تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مفاهيم قرآنية فى البناء والتنمية]

ـ[محمد المصري]ــــــــ[30 Nov 2007, 05:22 م]ـ

قراءة في كتاب "مفاهيم قرآنية في البناء والتنمية"للدكتور عبد الكريم بكار.

هذا الكتاب من الكتب الذي أقل ما يوصف به انه رائع نظراً لما يحتويه من مفاهيم تربوية ومعاني قوية وصادقة تعين في نهضة الفرد والأمة،لذا أتم أختيار بعض النقاط المضيئة في الكتاب لعرضها.

(إن التفكير ينمي العقل، كما ينميه الحوار والنقد والمراجعة والمقارنة .. والقرآن الكريم حث على ذلك ..

لقد اهتم القرآن الكريم بالثقافة والتعلم ..

ولعل من أكثر ما يلفت النظر أن أول آية من كتاب الله نزلت كانت تحث على القراءة: ** إقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذى علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم} العلق 1 – 5.

والآيات الواردة فى مكانة العلم والعلماء كثيرة ومشهورة، ومنها قوله سبحانه: ** قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكّر أولوا الألباب} الزمر 9.

وقوله تعالى: ** إنما يخشى الله من عباده العلماء، إن الله عزيز غفور} فاطر 28.

إن القرآن الكريم يركّز على نحو كبير على بناء ثقافة المسلم على أسس صحيحة، وذلك من خلال تمليكه عدداً كبيراً جداً من المفاهيم التى تساعده على تكوين صورة ذهنية جيدة عن نفسه وعن الحياة والأحياء من حوله.

.. إن الثقافة للعقل أشبه بالنظارة التى نضعها على عيوننا، وكما أن الأشياء تتلون بلون تلك النظارة، والعقل يرى الأشياء من أفق الثقافة والخبرة التى توفر له ما يحتاج من صور ومفاهيم وانطباعات .. بل لا يستطيع العقل أن يحدد مجرداً عن المعرفة والثقافة ما هو المهم، وما هو غير المهم، أو اللائق وغير اللائق ..

ومن أمثلة ذلك أنه حين غزى الأوربيون أفريقيا فى القرن التاسع عشر استهجنوا تبذل المرأة الأفريقية وعدم اهتمامها بمسألة الستر، وكان ذلك يرجع إلى أن المرأة الأوربيةوقتها – كانت تلبس لياساً ساتراً إلى الكعبين، وكثيراً ما كانت تضع شيئاً على رأسها .. !!

وبعد ذلك تحوّلت الأمور إلى ما نشاهده اليوم من تكشف وسفور وتجاوز لكل الحدود .. !!) .. ص 23 – 26. بتصرف.

يتبع إن شاء الله.

ـ[محمد المصري]ــــــــ[30 Nov 2007, 08:15 م]ـ

(التغيير سنة من سنن الله تعالى فى الخلق، وشأن كبير من شؤون البشر. وهو جزء من ابتلاء الله تعالى للخلق فى هذه الحياة .. فهو سبحانه وتعالى يقلّب الناس فى أحوال وأوضاع من اليسر والعسر والمنشط والمكره لتتجلى عبودية عباده .. وليعلم سبحانه كيف يقاومون أهواءهم، وكيف يستخدمون إمكاناتهم.

... والقرآن الكريم يعلمنا أن التغيير فى حياة المسلم يجب أن يهدف دائماً إلى الإصلاح وتحصيل الخير، كما يهدف أيضاً إلى الإقلاع عن الخطأ والتخلص من الأشياء السيئة ... " ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، وأن الله سميع عليم " الأنفال 50 – 53.

وقال سبحانه: " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم " الرعد 11 ..

لقد ربط الله بين نوعين من التغيير: تغيير يحدثه الناس على صعيدهم الشخصي من خلال تغيير ما بأنفسهم، والذي ينعكس إيجابياً على سلوكاتهم وعلاقاتهم، أما التغيير الثاني فيحدثه الله لهم فى أرزاقهم وأوضاعهم العامة .. وهذا التغيير لا يحدثه الله – تعالى – لهم إلا إذا حدث التغيير الأول ..

... ولذلك فإن من كياسة المسلم وحسن نظره لنفسه، ألا يتوقع الاستمتاع بنصر لم يخض معاركه ..

... وعلى طريق التغيير ليس هناك من حل سوى أن نضع برنامجاً للأمور التى يجب أن نباشرها، ثم نحاول الالتزام بذلك البرنامج على قدر الإمكان .. ومن المفيد فى هذا الشأن أيضاً أن يعوّد الإنسان نفسه على طرح السؤال التالي: ما الشىء الذى فى إمكاني أن أفعله الآن لكني لم أفعله؟ ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير