تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأخ سيد الشهداء: سأقرأ مشاركاتك، ويسرني أن يستفيد بعضنا من بعض في هذا الميدان. ولا أزعم أني ناقد، ولكني أنقل تجارب لغيري نجحت، وقمين أن تنجح معي ومعكم.

وفقك الله.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 07:15 م]ـ

جزاك الله خيرا أستاذنا سمير العلم

لقد أخَذَنَا الكلامُ بعيدا يا أبا سهيل. هل أطلتُ عليك؟ لا عليك، خذ من كلامي ودع.

أستاذي لم أدخل هنا إلا لأتعلم والتلميذ النجيب لا يفوت شيئا من كلام أستاذه خاصة إذا كان كلاما قيما كهذا

هل تسمح لي أستاذي أن أترك اختيار القصيدة لزميل المرحلة (المشاغب) بشرط أن يترفق بي في اختيار البحر والقافية فهو نزل إلى المرحلة السادسة تواضعا أما أنا فدفعت إليها دفعا فالرفق الرفق أيها المشاغب العروضي:)

هذا نص جميل في صناعة الشعر لابن خلدون أنقله من (جواهر الأدب للهاشمي) فهو يشير إلى نفس منهج أستاذنا سمير العلم في تعلم صناعة الشعر

"اعلم أن لعمل الشعر وإحكام صناعته شروطا

أولها: الحفظ من جنسه (1) (أي من جنس شعر العرب) حتى تنشأ في النفس ملكة ينسج على منوالها ويتخير المحفوظ من الحر النقي الكثير الأساليب وهذا المحفوظ المختار أقل ما يكفي فيه شعر شاعر من فحول الإسلام مثل ابن أبي ربيعة وكثير وذي الرمة وجرير وأبي نواس وأبي تمام والبحتري والشريف الرضي وأبي فراس وأكثره شعر "كتاب الأغاني" لأنه جمع شعر أهل الطبقة الإسلامية كله والمختار من شعر الجاهلية.

ثم لابد من الخلوة واستجادة المكان المنظوم فيه باشتماله على مثل المياه والأزهار وكذا استجادة المسموع لاستنارة القريحة باستجماعها وتنشيطها بملاذ السرور

ثم مع هذا كله فشرطه أن يكون على جمام ونشاط فذلك أجمع له وأنشط للقريحة أن تأتي بمثل ذلك المنوال الذي في حفظه قالوا وخير الأوقات لذلك أوقات البكور عند الهبوب من النوم وفراغ المعدة ونشاط الفكر

وربما يكون من بواعثه العشق والانتشاء

قالوا فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتركه إلى وقت آخر ولا يكره نفسه عليه

وليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه ونسجه يضعها ويبني الكلام عليها إلى آخره لأنه إن غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها في محلها فربما تجيء نافرة قلقة

وإذا سمح الخاطر بالبيت ولم يناسب الذي عنده فليتركه إلى موضعه الأليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه ولم تبق إلا المناسبة فليتخير فيها كما يشاء

وليراجع شعره بعد الخلاص منه بالتنقيح والنقد ولايضن به على الترك إذا لم يبلغ الإجادة فإن الإنسان مفتون بشعره إذ هو بنات فكره واختراع قريحته

ولايستعمل فيه من الكلام إلا الأفصح من التراكيب والخالص من الضرورات اللسانية فليهجرها فإنها تنزل بالكلام عن طبقة البلاغة، وقد حظر أئمة اللسان على المولد ارتكاب الضرورة إذ هو في سعة منها بالعدول عنها إلى الطريقة المثلى من الملكة ويجتنب أيضا المعقد من التراكيب جهده بحيث تكون ألفاظه على طبق معانيه

ومعانيه تسابق ألفاظه إلى الفهم ويجتنب أيضا الحوشي من الألفاظ والمقصر وكذلك السوقي المبتذل فإنه ينزل بالكلام عن طبقة البلاغة أيضا فيصير مبتذلا ويقرب من عدم الإفادة وفي هذا القدر كفاية.

(عن ابن خلدون باختصار)


1 - ومن كان خاليا من المحفوظ فنظمه قاصر رديء ولا يعطيه الرونق والحلاوة إلا كثرة المحفوظ فمن قل حفظه أو عدم لم يكن له شعر وإنما هو نظم ساقط واجتناب الشعر أولى بمن لم يكن له محفوظ ثم بعد الامتلاء من الحفظ وشحذ القريحة للنسج على المنوال يقبل على النظم وبالإكثار منه تستحكم الملكة وترسخ وربما يقال إن من شروطه نسيان ذلك المحفوظ لتمحى رسومه الحرفية الظاهرة إذ هي صادرة عن استعمالها بعينها فإذا نسيها وقد تكيفت النفس بها انتقش الأسلوب فيها كأنه منوال يأخذ في النسج عليه بمثالها من كلمات أخرى ضرورة. (الهاشمي) " اهـ

في انتظار اختيارك أيها المشاغب ولا تنس الرفق.
دمتم بخير وعافية

ـ[فارس]ــــــــ[29 - 03 - 2008, 09:59 ص]ـ
هل تسمح لي أستاذي أن أترك اختيار القصيدة لزميل المرحلة (المشاغب) بشرط أن يترفق بي في اختيار البحر والقافية فهو نزل إلى المرحلة السادسة تواضعا أما أنا فدفعت إليها دفعا فالرفق الرفق أيها المشاغب العروضي:)

كأني بك تتحدث عن شخص آخر يا أبا سهيل، فالمشاغب الذي أعرف لم ينزل تواضعا إلى المرحلة السادسة و إنما اشرأبّ بعنقه و ارتفع سنتيمترات عن الأرض حتى لامست -أو كادت أن تلامس - أصابعه سطح المرحلة السادسة بجواركم.
ثم أراك جعلت حِمل الاختيار عليّ و هو على ما هو عليه من ثقل، أفلا ترفقت بي قليلا .. فإن لم يكن منه بد، فليكن أستاذنا الفاضل (سمير العلم) - جزاه الله كل خير - هو من يختار القصيدة و نحن باختياره راضون:).

لكم أعطر التحايا.

ـ[سمير العلم]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 05:42 م]ـ
ما رأيكما في رائعة المتنبي:

أغالبُ فيك الشوق والشوق أغلبُ = وأعجبُ من ذا الهجرِ والوصلُ أعجبُ
أما تغلط الأيام فيَّ بأن أرى = بغيضا تنائي أو حبيبا تقربُ
ومنها أبياته الغر:
ويوم كليل العاشقين كمنتُهُ = أراقب فيه الشمس أيانَ تغربُ
وعيني إلى أُذْنَي أغرَّ كأنه = من الليل باق بين عينيه كوكبُ
وما الخيل إلا كالصديق قليلةٌ = وإن كثرت في عين من لا يجربُ
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها = وأعضائها فالحسن عنك مغيّبُ
ومنها البيت السائر:
وأظلم أهل الأرض من بات حاسدا = لمن بات في نعمائه يتقلبُ
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير