العارض بين بعض الجمل أو أجزاء الجمل و الايقاع الخليلي من صنعنا نحن و من تعمُّلنا و تعمُّدنا تماما كما نفعل أحيانا حين نتوهم أشكالا و رسوما من الغيوم أو البقع التي
نطيل التحديق إليها .. و لكننا إذا اعدناها إلى سياقها العام أدركنا أن الامر يعود إلى لحظة افتعال للمشهد من قبلنا. لو أخذنا عبارتك: علينا اعتبار/ خصائص اللغة لوجدناها
مثلا تتفق عرضا مع شكل غير مستعمل هو المتقارب المشطور +شكل آخر مستحدث هو البسيط المشطور: لاحظ التعمل في انتقالنا من المتقارب المشطور إلى البسيط
المشطور. و يمكننا ان نستخلص المتقارب المجزوء إذا توقفنا عند الهمزة المكسورة من قولك: علينا اعتبار خصائ/لاحظ أننا نضطر -في هذه اللعبة-إلى حذف أجزاء من
الجملة أو الكلمة.في المثال الأول اضطررنا إلى حذف كلمة "العربية" حتى يستقيم لنا الكلام على وزنين متباعدين، و في المثال الثاني اضطررنا إلى حذف جزء من كلمة .. و في كل الأحوال نحن مضطرون إلى الحذف حتى نثبت ما لا يثبت! لو كان كل كلامنا موزونا -و لو على أبحر متباعدة- لأمكن ربما ان نزعم أن العربية لغة إيقاعية و ترتب على ذلك نتيجة غريبة: ان نثرنا موزون .. أما أن نخطف الجملة الصغيرة أو نصفها أو ربعها من سياقها و نُشاكل بينها و بين بحر خليلي ما، و احيانا نضطر إلى تسكين المتحرك أو قلب التاء هاء ساكنة!! .. قلت أما ان نفعل ذلك فهذا ما لا يطيقه منطق البحث العلمي.
لا يسعنا إلا أن نعد الأمر لعبة طريفة نتبارى فيها و تنتوقف عند هذا الحد! http://www.aklaam.net/forum/showthread.php?t=22244&page=2
إن هذه المناسبة المفتعلة بين إيقاع الشعر العربي "إيقاع" كلامنا "النثري" تشبه ما فعلته انت بوزني المخترع و إن كانت المناسبة عندك بينه و بين وزن آخر لم يسلم هو الآخر من "تعديل" مسه حتى تستقيم لك المناسبة! و أحسبك تصدرفي كل ما تفضلت به"أي في مناسبتك بين النثر و الشعرمن جهة، و بين البحر الرقيق و المنسرح السادس أ من جهة أخرى .. قلت أحسبك تصدر فيهما جميعا عن مصدر واحد و رؤية واحدة هي الرؤية الرقمية التي تنشد الوحدة الكلية و الانسجام الكلي، و هي رؤية لا شك عميقة و مجدية إذا اكتفت بالوصف و التحليل و لكنني أراها مهددة بالانحراف إذا اتخذت معيارا للتصويب و التخطئة بينما لا تزال في طور التشكل.
أرجو اخي العزيز ان تقود انت عبقريتك الرقمية و ألا تدعها تقودك.
مودتي أيها الحبيب.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 04:25 م]ـ
أخي الأحب د. رياض بن يوسف
آه لو أنك عرفت هرم الأوزان، أو لو كان من شرحه هنا لمن لا يعرف الرقمي أساسا جدوى.
وحتى لا تقول يقودني أو أقوده فما هو إلا استنباط من بحور الخليل. وأنت لا أنا بالوزن الجديد وبالرد الجديد صغت لي قاعدة توافقه وهي
أن زيادة 1 لا أكثر في أول البيت دوما و2 أحيانا أو الانتقاص من آخره بشكل عام لا يخرجه عن منطق هرم الأوزان. بمعنى أنك تستطيع فيما وافق قاعدة هرم الأوزان أن تجد له مسار على إحدى دوائر الخليل، في حالة وزنك الجديد.
فالوزن هذا مساره حسب رؤيتي له على دائرة المشتبه بعد نزع الرقمي المزيد ذات مسار المنسرح.
هذه واحدة لن تعني الكثير - فيما يتعلق بهرم الأوزان - لمن لم يتعامل بالرقمي أساسا، وآمل أن تعرف قيمة هذه القاعدة يوما.
أما الثانية فسؤال حول وزنك (المخترع)
بعد عقد هذه المقارنة التي تراها مفتعلة ما رأيك في الزحافات التي قادت إليها هذه المقارنة، هل تراها جائزة أم لا؟ ولو قلنا إنها قادت إلى اختراع آخر - بغض النظر عن سلامة التحليل وطريقة الوصول- فهل ترى وزنها مقبولا؟ وفي حال قبولك له هل تجده أسلس من وزنك أم أقل سلاسة.
أخي الكريم
الشعر ما قال به الخليل وسواه موزون لا شعر. هذا رأيي.
وأنا في الرقمي أفكر بصوت عال وأجرب على هدي قواعد مشتقة من عروض الخليل قد تكون هي أو ما نتج عنها مصيبة أو مخطئة، وفي كل الحالات فإن ما لا يوافق عروض الخليل منها فليس بشعر ولا بحر، وطريقة الصواب والخطأ والجهر فيها لا أراها قائدة ولا مقودة. فهي ليست أكثر من رياضة عروضية تبصر حسن تصيب ويبصر نقدها من قبل فاضل مثلك حين تخطئ.
وهي في هذا المقام تلمّسٌ للوشائج بين الذوق الموسيقي الذي تحظى به والذي يحظى به آخرون ممن يأتون بأوزان جديدة وما أحسبه- خاطئا أو مصيبا- سنن بحور الخليل. وتختلف الأذواق وتتفاوت ولا أظن أن ضررا ينتج من إيجاد سبل لمقارنتها بعروض الخليل.
على الأقل أنا أحاول أن أجد أوجه الشبه والخلاف بين المخترع والثابت من عروض الخليل. وكأني بك ترى أن المخترع برهانه وتقييمه في ذاته.
وهنا تحفظ وسؤال:
التحفظ: هو على تسمية كل جديد بحرا.
والسؤال: لو صح ذلك وقد مر بي العديد من ((البحور الجديدة)). ما هو المعيار الذي تراه لتمييز ((البحر)) المستساغ فيها من البحر غير المستساغ؟ ثم في الوزن الجديد هذا هل له زحافات جائزة وأخرى ثقيلة وأخرى ممتنعة؟
ملاحظة ملحقة (الصفر فقط لحفظ منزلة لإيضاح المقارنة)
المنسرح = 0 2 2 3 2 2 2 1 2 1 3
الوزن الجديد= 1 2 2 3 2 2 2 1 2
فهل ‘ن لاحظت هذا التشابه أكون مقودا للرقمي، وإن تجاهلته أكون قائدا للرقمي؟
حنانيك أيها الحبيب.
يرعاك الله.
¥