تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الهدف فيها! حكت لي أن المباراة قد صارت مادة الحديث بين بائعات الخضروات في السوق المجاورة لنا! واستعمال لمصطلحات حربية وجحيم سيشهده استاد القاهرة على حد ما فعله أحد المدربين يوما ما لما تعمد تأخير مباراة مع المغرب إلى يوم السادس من أكتوبر: يوم العبور ليستنهض همم اللاعبين فتلقفتها الصحف المغربية وفهم الأمر أن بلادهم قد صارت على حد الكيان الصهيوني عدوا لمصر وتوترت العلاقة بين البلدين المسلمين نحو سنة بسبب تصريح غير مسئول من شخص ليس أهلا للكلام في عام أو خاص وإنما أحدث فقط فرقعة إعلامية كتلك التي شهدناها في الفترة الماضية وهو ما حذر منه العقلاء آنذاك فلم يسمع أحد، أو سمع واستبعد وقوع فتنة بسبب مباراة كرة، فالأمر لا يتعدى حماسا زائدا من جمهور الكرة وهو جمهور معروف في الجملة لا سيما جماهير الدرجة الثالثة بسوء الأدب قولا وفعلا فلا يستغرب منه أي تصرف خارج سواء في مصر أو الجزائر أو أي بلد، وهو الجمهور الذي نجح مثيرو الفتنة الكروية! في توجيهه أحسن توجيه في كلا البلدين، مع بعض الشائعات من قبيل: مقتل ثمانية مشجعين جزائريين نقلتها الصحف الجزائرية دون تثبت وقد أنكرها السفير الجزائري بعد فوات الأوان فالجمهور المتحفز ينتظر من يثيره ولو بشائعة وجاءت الطامة الكبرى: شائعات عن تعرض بعض الطالبات الجزائريات في مصر للتحرش!، ولو صدق ذلك لكان مصيبة بل فضيحة!، ولا أدري ما صحة هذا الخبر، ولا أدري صحة ما أنقله أصلا، وإنما أحكي لكم ما يسمعه رجل الشارع العادي في كلا البلدين، فمع الشحن الزائد وقلة الأدب المتبادلة والتي كانت خفية في مواقع الإنترنت، ثم ظهرت واستغلتها الفضائيات التي تحسن التجارة بمشاعر الجماهير، ومع سكوت الساسة في كلا البلدين، بل تسهيل نقل الجماهير المشحونة المستعدة للقتال عبر جسور جوية وبرية بأسعار مخفضة وتأشيرات مجانية، والأمر بالنسبة إليهم فرصة لحشد الجماهير المحملة بآلام حقيقية دينية ودنيوية بحثا عن وهم يلهيهم، مع كل ذلك ماذا تنتظر من أهل الجزائر في معركة الخرطوم!، وقد ترسخ في عقولهم التي طبع الإعلام فيها أن دمائهم ونساءهم لم يسلمن في مصر، ثم في الخرطوم يأتي المصريون، أو تأتي الأخبار: اعتدي علينا وتحرش بنسائنا أيضا!، وتلك أيضا مصيبة بل فضيحة لو صح الخبر، فواحد واحد! هكذا سيقال، مع أن المرأة التي ترضى بحضور مباراة كرة قدم عموما ومباراة كهذه خصوصا تم الإعداد لتفاصيلها على هذا النحو: امرأة سفيهة تستحق وهي ووليها التعزير وإن لم يجز ذلك التحرش بها أو التعدي عليها فليس ذلك في أي دين أو شريعة أرضية أو حتى عرف ولو كان بدائيا ومن تعرض لمواطن الفتن فلا يحزن إذا ناله شيء منها، ثم لا يلبث الشيطان أن يولد في نفوس المصريين الشعور بالهزيمة في المعركة فضلا عن الخسائر فيبدأ الشحن استعدادا لأول لقاء رياضي، ولا عاقل يتكلم بل النبرة تزداد ارتفاعا، خاصة في مصر مع ما لها من ريادة إعلامية استغلت في هذه النازلة استغلالا سيئا ولد مزيدا من التوتر!، ويبدأ التنابز بالألقاب والتعدي على ثوابت كل بلد وكأنها معركة بين مسلمين وكفار!: يا برابرة، مع أن البربرية ليست سبا، فيرد الطرف الآخر: يا فراعنة أو يا صهاينة في إشارة إلى تخاذل القيادة المصرية في حرب غزة الأخيرة، مع أننا كمصريين لم يكن لنا بشهادة المنصفين قدرة على النصرة إلا بما أوتينا من قوى محدودة، ثم يتعدى المصريون كما قالت إحدى الأخوات من الجزائر في فضائية: يا بلد المليون ونصف ...... !، وكان المنطقي أن يكون: شهيد، ولكنها ذكرت لفظا آخر، ولا أدري كالعادة فكلها سماعات: هل جن أحد في مصر فقال ذلك أو أنها إشاعة، فصارت الجزائر: جزائر ثورة أبناء الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله الذي خرجت تلك الثورة من مساجد جمعية العلماء المسلمين التي أنشأها وهو والشيخ محمد البشير الإبراهيمي وساهم في نشاطها أفاضل من أمثال الطيب العقبي ومبارك الميلي والعربي التبسي رحم الله الجميع وإن خالفني بعض إخواني في ذلك فليست الثلة الحاكمة في الجزائر إلا ثلة من العسكر والعلمانيين قطفوا ثمارا لم يغرسوا شجرتها كما هو الحال عندنا في مصر فالعسكر قد وصلوا إلى سدة الحكم في انقلاب تكشفت معالمه بعد ذلك لا سيما بعد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير