تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن الأمر ليس بهذه الصعوبة المستحيلة ـ إن شاء الله ـ ولا يهولنكم تهويلي ولا يرجفنكم إرجافي:)

ذلك أن أسلافنا الكرام قد وضعوا معالم وأسس يستعان بها على تيسير أمر الاستخراج.

ويمكن القول إن تلك الأسس والمعالم إنما توجهت إلى الحروف والوزن خاصة؛ لأن الشأن في هذا الأمر إنما هو تعمية الحروف في بيت شعري موزون على زنة بحر من بحور الخليل؛ فإذا عرفت الحروف والوزن عرف المعمَّى.

أما الحروف؛ فقد نظر إليها علماؤنا الأفذاذ من أكثر من جهة، ولعل أهمها:

أ) الكثرة

ب) ما يقترن ببعضه من الحروف وما لا يقترن

أما من جهة الكثرة؛ فترتيب الحروف في الكثرة ـ حسب إحصاء أسلافنا ممتحنا فيه بالوثيقة ـ كالتالي:

ا، ل، م، هـ، و، ي، ن، ر،، ع، ق، ب، ت، ك، د، س، ف، ح، ج، ذ،، ض، خ، ث، ز، ط، غ، ظ.

وأما من جهة الاقتران وعدمه:

فقد أحصوا الحروف التي لا تقترن في تقديم ولا تأخير، مثل:

جط جك جق جظ جغ دذ دظ هح هع هخ

زط زس زص زت زث زذ زض زظ ح هـ حع حخ

حغ طك ...

كما أحصوا ما يقترن إذا تأخر فإذا تقدم لم يقترن، من مثل: مب، ذج، ذف ... تقول فيها: بَم، جذ، فذ، وهكذا

وهي كثيرة، لا يسع المقام لسردها كلها ههنا؛ وإنما يستعان عليها بممارسة العربية وفهم خصائص حروفها.

على أن الأهم في كل هذا هو معرفة الحروف التي تكثر وتتكرر؛ كحروف المد واللين، وهي الألف والياء والواو؛ ونحو ذلك؛ فإنها مظنة التكرار، وسبيل مهم لفك إلغاز البيت المعمّى.

أما المعلم الآخر؛ وهو معلم غايةٌ في الأهمية والخطورة، فإنه معرفة الوزن والعروض؛ فإنه يسهل المسلك إلى الاستخراج وإن كان وعرا، وهو أحد أصوله التي بها يستدل عليه. ولعلمائنا القدماء في ذلك طريقة فريدة قعدوا لها من خلال تجربتهم وملابستهم لهذا الشأن؛ فما هي الطريقة يا ترى:)

الطريقة الذهبية في اكتشاف وزن البيت المعمى:

إذا ألقي عليك بيت من الشعر عمدتَ إلى حروفه التي عميت بالأسماء فعددتها فإن جاوزت الأربعين أو نقصت عنها قليلا فإن البيت من أتم الأوزان وأكثرها حروفا نحو: الطويل، والمديد، والبسيط، والوافر، والكامل، وتام الرجز، وتام الرمل، والسريع، والمنسرح، والخفيف، وتام المتقارب.

وإن كان فوق الثلاثين قليلا أو دونها فإنه يكون من الأبيات التي جاءت مجزوءة وقلت حروفها، نحو: مجزوء المديد والبسيط، ومربع الوافر والكامل والهزج والرجز والرمل والسريع والخفيف والمقتضب والمجتث والمتقارب.

وإن كان فوق العشرين أو دونها قليلا فإنه يكون في مثل قصار البسيط إذا زوحف والوافر والهزج والرجز والرمل والسريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمقتضب والمجتث والمتقارب.

وإذا كان فوق العشرة قليلا فإنه يكون من أقصر ما يجيء من الأبيات نحو قصار المنسرح والرجز.

ولا يكون بيت على أقل من عشرة أحرف لأنه ليس في الشعر أقصر من الرجز الأخير: " يا ليتني فيها جَذَع "؛ فإنه على جزأين جزأين: "مستفعلن مستفعلن"؛ فإذا أجحف بهما الزحاف صار إلى: " فَعَلتن فَعَلتن "، وهو المخبول فيصير على عشرة أحرف وكذلك الثالث من المنسرح على " مستفعلن مفعولن "؛ فإذا صار مستفعلن إلا فَعَلتن ومفعولن إلى فعولن صار على عشرة أحرف، فليس يكون في الشعر بيت على أقل من هذه الأحرف.

سؤال لنابهي العروض:

لمَ قيل في عدد الأحرف فوق الأربعين ودون الأربعين ولم يحدّد القول فيه: rolleyes:

هذه أيها الأحبة بعض المعالم الكبرى المعينة على استخراج المعمّى الشعري، وهناك معالم أخرى جزئية على الطريق؛ لعلنا نتبينها من نموذج تفصيلي لأبي الحسن العروضي يبين فيها الخطوات التي اتبعها حتى اهتدى إلى استخراج بيت عمِّي عليه. وفيه من الفوائد اللطيفة الشيء الكثير.

فإلى ذلك الحين أستودعكم الله، وإلى الملتقى القريب إن شاء الله،،،

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 02:20 ص]ـ

الحمد الله لم يفتني الكثير

ـ[الوافية]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 07:16 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذنا أبا يحيى.

أرى المديد بوزنه الأكثر شيوعا ثلاثينيا ,لا أربعينيا.

كما أن المهارة الأبرز في هذه المسابقة هي حفظ أكبر قدر من أشعار العرب, في مختلف العصور!

هنيئا لمن تتأتى له هذه المهارات جميعا.

ـ[الوافية]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 07:25 ص]ـ

سؤال لنابهي العروض:

لمَ قيل في عدد الأحرف فوق الأربعين ودون الأربعين ولم يحدّد القول فيه: rolleyes:

[/size][/center]

تحسّبا لعوامل التعرية!

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[10 - 08 - 2008, 12:21 ص]ـ

بارك الله فيك أخية

أرى المديد بوزنه الأكثر شيوعا ثلاثينيا ,لا أربعينيا.

إذا كنتِ تقصدين أول المديد دون زحافات؛ فهو يدخل ضمن ما دون الأربعين (عدد حروفه: 38)

وحتى لو زوحف؛ فإنه لا يدخل ضمن ما فوق الثلاثين

لأن (دون) و (فوق) هنا أحسبها محددة بأقل الحروف: كالحرف والحرفين. والله أعلم

تحسّبا لعوامل التعرية!

أحسنت الإجابة أختاه؛ وإن جئت بها بطريق الكناية.

وفي ذلك يقول أبو الحسن العروضي (صاحبنا:)) معللا لعدم التحديد:

" وإنما قلنا في عدد الأحرف فوق الأربعين ودون الأربعين ولم نحدد القول فيه؛ لأن البيت إذا عُمِّي كُتب على ما ألفه الناس في صورة الخط، لأن الحرف المشدد في الخط حرف واحد وهو في العروض حرفان، وربما كان البيت مزاحفا فسقط منه حروف غير محصلة، وربما تعادل البيت فيكون ما نقص من الحروف المزاحفة بمنزلة ما زاد من الحروف المشددة "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير