمرة في رمضان تعدل حجة} [أخرجه البخاري ومسلم].
8 - تحري ليلة القدر:
قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1 - 3].
قال: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} [أخرجاه البخاري ومسلم]، وكان النبي يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه أحرى.
وفي الحديث عن عائشة قالت: {يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني} [رواه أحمد والترمذي وصححه].
9 - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات ولإجابة ومنها: أ- عند الإفطار، فللصائم عند فطرة دعوة لا ترد.
ب- ثلث الليل الأخير. حين ينزل ربنا تبارك وتعالى يقول: {هل من سائل فأعطية .. هل من مستغفر فأغفر له}.
ج- الاستغفار بالأسحار. قال تعالى: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:18].
د- تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة. وأحرها أخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
10 - ملاحظات ومخالفات يجب تجنبها:
1 - جعل الليل نهاراً والنهار ليلاً.
2 - النوم عن بعض الصلوات المكتوبة.
3 - الإسراف في المأكل والمشرب.
4 - التلثم والعصبية الزائدة أثناء قيادة السيارة.
5 - إضاعة الأوقات.
6 - تبكير السحور والنوم عن صلاة الفجر.
7 - قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار.
8 - عدم تأدية صلاة التراويح كاملة.
9 - افتراش الأرصفة واجتماع الشباب على معصية الله.
10 - الاجتماع مع زملاء العمل وقت العمل وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة.
11 - انشغال المرآة غالب وقتها بالمطبخ.
أخيراً أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
وأظن أني قد أطلت عليك .. وأنا أحثك على اغتنام الوقت .. ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على أمر مهم .. بل هو مهم جداً .. أتدري ما هو .. إنه الإخلاص .. نعم الإخلاص .. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؟! وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب؟! أعاذنا الله وإياك من ذلك .. ولذلك نجد النبي يؤكد على هذه القضية بقوله: {إيماناً واحتساباً}.
فنسأل الله لنا ولكم الإخلاص في القول والعمل وفي السر والعلن. فيا باغي الخير أقبل .. ويا باغي الشر أقصر.
¥