و في معلقة الحارث بن حلزة اليشكري (وهي من الخفيف) 82 بيتا أي 164 شطرا عدد الأشطر التي تحمل فيها ثلاثة أسباب
متوالية 42 ..
أخي الحبيب خشان كان إيرادي لمعلقة الحارث ضمن شواهد اخرى في سياق الرد على من زعم رفض الأذن العربية لتوالي ثلاثة
أسباب خفيفة. على كل حال سأعود لمناقشة قضية الوتد "الظاهر" و الأصلي في معلقة الحارث بعد مناقشة أهم امر في ردك
الثري.
للبهاء زهير على الرجز قصيدة من 16 عشر بيتا مطلعها:
خُذ فارِغاً وَهاتِهِ مَلآنا مِن قَهوَةٍ قَد عُتِّقَت أَزمانا
كل أبياتها تأتي مستفعل، إلا البيتين:
كَم رَفَعَت مُتَّضِعاً وَكَرَّمَت ... مُبَخَّلاً وَشَجَّعَت جَبانا
مَخضوبَةَ البَنانِ في يَمينِها .... كَأسُ مُدامٍ تَخضِبُ البَنانا
فالمطرد فيها السببان والقلة هذا الزحاف.
لأحيحة بن الجلاح قصيدة على الرجز من 9 أبيات:
تأثري ياخيرة الفسيلِ
و كلها تنتهي هذا النمط"متفعلْ=فعولن"
و للأسود بن يعفر النهشلي قطعة من أربعة أبيات:
قد قلت لما بدت العقاب
كلها تنتهي بفعولن.
و للشنفرى قصيدتان على الرجز مجموع أبياتهما 26 ثلاثة فقط منها لا يلتقي فيها الوتدان ..
"تطلب في الموسوعة الشعرية الاصدار الثالث عن المجمع الثقافي أبو ظبي"
و تعمدت أن أختار النماذج هنا من الشعر الجاهلي حتى أبين أن الامر اختيار عفوي للأذن العربية.
اقتباس:
قال اخي العزيز خشان ان الوتد الظاهر يعود إلى أصله، و هذا غير وارد في مخلع البسيط ..... و لا اعتبار لشذوذ نادر
جدا في بعض الشواهد.
وله على المخلع فصيدة من 6 أبيات
وضرب المطلع وحده انتهى بمتفعل:
وَجاهِلٍ طالَ بِهِ عَنائي .... لازَمَني وَذاكَ مِن شَقائي
كَأَنَّهُ الأَشهَرُ مِن أَسمائي .... أَخرَقُ ذو بَصيرَةٍ عَمياءِ
لا يَعرِفُ المَدحَ مِنَ الهِجاءِ .... أَفعالُهُ الكُلُّ عَلى اِستِواءِمتفعل
أَقبَحُ مِن وَعدٍ بِلا وَفاءِ .... وَمَن زَوالِ النِعمَةِ الحَسناءِ
أَبغَضُ لِلعَينِ مِنَ الأَقذاءِ .... أَثقَلُ مِن شَماتَةِ الأَعداءِ
فَهوَ إِذا رَأَتهُ عَينُ الرائي .... أَبو مُعاذٍ أَو أَخو الخَنساءِ
وأما العروض فقد جاءت متفعل- فعولن فيه 3 مرات وجاءت فاعولن- مستفعل 3 مرات
قمت بإحصاءات في الموسوعة نفسها عن مخلع البسيط"يسمى أحيانا خطأ مجزوء البسيط "
البحتري:
له سبع قصائد على هذا الوزن مجموع أبياتها 53 ليس فيها بيت واحد ينتهي بفاعولن (مستفعلْ).فكلها تنتهي بفعولن.
أبو تمام: له سبع قصائد على مخلع البسيط مجموع أبياتها 49 و كلها تنتهي بفعولن.
أبو العتاهية: له تسع قصائد = 84 بيتا كلها تنتهي بفعولن
المتنبي: 5 قصائد =11 بيتا كلها تنتهي بفعولن
البارودي:3 قصائد=30 بيتا كلها تنتهي بفعولن.
اسماعيل صبري:6 قصائد=20 بيتا كلها تنتهي بفعولن
حافظ إبراهيم: قصيدتان=27 بيتا كلها تنتهي بفعولن.
مصطفى صادق الرافعي: 5 قصائد=47 بيتا كلها تنتهي بفعولن
زكي مبارك:13 قصيدة=195 بيتا كلملة كلها تنتهي بفعولن ..
أعتقد أن فيما اوردته الدليل الكافي و الحاسم على ما ذكرته من قبل حول مخلع البسيط. (أي انفراده كشكل موسيقي عن بقية
أشكال مجزوء البسيط أولا و اطراد التقاء الوتدين فيه ثانيا) اما ابيات زهير -إن صحت نسبتها إلى مخلع البسيط فهي شذوذ
مطلق كما تبين الإحصاءات التي قمت بها، و قد كنت احسبني بمناى عن إثبات هذا الامر البدهي و إلا ما تجشمت هذا الجهد.
فهل أنت تجيز في الوتد الأصلي أن يتحول إلى سببين
و من يجيز ذلك و أين اجزته انا؟ أولعلك تقصد أن يتحول إلى سبب لا سببين؟ إن كان الامر كذلك فنعم، الأذن العربية تجيز
تحول فاعلاتن إلى فالاتن في ضربي الخفيف و المجتث.
أم تمنع الوتد الظاهري من العودة إلى أصله (سببين)
لا أمنعه أنا و لكن الأذن العربية منعته من العودة إلى أصله في مخلع البسيط كما بينته
بالاحصاءات الدامغة و الحجة البالغة!!
وما قولك في قصيدة الحارث بن حلزة التي أورتها ألا ترى فرقا بينهما أيضا
ففيها ورد الوتد الظاهري في 42 شطرا وعاد إلى أصله في 122 شطرا بينما الوتد الحقيقي جاء في كل الأشطركما هو:
أليس من فرق؟
يستحيل ان تتقبل الأذن العربية قطع مستفعلن في حشو الخفيف و هذا هو السبب في حفاظ الوتد الاصلي على وضعه. و لكنها لا
¥