أو حين رؤية عمرو
العبارة هنا، بل الجملة كلها قلقة نافرة من حيث التركيب، وسوف أعود لها من البيان - بإذن الله -. وقال قراقوش فيما لم يوفق في صوغ عبارته:
وقبلهم قدراً وعزماً
جملة أو مفردات معطوفة أو ماذا؟! هنا الأديب لم يوفق أبدا في صناعة الجملة، وسبّبب الغموض كثرة المعطوفات، وكثرة المعطوفات تحدث ثقلا في النص فما بالم إذا تعدد أجراس الكلم المعطوفة. بلا شك سوف يفسد نغم الخاطرة.
ومما لم يوفق في حبك التركيب قوله:
ألقيتها درساً
لماذا جعل أديبنا خطب الرسول وكلامه ومواعظه وصولاته وجولاته (درسا) واحدا؟! أليس هذه خطأ مناف لجمال النص. ولقد كان من الأولى أن يجعل التركيب جمعا (ألقيتها دروسا) سيكون التعبير أجمل؛ لأن دروس جمع كثرة تدل على أقوال وأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وأيضا قوله
ورددت صداه
وما قيل في (درسا) يقال في (صداه). ولمَ تجعل هيلمان الرسول وعظمة بقائه على الأرض حيا متكلما مقاتلا خطيبا نائما مبتسما مازحا هذا كله درس وصداه، ولا نغفل أنك قلت: درسا وصدى، وفيه مزاوجة من جهة، ولكن المعنى هنا أثّر على اللفظ، وزاحمه بالحقيقة الواقعة كثيرا كثيرا أخي قراقوش.
ومن التركيب التي لم يوفق بها الأديب قوله:
ولا تطبق الأخشبين
هذه جملة مقحمة إقحاما على النص، وثقلها في النص ظاهر، ويبدو التلكلف في تلوين اللوحة الجميلة بألوان التضمين.ومنها أيضا:
وخير المؤمن القوي
وهذه جملة بمنتهى التنافر، وليس لموقعها أي جمال، بل إنها إن جازت لغويا فهي على بعد وضعف وتكلف، والذي سبب هذه التنافر هو التكلف بكثرة التضمين.ومن التراكيب المتكلفة في النص:
ولن تبرحك
ما برح جامد، لا يتعدى بنفسه أبدا ألم تقرأ قول الله: (لن نبرح عليه عاكفين). وهذا تركيب خاطئ في العربية.
وقد تعددت الأخطاء النحوية، وهي قليلة في النص إلا أنها موجودة، وهي:
تبدو مواقفُ َ
مواقف الأفضل - من وجهة نظري - أن تكون فاعلا للفعل تبدو مرفوع ولعامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ويجوز أن تكون حالا منصوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.ولكن دون تنوين؛ لأنها ممنوعة من الصرف.
وقبلهم قدرٌ وعزمٌ
هكذا أفضل ليكون الإعراب:
قبلهم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. والميم للجمع.وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم.
قدر: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامةر فعه الضمة الظاهرة. ومن الأخطاء النحوية:
رسمت بيمينك الطاهرة .. ملاحمَ
ملاحم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. لقد كتبتها منصوبة. نعم، وللكنها لا تنون؛ لأنها ممنوعة من الصرف أخي:).
ومن الأخطاء النحوية:
ولا يزال بك الهم
الخطأ النحوي هنا قلب ظهر المجن عليك أخي قراقوش تسألني كيف:)؟!
أقول لك: أسلوب (لا يزال) للدعاء. فإذا قلت: لا يزال فأنت تدعو أنه لا يزول عنه، ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر لا يحضرني الآن الشطر الأول:
* فلا زال منهلا بجرعائك القطر *
فالشاعر هنا يدعو لأرض معشوقته أنه لا يزول عنهم المطر، ويهطل عليهم.
وإذا قلت لي: أنا أقصد أن الهم موجود، ولن يتغير. سأقول لك: نعم، الهم لن يتغير وسيبقى، ولكنك لا تدعو عليه، فالمعنى النحوي هو السبب:).وبعد هذا الكلام والفائدة النحوية - أخي قراقوش - ما رأيك بقولك:
ولا أزال أنا النبي
كيف يكون المعنى هنا؟! أعتقد أنك الآن عرفت عدم توفيقك في هذا التركيب.
وسترى لك في القلوب منازلَ
صدقت، منازل منصوب لأنها مفعول به، ولكنها لا تنون؛ لأنها ممنوعة من الصرف.
لا يعدو - يبدو
ذان خطآن إملائيان أنت أعلى منهما كثيرا كثيرا يا أديبنا قراقوش.
فالألف لا توضع إلا بعد واو الجماعة فقط، والفعلان (يعدو) و (يبدو) ليست الواو فيهما واو الجماعة.
من لم يُقد ويطير في خيشومه ---- رهج الخميس فلن يقود خميسا
البيت فيه نظر؛ لأن قولك (ويطير) معطوف على (يقد)، والفعل (يقد) كما تعرف مجزوم وعلامة جزمه السكون، وحق (يطير) أن يكون مجزوما على السكون - أيضا - لأنها معطوفة على مجزوم، والمشكلة إذا طبقنا الإعراب فسد تركيب البيت.
ومعنى البيت جميل جدا جدا، ولكنه سيء من الناحية النحوية، وليس من حق الشاعر في الضرورة أن يلحن، وهذا - كما لا يخفاك - لحن واضح.
أخيرا، ما كتبته أنا من الملاحظات لا تنقص قدر هذه الخاطرة الجميلة الراقية، ولقد سررت ببقائي معها،وما كتبته هو نتيجة قراءتي الشخصية.
وأسأل الله لك السمو والرفعة لما تطلبه من حياتك.
مودتي وتقديري أخي الحبيب قراقوش، ولي طلب عليك، وهو: أرجوك غير معرفك إلى - مثلا - عذب البيان أو نبض الحرف - حرف الجمال أو أي شيء آخر أجمل من هذا، ولك التحية.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[13 - 09 - 2009, 04:02 ص]ـ
تصحيح الأخطاء الواردة سهوًا إبان الكتابة إذ لم أستطع التعديل:
1 - وضربت بكفك على الزمان بعد الاقتباس كلمة (كلف) والصواب (بكف)، وبعدها بقليل (شيئا)
2 - قصيدة ابن زيدون وردت كلمة خاطئة وهي (يفظحه)، والصواب (يفضحه)، وكذلك علامة الاستفهام في آخر بيت من القصيدة.
3 - بعد اقتباس المفردات الجزلة كلمة خاطئة وهي (أيبنا) والصواب (أديبنا)
4 - بعد الاقتباس (وقبلهم قدرا وعلما) كلمة (سببب) ثلاث باءات، والصواب (سبب)، وبعدها قليلا كلمة خاطئة، وهي (فما بالم) والصواب (فما بالك) وعلامة الاستفهام بعد السؤال.
5 - بعد الاقتباس (تبدو مواقف) الكلمة الخاطئة (وعامة) والصواب (وعلامة)
6 - بعد الاقتباس (رسمت بيمينك الطاهرة) والكلمة الخاطئة (وللكنها) والصواب (ولكنها)
7 - بعد الاقتباس (ربيع مغانيك) كلمة (حاضر) والصواب (حاضرا) لأنه خبر مازال منصوب.
8 - والزيادة في المبنى دليل على الزيادة في (المعنى).
ودمتم.
¥