[رسالة شهر رمضان]
ـ[محب العلم]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 02:31 ص]ـ
أخي المسلم .. أختي المسلمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته، وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة .. وما أتيت فيها بجدية ولكن هي موعظة وذكرى تنفع المؤمنين. أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح والدعاء، حفظكم الله ورعاكم وسدد على طريق الخير خطاكم.
أولاً: لقد خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل، منها:
1 - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2 - تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
3 - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
4 - تصفد فيه الشياطين.
5 - تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.
6 - فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
7 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
8 - لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة في رمضان.
فيا أخي الكريم .. ويا أختي الكريمة ..
شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شئ نستقبله؟
بالانشغال واللهو وطول السهر، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا؟ نعوذ بالله من ذلك كله. ولكن .. العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة. سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.
ثانياً: الأعمال الصالحة التي يجب أو تتأكد في رمضان
1 - الصوم:
قال رسول: {كل عمل أبن آدم له، الحسنه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان، فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك} [أخرجه البخاري ومسلم]، وقال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه} [أخرجه البخاري ومسلم].
لاشك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي: {من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه} [أخرجه البخاري].
وقال: {الصوم جنة، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فيقل: أني امرؤ صائم} [أخرجه البخاري ومسلم]، فإذا صمت يا عبدالله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روى ذلك عن جابر.
2 - القيام:
قال: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه} [أخرجه البخاري ومسلم].
وهذا تنبيه مهم، ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال: {من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليله} [رواه أهل السنن].
3 - الصدقة:
{كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة} [متفق عليه]، وقد قال: {أفضل الصدقة في رمضان} [أخرجه الترمذي]، ولها أبواب وصور كثيرة منها:
أ- إطعام الطعام:
قال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:8 - 12]، فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. وسواءً كان ذلك بإشباع جائع إو طعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر.
فلقد قال رسول اله: {أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم} [الترمذي بسند حسن]. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم. منهم الحسن وابن مبارك.
¥