تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المرجو إثبات هذه المشاركة، بعد تعديلها]

ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 04:38 م]ـ

الحمد لله الذي جمعنا على خدمة اللغة

وبعد

كما يعلم الجمع الكريم، أن المصطلح هو بوابة الفهم ومفتاحه، فإذا استعصى المفتاح استعصى معه الفهم، وكاتبنا العلامة أحمد حسن الزيات حينما عُرف برزانة أسلوبه، وخصوصيات صياغته، ونموذجية كتاباته، وبروزه على أقرانه، فإن حنكته تلك ظهرت للقارئ الحديث والمعاصر من أمثالنا جيلنا وبالدليل العيني. إذ عند تصفحنا للكتاب ألفيناه يقدم أهم المصطلحات والمفاتيح التي يتوجب على القارئ التسلح بها، إذ بدون معرفتها وضبطها لايمكننا التقدم في الفهم العام للكتاب. فهكذا صدر مقدمته العامة بالحديث عن "أدب اللغة" فشرحه وفسر مضمونه وما الذي يجمعه بـ"الأدب" الذي يطلق على جميع ما صنف في كل لغة، ثم خصص القول في "الآداب العربية"حيث وصفها بأغنى الآداب جمعاءن واستدل على ذلك بقوله:"لأنها آداب الخليقة، منذ طفولة الإنسان "، ومن ثم عرج بالحديث أهم المفاهيم التي اتخذها عنوانا لبحثه وهو "تاريخ الأدب" فصنفه إلى تاريخ خاص وتاريخ عام، وختم مقدمته بتقسيم تاريخ الأدب إلى خمسة عصور بدأها بالجاهلي وأنهاها باستيلاء محمد علي على مصر. ولي وقفة بسيطة مع هذا التصنيف، إذ اتدنا في دراساتنا الأدبية أن نصنف عصور الأدب وتاريخه إلى ستة، لكن باعتبار العصر الإسلامي والعصر الأموي عصرين مستقلين عن بعضهما متتاليين في الحقبة والزمن، ثم يليهما العصر العباسي فالعصر العثماني أو التركي وأخيرا العصر الحديث.

أما إشكال "علمية التاريخ" من دونها، فالحديث فيها يطول، ذلك أن التاريخ يُعمد في تدوينه إلى قواعد وشروط بغض النظر عن أحداثه ووقائعه، كما هو الأمر بالنسبة لأي علم آخر من العلوم الإنسانية. وهذه القواعد والشروط تقتضي المصداقية والدقة والحرية و (المعاصرة) والتحقيق والتحيين لا الثبوت كما قالت بذلك الأخت سهى الجزائرية ... ولايسعني هنا إلا أن أدع قلمي جانبا لأفسح المجال للمؤرخ العظيم ابن خلدون في مقدمته معرفا ومتحدثا عن هذا العلم قائلا:"أما بعد: فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداولها الأمم والأجيال، وتُشد إليه الركائب والرحال، وتسموا إلى معرفته السُّوقة والأَغْفَال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال (أي الرؤساء) ويتساوى في فهمه العلماء والجهال. إذ هو في ظاهره لا يزيد على إخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأول، تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، وتُطرف بها الأندية إذا غصها الاحتفال، وتؤدي إلينا شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال، واتسع للدول فيها النطاق والمجال، وعمروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال وحان منهم الزوال.

وفي باطنه (أي باطن علم التاريخ للمتبحرين) نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومباديها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع أسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يعد في علومها وخليق."

ومن هذا التحديد ترى أن ابن خلدون ينظر إلى التاريخ نظرتين: نظرة ظاهرية هي التي فهمتها الأخت سهى، ونظرة باطنية هي التي غابت عنها، وهي التي تؤكد علمية التاريخ ودقته تفاصيله وأشراطه، بل هو أصيل في الحكمة عريق كما قال العلامة.

إذن كانت هذه إطلالة مختصرة على أهم المفاهيم والمصطلحات التي صدر بها الكاتب كتابه وفيها بلاغة بائنة كما علم ويعلم القارئ الكريم.

أرجو أن يتم القصد، والسلام

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 12:18 م]ـ

إطلالة مفيدة ذكرتنا بالزيات وابن خلدون

نتمنى المزيد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير