تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بحث حوار مع الحركات الجهادية في هذه المرحلة]

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:10 م]ـ

حوار مع الحركات الحهادية

في مرحلة الاستضعاف

حوار مع التنظيمات السرية

إن الله أرسل خاتم النبيين محمدا ? بالقرآن ولا يزال القرآن غضا طريا كما أنزل ومنه قوله ? فاصدع بما تؤمر ? الحجر 94 ومن المثاني معه قوله ? فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء ? الأنبياء 109 ويعني أنه ? لم يخف عن بعض الناس رسالة الله إليهم وإنما صدع بها وجهر ليستوي الجميع في العلم بها وهو مدلول الإيذان على سواء، ومن زعم أن رسول الله محمدا ? كانت له تنظيمات سرية يسر إليها بعض رسالته ويخفيه عن العامة فقد أعظم الفرية.

إن حرف الحجر يعني الأمر بوجوب إعلان أن الأوثان لا تضر ولا تنفع وأن الناس في ضلال مبين إن لم يهتدوا إلى أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن، وهي الحقائق الكبرى التي أخفى إعلانها عن جمهور أهل مكة وحدث بها خواصه قبل نزول حرف الحجر.

ويحتج أصحاب التنظيمات السرية بأن إقامة الخلافة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولست أدري من أين علموا وجوب إقامة الخلافة على المسلم المغلوب على أمره، وهل يصح اعتقاد أن النبيين والرسل الذين لم يستخلفوا ومنهم نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وعيسى ومثل هود وصالح وشعيب قد تركوا واجبا.

ويعني حرف الأنبياء أن النبي الأمي ? قد أبلغ رسالته وهي القرآن علنا لكل الناس سواء منهم المؤمنون الذين اتبعوه والكفار الذين تولوا عنه.

ولم يكن من تفصيل القرآن أن نبيا أو رسولا أنشأ تنظيمات سرية وإذاً لكان موسى وهارون أولى الناس بها لإنقاذ شعبهما المستضعف من الإبادة الجماعية.

إن قوله:

? ? قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ? يوسف 108

? ? يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه ? الأحزاب 45

? ? الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ? إبراهيم

? ? ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ? المائدة 16

? ? وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ? النساء 64

? ? وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ? السجدة 24

? ? وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات ? الأنبياء 73

لتعني أن الدعوة إلى الله ليست عملا يختاره المسلم لنفسه يدعو كيف شاء.

إن الرسول النبي ? كان يدعو إلى الله على بصيرة أي بوحي من الله إليه يرشده ويأمره بتكليف الله، وأرسله الله داعيا إليه بإذنه أي أن الله أذن له بالدعوة إليه وأذن له كذلك في أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور وأذن للناس في طاعته كما في حرف النساء، وهل يستطيع الدعاة أو قادة التنظيمات السرية والجهادية ادّعاء أن الله قد أذن لهم في دعوة الناس وقيادتهم وأذن للناس في طاعتهم.

إن قوله ? وداعيا إلى الله بإذنه ? ليعني أن سيكون دعاة بغير إذن الله وهكذا أصبحوا يدعون إلى الله على غير بصيرة وبغير إذنه.

إن قوله ? كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ? عمران 110 وقوله ? لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ? النساء 114 وقوله ? وافعلوا الخير? الحج 77 لظاهر في أعمال البر وإشاعتها بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لن تستطيع التنظيمات السرية تمثله.

حوار مع الفقهاء والحركات الجهادية في هذه المرحلة

دلالة في سبيل الله

إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن (سبيل الله) حيث وصف به في الكتاب المنزل تكليف فإنما لبيان أن رسولا قد تنزل عليه الوحي ليأمر الذين آمنوا معه خاصة بالتكليف الموصوف بأنه (في سبيل الله) كالهجرة والجهاد والقتال والإنفاق (في سبيل الله)، وبانقطاع الوحي بموت الرسول فلن يصح وصف تكليف مثله بأنه (في سبيل الله) ولو تمثله صحابته من بعده فضلا عمن بعدهم وهكذا فلم يهاجر (في سبيل الله) منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا إلا من خرج من بيته مهاجرا إلى محمد رسول الله وخاتم النبيين ? في حياته أو أمره بهجرة كالمهاجرين إلى أرض الحبشة في العهد المكي، ولم ينفق أو يجاهد أو يقاتل (في سبيل الله) عبر تاريخ البشرية إلا من وقع عليه مباشرة أمر نبي أو رسول فأطاعه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير