ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 08:12 م]ـ
(لله درك أيها المهاجر)
ـ[نبراس المعالي]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 09:42 م]ـ
كتب الأستاذ الفاضل إيهاب أحمد مقالا رائع حول هذه المبارة فأفاد و أجاد سدد الله خطاه حيث فقال:
فقد أطلعتْنا وسائل الإعلام على أنباء عن معارك وإصابات ودماء، وعن دعاوى للمقاطعة بكل أشكالها، وعن أزمات دبلوماسية وسياسية، وصلتْ إلى حدِّ التلويح بالحرب، وربما يظن البعضُ أنني أتحدَّث عن معركة عسكرية بين المسلمين واليهود، لكن الحقيقة المؤلمة أنني أتحدث عن تداعيات مباراة في كرة القدم بين فريقين لبلدين مسلمين!
لقد بدأ الأمر بفتنة من بعض المتعصبين؛ بسبب مباراة في الكرة، ثم تحوَّل الأمر بعد ذلك إلى مباراة في الفتنة، تقودُها شرذمةٌ ليس فيهم رجل رشيد، سعتْ بالإفساد وتأجيج نيران الفتن، غيرَ عابئةٍ بما قد يؤول إليه ذلك السلوكُ المَشين من نتائجَ وخيمةٍ لا تحمد عقباها، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الدعوة لشنِّ حربٍ تذكِّرنا بحروب أهل الجاهلية، التي جرتْ فيها أنهارُ الدماء؛ بسبب سباق للخيل، أو أبيات من الشعر.
لكن هذه التداعيات في الوقت ذاته كشفتْ لنا عن جملة من الأدواء الخطيرة التي ألمَّتْ بجسد هذه الأمة، والتي يجب أن نحرص على علاجها بكل سبيل، ومن هذه الأدواء:
1 - إثارة النعرات والدعوات الجاهلية:
إن كل دعوى للتفريق بين المسلمين، وتعظيم جنس على غيره، فهي دعوى جاهلية، وهذه الدعوى منتنة، أمَرَنا الرسولُ الكريم أن نتركها وندعها؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: "كنا في غزاة، قال: فكسع (أي: ضرب) رجلٌ من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما بال دعوى الجاهلية؟!))، قالوا: يا رسول الله، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: ((دعُوها؛ فإنها منتنة)) [1].
إن التفاضل بين المسلمين يكون بالتقوى والعمل الصالح، لا بالأنساب والأحساب والأجناس والأنواع؛ قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، إن ربَّكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجمي، ولا عجمي على عربي، و لا أحمر على أسود، و لا أسود على أحمر، إلا بالتقوى)) [2].
2 - نسيان حقوق الأخوة الإسلامية:
إن الأصل في العلاقة بين المسلمين أن تقوم على الإخاء والمحبة في الله - عز وجل - وهذه الأخوة الإيمانية لها حقوقٌ عظيمة؛ كما وضحها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال: ((لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا - عِبَادَ اللَّهِ - إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ)) [3].
فإن وقع الخلاف، فإن واجب الجميع هو اللجوء لإصلاح ذات البَيْن، والتقريب بين الإخوة المسلمين؛ كما قال الله - عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].
3 - هجر عقيدة الولاء والبراء:
¥