هل تعلم أن مبلغ 500 ريال كافية للحصول على الدكتوراه
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 05:09 م]ـ
قرار حكيم يضع حدا للاستخدام العشوائي للألقاب العلمية في هذا الزمان، وقد ذكرني هذا القرار الطريق بعبارة مشهورة عندنا قالها الشاعر السوداني أبو آمنة حامد، وهي: كان فيما مضى إذا ناديت في السوق: يا أستاذ، التفت إليك الجميع حتى ماسحو الأحذية؛ لأنهم يعدون أنفسهم أساتيذ في مهنتهم، واليوم أصبح الأمر للقب (دكتور) كذلك!
هذا القرار يعد جزءا مهما من محاربة ظواهر الغش والخداع والكذب التي انتشرت كالنبت الشيطاني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولم يسلم من ذلك مجتمع التربية والتعليم في كثير من الدول، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد نشط بآخرة في محاربة تلك الشهادات الوهمية التي هي من جملة شهادات الزور كثير من أهل العلم والفضل والمعرفة كالدكتور/ عبد الرحمن العرابي في زاويته الأسبوعية بصحيفة (المدينة)،وهي شهادات تباع وتشترى في سوق النخاسة العلمية بثمن بخس دراهم معدودة في شقق مظلمة. والأدهى والأمر أن بعض حملة تلك الشهادات الزائفة قد يتسرب إلى التدريس الجامعي في غفلة من المسئولين، وهنا تكون الطامة الكبرى، وإلى الله المشتكى.
وبهذه المناسبة، هذه كلمة لي قديمة عن الشهادات العصرية بشكل عام، تحمل رأيي فيها إجمالا، وكانت مشاركة مني في موضوع ذي صلة بملتقى أهل الحديث، حول جهل بعض حملة الشهادات العليا بالأمور الأولية في التخصصات التي يدعون الانتماء إليها كذبا وزورا، وينكشف فيفتضحون في أول محاضرة؛ لأنهم في الأصل كما قيل:
يشمر للج عن ساقه * ويغمره الموج في الساحل
والله المستعان:
"الشهادات العصرية من السنة الأولى في المرحلة الابتدائية إلى أستاذ الكرسي لا تدل على علم ولا على جهل، فقد يكون حامل الشهادة عالما فاضلا كما قد يكون غير حاملها كذلك،وقد يكون جاهلا أحمق كغير حاملها كذلك، والفرق الوحيد هو الادعاء، ولا صلة لشيء من ذلك بالشهادة، فهي في هذا العصر تحديدا يحملها الجهلاء والعلماء على حد سواء، وإن كان الأكثر في حملتها الجهلاء، وكذلك أهل العلم والفضل الذين لا يحملون شهادة غير شهادة لا إله إلا الله، محمد رسول الله كثر، وأدعياء العلم من غير حملة الشهادات أيضا كثر، فنحن في زمن يغلب على أهله الجهل والادعاء، أي الجهل المركب. وقد خبرت كثيرا من الجامعات، وعاشرت فيها كثيرا من أهل العلم والفضل، وهم قلة فيها، والغالب فيها غيرهم.
وبناء على ذلك لا يخلو ما يرد هنا من الدعوى بلا دليل والتزيد مما هو مظنة الافتراء على الإطلاق، فأرى أن تكتفوا بما في الكتب من ذلك والإعراض عن الروايات الشفهية التي لا تخلو من مبالغةغالبا، وفي كتب دكاترة الجامعات من تأليفهم أو تحقيقهم أو ما يسمونه كذلك، ما لا يحصى من المضحكات المبكيات، وإن أردتم مثالا فهاكموه:
أحدهم-ولا أذكر الاسم؛ خوفا من أن يكون ذلك من باب الغيبة-ادعى تحقيق كتاب يتيمة الدهر، للثعالبي-وهو غير تحقيق العلامة محمد محيي الدين، رحمه الله-فكان من طاماته في ذلك أنه مر عليه بيت أبي الطيب في قصة سجنه وتقييد رجليه بقيود الحديد بدعوى ادعائه النبوة:
قد كان مَشْيُهما في النعال * فقد صار مشيهما في القيود.
فقرأ المسكين كلمة (مشيهما):مُشَيْهِمًا، فذهب يبحث لها عن معنى في المعاجم، وأنى له؟! فلما أعياه البحث، كتب: لعله يعني صغار الدواب! ولو أنه رجع إلى القصيدة وقصتها المشهورة عند طلاب المدارس لكان غير هذا. وأمثال هذا كثير عندهم وعند غيرهم حتى من بعض من يعدون أنفسهم من كبار مشايخ العلم ممن أخذوا علمهم من الصحف وجعلوا شيوخهم أنفسهم من البداية، في زمن الجامعات فيه تعلم الجراءة بعيدا عن خلق العلم وأدب الطلب. وأختم بالدفاع عن دكاترة الجامعات-وأنتم تعرفون السبب- فأقول: إنهم من أقل الناس جهلا في هذا الزمان، والله المستعان.
وشكرا، لأخي الكريم الأستاذ الفاضل الزمخشري الذي أحسن بنقله هذا الموضوع المهم.
ـ[ضاد]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 05:34 م]ـ
وليتهم يتحققون ويتثبتون من الشهائد الآتية من الخارج, لا سيما من بلدان شرق أوربا وإيطاليا حيث تباع شهائد الدكتوراه وتشترى.
خطوة مهمة ليتها تستمر.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 06:01 م]ـ
وهذا موضوع ذو صلة منقول:
أرخص من دال
¥