تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فضيحة 67، صارت جزائر القرآن الذي هو أقوى من فرنسا كما صرح وزير المستعمرات الفرنسية في سنة 1930 الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، صارت لجهل ألم بنا: بلد المليون ونصف: .......... !، فيرد أهل الجزائر: يا أولاد الراقصة ........ !، فصار أبناء أكبر دولة إسلامية في المنطقة أبناء مصر: الناصر صلاح الدين والمظفر سيف الدين قطز، وهم الذين استعمل الله، عز وجل، فئاما منهم في حفظ هذا الدين والذب عن بيضته ولو لم يكن لهم إلا عين جالوت وما تحملوه في الحروب الصليبية وكانت مصر جبهة رئيسة فيها لكفاهم، فضلا عن دورهم الريادي في حفظ كثير من العلوم الإسلامية وتحملهم لسنوات الحرب التي هزموا فيها لفساد قيادتهم قبل أن يرد الله عز وجل لهم شيئا من كرامتهم فرط فيه الساسة كالعادة في كامب ديفيد، صار أولئك أبناء الراقصة: ....... ! فماذا يكون حال الجزائري والمصري في الشارع إذا سمع ذلك التنابز ألن تنتفخ أوداجه طلبا للثأر ممن نال من كرامته وعرضه، فهذا شهداؤه: ....... !، وهذا أمه راقصة!، والسبب: مباراة كرة قدم، أظهرت من كوامن أنفسنا الجاهلية ما أظهرت، ولا أدري هل وصل الأمر إلى حد التكفير والإخراج من الملة أو لا وليس ذلك بمستبعد.

فأين الحق من ذلك؟!، ومن يجزم بصحة كل دعوى؟!، ومن يعيد لكل صاحب حق حقه؟!، ولو صح أن هناك معارك بالأسلحة واعتداء على الأعراض هل ستنزل منزلة دماء وفروج الجاهلية فتكون هدرا؟!، لقد كانت نكتة غفل عنها أهل الفضل حتى صارت نازلة بين أمتين مسلمتين، وتدخلات أهل الفضل في كلا البلدين غير كافية لترطيب الأجواء، كالمبادرة التي تقدم بها بعض الفضلاء في البلدين، أو كقصيدة كالتي ألفها المهندس صبري، حفظه الله وسدده، أو ككلمة لشيخ، أو كاستضافة العائلات الجزائرية المصريين العاملين في الجزائر لقضاء إجازة العيد معهم في بادرة خير مشكورة، أو كسلسلة في قناة فضائية كالمستقلة، مع أن معظم المتصلين كانوا متأثرين بالشحن الزائد، ولم ينجح البرنامج، والله أعلم فذلك نظري القاصر، في تحقيق هدفه مع حسن قصد مقدمه وضيوفه، لأنه جاء قبل أن تهدأ النفوس بعد هذه الفضيحة التي دعا فيها الكيان الصهيوني البلدين إلى التهدئة وإعمال العقل!، والموضة الآن في مصر: من أراد أن يجامل القيادة السياسية فليشتم أكثر، ولا أدري ما الحال في الجزائر، فالإخوة هناك يخبرونكم عن أحوالهم، والشباب مشحون من أجل مباراة كرة قدم صارت الآن ثأرا، والمصيبة كل المصيبة أن الأمر تعدى ذلك إلى التعدي ولو باللفظ للأعراض بشكل علني تجاوز فيه الكل الخطوط الحمراء، فهذه مما لا ترفعها كلمة طيبة من أحد الفضلاء في كلا البلدين بل لا بد أن يتصدى لها أهل العدل من أهل العلم لو كان لهم وزن أصلا ليحكموا بالعدل في تلك المهازل، فيقولوا ولو من باب البلاغ: حكم الشرع في أمر كهذا: كذا وكذا، فلو كان الناس معظمين لهم فستهدأ نفوسهم ولو لم ينفذ منها شيئا لأنهم سيعلمون آنذاك ما الواجب عليهم تجاه إخوانهم في البلد الآخر، هل يبدؤنهم بالسلام أو ينزلوهم منزلة أهل الكتاب؟! وما الواجب عليهم تجاه إخوانهم في بلدهم إذا أثاروا الأمر حمية وعصبية، فليسأل أهل المصرين الفضلاء من أهل العلم في كليهما عن حكم الشرع في هذه النازلة، وهل هي من صور: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فقد وقع قتال بالفعل على الإنترنت والفضائيات ثم انتقل إلى الملاعب والشوارع وحول السفارات والمؤسسات وحتى أهل البيوت لم يسلموا فروعت النساء والأطفال وتدخلت قوات الأمن لتأمينهم من أجل: مباراة كرة قدم!، وكما قال أحد الضيوف في قناة المستقلة: إن لم يتم عمل تحقيق محايد نزيه في هذا الأمر تنفذ نتائجه مع اتخاذ إجراءات حقيقية لمنع وقوع هذه المهازل في المستقبل فإن الأمر لن يحل بل غايته أن يبرد إلى حين موقعة رياضية أخرى تعد لها الجماهير من الآن!، وليت أهل العلم يتولون هذا الأمر، مع أنه عند التحقيق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير