. ولا بد مع ذلك من التدرج فى تغيير الأوضاع والأخلاق والعادات .. ذلك أن تغيير العادات ليس بالأمر السهل، فإذا حاول الواحد منا أن يقلع عن كل عاداته السلبية دفعة واحدة، فقد يشعر أنه حقق قفزة نوعية كبيرة، لكن الانتكاس يكون آنذاك أمراً وارداً. أما إذا عزم على أن يتخلص كل سنة من عادة أو عادتين من عاداته الرديئة، و‘حلال عادات حسنة فى محلها، فإنه ينتقل من شخص عادي أو أقل من عادي، إلى شخص جيد أو ممتاز خلال مدة طويلة نسبياً، لكن التغيير آنذاك يكون مأموناً وراسخاً بإذن الله تعالى .. ) ص 29 – 36 بتصرف.
ـ[محمد المصري]ــــــــ[21 Feb 2008, 11:13 ص]ـ
يقول الله عز وجل: " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا، وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " التغابن 16.
.. أيها المؤمنون ابذلوا جهدكم فى طاعة الله، ولا تكلفوا أنفسكم ما لا تطيقون، واسمعوا ما توعظون به، وأطيعوا ما تؤمرون به، وأنفقوا فى سبيل الله من أموالكم يكن خيراً لأنفسكم، ومن سلم من البخل والطمع الذى تدعو إليه النفس، فقد فاز بكل مطلوب، ونال الفلاح الأبدي ..
ولنا مع هذه الآية المباركة وقفات:
الوقفة الأولى:
أنه كثيراً ما تختلط علينا القدرة بالإرادة، حيث نظن، أو نعتقد أننا لا نستطيع فعل كذا وكذا، وتكون الحقيقة أننا نستطيع فعلاً القيام بذلك لكن لا نريد أن نفعله .. !!
.. نعم .. إننا فى أحيان كثيرة لا نحاول، ولا نهتم، ولا نتهيأ .. ومع ذلك نقول إننا لا نستطيع!!
بل ربما تحوّل ذلك لدينا إلى لون من ألوان الكذب " ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين " التوبة 46.
الوقفة الثانية:
تبين من قصة اعتذار المنافقين عن الخروج إلى تبوك أن مشكلتهم لم تكن مشكلة قدرة، وإنما كانت مشكلة إرادة ...
ونحن إذا تأملنا أحوال المسلمين اليوم وجدنا أن ضعفهم وانحطاط مكانتهم .. كل ذلك لا يعود إلى ضآلة الإمكانات على نحو أساسي .. وإنما هو فى الأغلب يعود إلى أنهم لا يديرون الإمكانات التى فى حوزتهم على نحو جيد، كما أنهم لا يملكون من صلابة الإرادة وقوة العزيمة ما يكفي لتحرير الطاقات وتوظيفها على النحو الأمثل ..
الوقفة الثالثة:
يسيطر اليأس والإحباط على كثير من الناس، حتى أن الواحد منهم ليعتقد أنه أصبح أشبه بالسجين، وإن الخيارات أمامه شبه معدومة .. وهذا – ولا شك – غير صحيح؛ فإن كون الدنيا دار ابتلاء واختبار يعني بصورة دائمة أن هناك شيئاً يمكن أن نفعله ..
ومن هنا نقول: إن مشكلة المسلم الحقيقية ليست مع المستحيل، وإنما مع الممكن، وليست مع الصعب، وإنما مع السهل، وليست مع البعيد وإنما مع القريب ..
إنه لا ينبغي لأحد أن يتكلم فى الأمر المستحيلة التى لا يستطيع إنجازها وتحقيقها قبل أن يبذل وسعه، ويستنفذ طاقته فى الممكن والمتاح ..
إن مما هو جدير بالملاحظة أن يغلب على أحاديثنا وعلى مجالسنا التعرض لذكر ما لا نحسن، وما لا نستطيع، وما لا ينبغي، وما لا يجوز؛ على حين أنه قلما نتحدث عما نريد، وعما نطلب، وقلما نتحدث فى كيفيات تحقيق ما نريد، وقلما نتحدث عن الشروط التى يجب توفرها حتى يصبح ما نحلم به، ونرجوه شيئاً واقعاً وملموساً ...
فمتى نحاول التحدث فى الممكنات والخيارات المتاحة والبدائل؟!!
الوقفة الرابعة:
إذا أردنا أن نمتثل لأمر الله تعالى على قدر الوسع والطاقة، فإن علينا أن نقوم بعدد من الأمور منها:
1 – أن نباشر ما هو ممكن ومتيسر لنا. ونحن على يقين أن عمل ما هو ممكن اليوم، يجعل ما ليس ممكناً اليوم ممكناً غداً ..
2 – إننا كثيراً ما نحرم أنفسنا من عمل المستطاع والمتيسر لأننا نطمح لأشياء أكبر من طاقتنا ..
شىء جميل أن يطمح الإنسان، وأن تكون آماله كبيرة، لكن على المرء أن يكون حذراً من أن تكون لديه فجوة كبيرة بين ما هو ممكن، وما هو مطلوب ..
إن الكثيرين منا أصبحوا مأسورين فى معادلة سيئة مفادها أن: ما هو ممكن لا نريده، وما نريده ليس ممكناً، وبالتالي فنحن فى إجازة مفتوحة، نمارس العطالة والبطالة .. ) ص 38 – 46 بتصرف.
ـ[التواقة]ــــــــ[05 May 2009, 03:17 ص]ـ
ليتك تعرض مزيداً من الوقفات مع الكتاب.
أحسنت عرض الكتاب وشوقت القارئ لشراء الكتاب.
ماهي الدار الناشرة للكتاب؟