السابقة , كانت الاستخارة تختصرُ لي الطريق , فقد كُنتُ أجدُ الموضوعَ مبحوثاً عند أول ضغطة زر , فأنصرِفُ عنه مباشرة , وأبدأ التفكير في غيره. بقيتُ سنة كاملة دون أن أجد موضوعاً أستطيعُ البدء فيه , أو أتواصل مع المرشد , ذات صباح اتصل بي أحدهم ليخبرني بأن (مظروفا) ً ينتظرني في القسم , سألته: وماذا فيه؟؟ قال بلهجة حادة غاضبة: خلي ولي أمرك يجي ياخذه! , ذهبت بي الأفكارُ كل مذهب , ودبَّ في نفسي أن للأمر علاقة بالمرشد .. !! فعلاً حين وصلني المظروف كان فيه إنذارٌ بطي القيد , إذا لم أتواصل مع المرشد مرة كل أسبوع .. !! اختنقت , شعرتُ بفشلٍ عارم , لايمكنُ وصفُ شعوري , وأنا التي طوال عمري الجامعي لم أتلقَّ غير الشكر وشهادات التقدير!! ,بكيتُ كثيراً وشعرتُ بالإحباط , ولكني حقاً شعرتُ بأن علي أن أفعل شيئاً , وأن أغير نظرة القسم لي , خصوصاً أنها وُضِعْت نسخة من الإنذار في ملفي , ولكني لم أستطِعْ الاتصال بالمرشد , ماذا أقول له؟؟ ليس لدي مايقال .. !! , تركتُ الأمر للقدر ,لكني بقيتُ حاملة هم هذا الأمر كثيراً , بعد فترة قصيرة سافرتُ لمكة , دعوتُ كثيراً حينها , وحين عدت , كنت طوال طريق السفر , أدعو بأن أجد موضوعاً , وأن يحل أمري مع المرشد , عِشْتُ أياماً صعبة وأنا أفكر في موضوع أستطيعُ أن أجعلهُ موضوعاً لرسالتي , على أن يرضيني قبل أن يرضيَ القسم , لاأريدُ موضوعاً عادياً تقليدياً , أصبتُ بحالةٍ جنونية , كُنتُ أجِدُ موضوعاتي في الأحلام , أو وأنا أسيرُ في الشوارع , أو أشاهد نشرة الأخبار على التلفاز:) , حين عُدتُ قضيتُ فترة قصيرة ثم عنَّت لي فكرة بحث جديد ,وجدتُ فكرتي في سطرٍ مُهمل من مذكرة درستُها في السنة الأولى من دراستي الجامعية , كانت فكرة مشوشة , استخرتُ , وحين بحثتُ عن الدراسات السابقة لم أجد , بل إني لم أجد سوى نثارات يسيرة للمصطلح ذاته , كان الأمر صعباً للغاية , ولكني سألتُ الله العون , بدأتُ في جمعِ الشواهد , ولم أظن أني سأجدُ الكثير منها , ولكني فوجئتُ بالكثير من الشواهد مما أغراني بالمواصلة , بدأتُ في جمع المعلومات حول الموضوع , وحاولتُ الاستفسار عنه , ولم أجد من يرشدني حقاً فيه سوى مرشدي الحالي , مكثتُ على الموضوع حتى أعددتُ فكرة كاملة عنه , ولكني علمتُ أن المرشد لن يقبل بهذه الفكرة , ولن يدافع عنها في القسم , لأني لم أجد من يشجعني عليها , بل إن أول من سألته عنها أخبرني بأن القسم لايمكن أن يقبل مثل هذا الموضوع .. !! , لم يشجعني عليها أصلاً سوى أستاذين هما مرشدي , وأستاذٌ عُرِفَ عنه أنه سيدُ التحفيزِ في القسم , وكنت أحتاجُ إلى مرشدٍ يتقبلُ موضوعي ويدافع عنه , فقد مضى الكثير من عمري الدراسي , وتأخرت , بدأت فكرة تغيير المرشد تُلِّحُ علي كثيراً , واستخرتُ مراراً , وشُجِّعْتُ حتى اتخذتُ القرار , لم يكن تغييرهُ بالأمر السهل طبعاً , ولكن تييسر ربِّ العالمين , حقق ماكان صعباً.
بعثتُ فكرتي على بريد مرشدي الإلكتروني , وشجعني على إتمام الفكرة , ووجهني لبعض التعديلات , أتممت التعديلات , ووقع عليها , وبُعِثَت للقسم , وفي ظرفِ أسبوعٍ فقط تم قبولُ فكرتي البحثية مع بعضِ التحفظات , شكرتُ الله , وبكيت , وتمنيتُ أن أتصل على ذاك الأستاذ الذي أخبرني بأن فكرتي لن تقبل في القسم , وأخبره , لكنَّ الأمر حتماً سيصِلُ إليه يوماً عبر مجلس الكلية.! , كان ذاك اليومُ مبهجاً جداً لي.
يتبع ..
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 11:19 م]ـ
أسجل متابعتي.
أبرز ما يلفت الانتباه في هذا السرد الممتع صلتك وتعلقك بالله، وأنعم وأكرم بهذه العلاقة وبهذا التعلق!
تذكرت وأنا أقرأ دروسك هنا -يحق تسميتها بالدروس- ما ورد عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة!
آه يا صديقتي .. أجبرتني وأنا أكتب على التطلع إلى الأعلى حيث صلة هي أسمى الصلات، لطالما غفلنا عنها!
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياك والجميع من الخاصة المتقين الذين يرزقون من حيث لا يحتسبون، وأن يعيننا على أمور ديننا وشؤون دنيانا، وأن يجعل منتهانا جنات ونهرا، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ـ[هادية الجزائري]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 11:45 م]ـ
سلام الله عليكم جميعا واصلي اختي مجرد امنية تجربتك الجميلة الصادقة في كل كلمة اقرؤها اتدكر ايضا مشواري الدراسي كان فيه المؤلم اكثر من المفرح لكن فرحة النجاح غطت على كل شيء نسال الله التوفيق والتيسير للجميع
ـ[ريحانة اللغة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 02:13 م]ـ
متابعة أختنا الغالية ,,تجاربكن تبث الأمل وتبعث على التحدي ..
ـ[شوفة القمر]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 09:25 م]ـ
مجرد أمنية ... أنتِ تسليتي وأملي في هذه الحياة ... أنتِ رائعة بحق ... تبثين الأمل في النفوس اليائسة .. وتبعثين على التحدي ..
والتعلق بالله في كل شيء ..
أنتِ نقلة نوعية في حياتي .. أشكركِ على التطورات التي أحدثتها فيها .. أدعو لك ولي بالتوفيق ونيل الماجستير .. ونحتفل بذلك سوياً (في أي مكان تريييييييدينه)
"اهتمِ بي وساعديني على تحقيق ما بدأت أصبوا إليه فالفضل بعد الله يعود لكِ .. فأنتِ على دراية به، فما زلتُ أسير في الطريق معكِ نحوه "
لك مني جزيل الشكر والثناء.
¥