تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مُجَرَّدُ أمنية]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 08:27 م]ـ

.

.

لم أتمتع بإجازتي بعد الفصل الأول , إذ كنت أعمل , لم أرتح من عناء الامتحانات , والدراسة , وقتها عنَّت لي أول فكرة لرسالة الماجستير كنت طموحة بما يكفي , واتصلتُ بالقسم لأسأل عن المرشدين , الذين لم يعينوا لنا .. !! أخذت رقم أحد الدكاترة وتواصلتُ معه , إضافة إلى شيخي , دخلتُ هذا القسم في الفصيح يوماً لأجد عنواناً مشابهاً لفكرتي , (رسالة دكتوراة) أظنها , لأحد خريجي الأزهر , حاولتُ الحصول على الرسالة دون جدوى , فبدأتُ أبحثُ عن الأستاذ بعينه , واكتشفتُ أنه يعملُ في السعودية في (أبو عريش) , اتصلتُ بـ 902 لأسأل عنه , والغريبُ أني حصلتُ رقمه دون عناء ,اتصلتُ به , ووجدتُ أن فكرتينا متحدتين , كان ذاك الأستاذ متعاوناً جداً معي , واقترح لي عدة موضوعات , لكني أعلمُ أن بعضها لايلقى قبولا في جامعتي , وبعضها لم يلقَ قبولاً لدي.

كنتُ آمل أن تكونَ الدراسة في الفصل الثاني مسائية , ولكن هذا لم يحصل , وصِرْتُ في تحدٍّ آخر , بحثتُ عن حل , ولم أجد سوى التأجيل , وكنت أدعو وأستخير , اتصلتُ برئيس القسم لأسأله عن إجراءات التأجيل , قال: معدلك مرتفع , ولاأنصحك بالتأجيل , لأسبابٍ عديدة , أقنعتني , ليس بأن أعدل عن قراري , بل أن أحاول المجاهدة أخرى في سبيل أن أحصل على طريقة لأتم دراستي , كنت أدعو , وأستخير , وكان لهذين العملين فعلُ السحر في تيسير الأمور , حقاً إنها معجزات إلهية , قبلت مديرتي أن تعطيني يوماً ونصفاً , لأنها أعطت إحداهن هذا , كانت منصفة رغم كل شيء.! ربما لم تكن منصفة , وإنما أجبرتها مديرة التوظيف على هذا الإنصاف , (نورة) ساندتني كثيراً كي تقبل مديرتي , وتحملت عنتها من أجلي , لم يكن بيننا علاقة وثيقة , ولكنَّ هناك أناساً يهمهم الإنصافُ والعدل , ويسعون لخدمة الآخرين دون أن يرجوا ثواباً , استقالت (نورة) بعد ذلك بفترة قصيرة , لضيقها بهذا التزمت المهني العجيب! , ولازلتُ أذكُرُ ملائكيتها , وحنانها , وصدقها , ويدها التي مدتها لي دون أن أطلب – أسألُ الله أن تكون في أفضل حال دنيا وآخرة -.

رتبت الأمر مع مديرتي المباشرة , بأن أقسم هذا اليوم والنصف على ثلاثة أيام , كنت أذهب من (المرسلات) إلى البطحاء في الصباح, وعلي أن أخرج من الجامعة 12 لأصل إلى عملي الـ 12 والنصف , كان طريقاً محفوفاً بالمخاطر , كان السائق يسرع بي لعلمه بأن علي الوصول في أقرب وقت , وكنت طوال الوقت أستودع الله نفسي وعرضي ومالي , وأسأله أن يطوي الأرض لي طياً , كنت أضحكُ من نفسي , ولكني حقاً كنت أحيانا أشعر كما لو أنها تطوى لي , كي أصل في وقت مبكر , كان التجائي بالله ووثوقي به كبيراً إلى درجة لاأستطيعُ الآن أن أستحضرها كما كانت حينذاك , كان ذاك الإيمانُ يدفعني , قوة عظمى تجتاحني لأصل لجامعتي , ألتقي مشرفات الأمن عند الباب , وأمشي مسرعة , أخلعُ عباءتي وأنا أسير , أقطعُ مسافة لابأس بها كي أصل إلى مبنى الدراسات العليا , وحين أصِل أصعدُ الدرج راكضة , وأصلُ بفحيح التعب ,أجلِسُ على كُرسيي وأفتح دفتري لأبدأ التدوين , يفوتني الكثير , ولكني أحاول استجماع قواي لتفهم الأمر , تساعدني رفيقتي الأولى لأفهم , حظيتُ برفيقات يساعدنني بكل الحب , ودون أن أطلب منهن ذلك , كانت (بنت جدة) لاتنسى أن تصور لي نسخة من أي ملزمة , دون أن أطلب منها , وتكتب عليها اسمي بخطها الجميل , كان يغمرني الشكر تجاهها , وتختنق عيناي بدموع الامتنان , ولاأملك سوى أن أدعو لها بظهر الغيب – أسألُ الله أن يسعدها دوماً – (ساكنة الروضة النقية) كم أتعبتها لتضع لي ملزمة في مكتبة , لأنها الأقرب لي , أستعيرُ من (مزودة الكتب في القاعة) بعض الكتب , لأؤدي بحثاً ما. عانيتُ الكثير , وعانين رفيقاتي معي.

حتى الآن لازلتُ غير مصدقة كيف أنهيتُ ذاك الفصل؟؟ , ماأعرفُه أني أنهيته بمعدلٍ عالٍ جداً , فكل درجاتي كانت بمعدل (5) ماعدا مادة مرشدي , التي كدت أحرمُ منها بسبب تأخري , ولأني لم أعرف كيف أذاكر من ملزمة الزميلات , لأنهن يكتبن كل شيء حتى لو لم يكن يحتمل الكتابة , والمعلومات التي تزودت بها من مراجع أخرى لم توفِ كل موضوعات المادة , لذلك حصلت على (80) ومادة أستاذ البحث التي حصلتُ فيها على (85). قضينا آخر يومٍ معاً , تبادلنا النكات والضحكات , والتعليقات , وأوصينا بعضنا بالجد في الرسالة , وافترقنا على أمل لقاءٍ وشيكٍ جداً لم يحصل حتى الآن .. !!

يتبع ..

ـ[نون النسوة]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:17 م]ـ

نون النسوة

أشكر متابعتك .. وفكرتُكِ جداً رااااائعة , أنا أيضاً أتمنى أن أقرأ تجارب الأساتذة , ومشوقةٌ جداً لهذا.

أما قضية العيش في اللحظة فهو عيش جميل ٌ أتمنى أن أحصل عليه , ولاأظن أن واحدة كأنتِ تعيش بلا أحلام , وأتمنى يوماً أن أقرأ مذكراتك.:)

أحلامي عابرة لا أفكر فيها بشكل جدي

كما ذكرت لانشغالي باللحظة هدفي النجاح النجاح في هذه اللحظة فحسب ولاشيء سواه

حكمتي عند التفكير في المستقبل (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا)

حلمي الأكبر تتضاءل أمامه الأحلام الصغيرة

لا أظن أن شرف الأمومة يضاهيه حلم!

أحيانا أتخيل اسمي على غلاف كتاب هل يعد هذا حلما؟ ( ops

واصلي فأنتِ تستفزين قلمي للكتابة

واصلي مدهشة أنتِ!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير