تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 12:37 م]ـ

الأستاذ الفاضل:سمير العلم .. في انتظار تعليقاتكم وتوجيهاتكم .. واعلم بأن حصان العروض يكبو دائما في قصيدي لقدم العهد به ..

الاخ الفاضل ابو سهيل جزيتم خيرا .. وقد غدوتم من الفرسان, وأراها محاولة قوية ماشاء الله ..

وأرى رفع الفعل "أصارعُ " لأنه فعل مضارع مرفوع ويبدو ان النصب جاء سهواً.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 07:17 م]ـ

أحسن الله إليك أستاذتنا

وأرى رفع الفعل "أصارعُ " لأنه فعل مضارع مرفوع ويبدو ان النصب جاء سهواً.

لا لم يأت سهوا بل هو منصوب لأنه معطوف على (أغامر) وهو منصوب ب (أن)

يبدو أن عهدك قد طال بالنحو أيضا: D

دمت مبدعة

ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 07:47 م]ـ

يبدو ذلك صحيحا جزيتم خيرا للتنبيه .. فلم أنتبه للعطف أبداً ,, لقد كانت سبع سنين من الإنقطاع ونحمد الله على البصيص المتبقي ..

ـ[سمير العلم]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 06:33 م]ـ

تحياتي للجميع:

أحببت أن أذكِّر ببعض القضايا الأساسية، التي ينبغي أن تكون حاضرة في أذهاننا، (أعللكم بها ريثما يفتح الله بتعليق على مشاركاتكم المتتابعة يا شقائق النعمان ويا أبا سهيل). وما في نفسي يتلخص في نقاط:

أولها: أن طريقتنا في هذا الباب تُعنى بالبناء الدائم، المتواصل، في صمت، ودون جلبة، حيث نبقى على شفير النبع، وعند ضفة الغدير، نستقي من معين الآداب والعلوم، نتأدب ونتعلم، ونشحذ القريحة، ونزيد من ثروتنا اللغوية والأدبية .. ، سواء كنا أمام الشاشة، أو خلف الشاشة. فإذا سكتنا فإننا في مكان ما نستفيد، وإذا لم أرَ أبا سهيل فإني أعلم أنه يقرأ الباب الثاني من تاريخ الأدب العربي لمصطفى صادق الرافعي، الذي يتكلم فيه عن منهج علمائنا السابقين في الحفظ والرواية، وكيف أجدى ذلك عليهم، وكيف كان سببا أصيلا في رسوخ أقدامهم، وعلو منزلتهم، وارتفاع شأنهم، وعظيم الانتفاع بعلمهم. أو يردد باستمتاع ليتشرب وجدانه قصيدة مغمورة، لشاعر مغمور في القرن السادس الهجري، وقع عليها مصادفة في وفيات الأعيان لابن خلكان. ولأنه تدرب على معرفة الشعر الشعر من الشعر الذي ليس بشعر، فقد انتبه إلى أنها قطعة فريدة من نوعها، وبدأ يحفظها مرددا مع شاعرها المهم:

رب دارٍ بالغضا طال بلاها = عكف الركبُ عليها فبكاها

درست إلا بقايا أسطر = سمح الدهر بها ثم محاها

كان لي فيها زمان وانقضى = فسقى الله زماني وسقاها

وقفت فيها الغوادي وقفةً = ألصقت حر ثراها بحشاها

(الغوادي: السحاب)

وبكت أطلالها نائبةً = عن جفوني، أحسن الله جزاها

قل لجيران مواثيقهمُ = كلما أحكمتها رثت قواها

كنت مشغوفاً بكم إذا كنتمُ = شجراً لا يبلغ الطير ذراها

لا تبيت الليل إلا حولها = حرسٌ ترشح بالموت ظباها

وإذا مدت إلى أغصانها = كف جان قطعت دون جناها

فتراخى الأمر حتى أصبحت = هملاً يطمع فيها من رآها

لا يراني الله أرعى روضةً = سهلة الأكناف من شاء رعاها

لا تظنوا لي إليكم رجعةً = كشف التمحيص عن عيني عماها

وإذا افتقدتُ شقائق النعمان، فإني أعلم أنها في مكانٍ ما تقرأ مقدمة عيون الأخبار لابن قتيبة، أو أنها تضحك مع الجاحظ في كتاب الحيوان وهو ينتقل بها برشاقة بين طرفة وأخرى، وبين شعر وآخر، أو أنها تتصفح جمهرة أشعار العرب، فتقف عند قصيدة رقيقة للنابغة قيلت قبل ألف وخمسمائة سنة فتعجب من سهولتها ونغمها الأخاذ:

عُوجُوا فحَيّوا لِنُعْمٍ دِمْنَةَ الدَّارِ، = مَاذَا تُحَيَّونَ مِنْ نُؤْيٍ وأَحْجَارِ؟

أَقْوَى وأقْفَرَ مِنْ نُعْمٍ، وَغَيَّرَهُ = هُوْجُ الرِّياحِ بِهَابيْ التُّربِ مَوَّارِ

وَقَفْتُ فيها، سَراةَ اليَومِ، أَسْأَلُها = عَنْ آلِ نُعْمٍ، أَمُوناً، عَبْرَ أَسْفَارِ

فَاسْتَعْجَمَتْ دَارُ نُعْمٍ ما تُكَلِّمُنا، = والدَّارُ لَوْ كَلَّمَتْنَا ذاتُ أَخْبَارِ

فَمَا وَجَدْتُ بها شَيئاً أَلُوذُ بِهِ، = إلاّ الثُّمَامَ وإلاّ مَوْقِدَ النَّارِ

وَقَدْ أَرَانِي وَنُعْماً لاَهِيَيْنِ بها، = وَالدَّهْرُ والعَيْشُ لَمْ يَهْمُمْ بِإِمْرارِ

(يعني أن الحياة كانت حلوة، ولم يحاول الدهر أن يجعلها مُرة)

أَيَّامَ تُخْبِرُني نُعْمٌ وأُخْبِرُها = ما أَكْتُمُ النَّاسَ مِنْ حاجي وأَسْرارِي

أَقُولُ والنَّجْمُ قَدْ مَالَتْ أَوَاخِرُهُ = إلى المَغِيبِ: تَثَبّتْ نَظرَةً (حَارِ)

حار: أي يا حارث، منادى حذف آخره على الترخيم.

أَلْمَحةٌ مِنْ سَنَا بَرْقٍ رَأَى بَصَري، = أَمْ وَجْهُ نُعْمٍ بَدَا لي، أَمْ سَنَا نَارِ

بَلْ وَجْهُ نُعْمٍ بَدَا، واللّيلُ مُعْتَكِرٌ، = فَلاَحَ مِنْ بَيْنِ أَثْوَابٍ وَأَسْتَارِ

وإذا لمحتُها تبكي فإني أعلم أنها وصلت إلى الصفحات العشر الأخيرة من رواية المنفلوطي العظيمة (سيرانو دي برجراك أو الشاعر).

ثانيا: أن (أولا) نقطة مهمة جدا، وتحتاج إلى تأمُّل، فلا بد من إعادة قراءتها.:)

ثالثا: أننا نستثمر بعد ذلك قراءتنا وحفظنا في نقش معالم إبداعية على أسلوبنا، بمعنى أن أثر هذه القراءة، وأثر هذه الدارسة، هو محاولات، ومعارضات، ومشاغبات، ونفثات، وهمسات، ضاحكة، وباكية، ومتعلقة بإزار الأدب الراقي، والأسلوب العالي، ومتشبهة به، فإن أخطأنا مرة، أصبنا مرة، وإن ضللنا تارة، اهتدينا أخرى، ونبدأ صغارا ثم نكبر، ولا نمل من طَرْقِ باب الإبداع، إلى أن يذل لنا صعبه، وينقاد لنا عصيُّه، ونؤسس لأنفسنا أسلوبنا الخاص.

على أن لا نُتعب أنفسنا في نزعِه من دواخلنا، وأطر أنفسنا على الكتابة، فإن تركَنا، تركناه إلى حين، فإن للإبداع أوقاتا، وللشعر أحيانا. ولكننا لا نرتاح من الكتابة إلا لنشحذ الآلة بالقراءة؛ والقراءة راحة واستجمام لو كان قومي يعلمون.

رابعا: أننا نفعل ما نفعل ونحن على يقين أن هذا باب من أبواب العلم مبارك، وأنه السبيل ولا سبيل سواه، والمفتاح ولا مفتاح سواه، والفتيل الذي سيحرر طاقة الإبداع فينا، المسجونة داخل أسوار العجمة، والعامية، والسطحية، وضحالة الثقافة.

هذا إذا أردنا أن نكون مميزين، ومبدعين حقيقيين، نضيف شيئا زائدا إلى هذه الأرض، ولا نكون نحن معنى زائدا عليها كما يقول الرافعي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير