تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[للتحميل: "أين من القرآن تراجم القرآن؟ " للشيخ محمود الشبعان]

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Jan 2008, 07:10 م]ـ

في المرفقات كتاب مفيد بعنوان (أين من القرآن تراجم القرآن؟) للشيخ الفقيه المربي: محمود الشبعان، رحمه الله، وهو من علماء تونس الذين لم يكتب لإنتاجهم الاشتهار خارج البلاد رغم جودتها العلمية. توفي في الثمانينات من القرن العشرين، وله أكثر من 50 كتاب، منها كتاب: (الجامع المسير للفقه المالكي) في 3 مجلدات.

والكتاب المرفق، يقوم بدراسة مقارنة بين 4 تراجم للقرآن الكريم باللغة الفرنسية: لويس ماسون، كازيميرسكي، محمد حميد الله، والصادق مازيغ.

والكتاب يعرض مواطن الصعوبة في ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى، متخذا الفرنسةي كنموذج. ومن بين الصعوبات التي يتعرض لها بالتحليل وعرض الأمثلة:

1 - ترجمة اللفظ؟ أم نقل المعنى؟

2 - التقيد بالقوالب اللغوية القرآنية ولو على حساب القوالب اللغوية الفرنسية؟ أم مراعاة مجمل المعنى القرآني والتقيد بوقالب اللغة الفرنسية المترجم إليها؟

3 - تأثر الترجمة بثقافة المترجم، في مستوى الفهم والإحاطة، والإحساس بالنص ومضمونه، وتجاوبه مع لغة الترجمة، وسليقته فيها، وسرعة تنزلها على لسانه أو طرف بنانه.

4 - لكل مقام ما يوافقه من المقالات لفظا ومعنى. وللمقالات أيضا مقاماتها المرتبطة بها ارتباطا يجعل المقال أحيانا مغلقا موصدا لا ينفك له لغز إلا بمفتاح المقام .. و (أسباب النزول) مثلا، بعض تلك المفاتيح. كذلك (الناسخ والمنسوخ). فما مدى استيعاب الترجمة لهذا الأمر؟

5 - النص القرآني ليس شعرا ولا نثرا، ونغمته الموسيقية (أو ما يعرف بالفاصلة) غالبا ما تضيع في الترجمة لأن الترجمة تعتمد اللفظ، وتعجز عن ترجمة الفاصلة القرآنية، مما يضيع جانبا هاما من الخصائص القرآنية.

6 - المترجم غالبا ما يضيع (هندسة البناء) للنص الأصلي. فكل تغيير في تراص مقومات البناء يؤدي غلى تغيير في ذاتية البنيان وتبديل لماهيته. فليس قولك (نصر الله قريب) كقولك (قريب نصر الله)، ولا قول الله تعالى (السارق والسارقة) كقوله (الزانية والزاني)، ولا قوله (وأولات الأحمال أجلهن) كقولنا (أجل أولات الأحمال) ...

7 - رتبة اللفظ جزء من مضمونه: ظاهرة التأخير والتقديم في القرآن، وأغلب المترجمين أغفلوا عن الحفاظ عليها

8 - إغفال الرصيد اللغوي لللفظ العربي وترجمته بلفظ أقل ثراء في الفرنسية

9 - ضياع التراكيب اللغوية العربية وتكيفات الصوت ونبرته (مثل اللفظ الدال على التقريع أو التأنيب، أو الغضب، أو التوعد ... ) لعدم وجود مقابل لها في الفرنسية

10 - كثيرا ما ترد في القرآن تعابير تفيد عادة معنى معينا، لكن القرآن يعرض عن ذلك المعنى (كله أو بعضه) فيفيد معنى آخر، (غيره أو زائدا عليه). والمترجمون يغفلون عن ذلك.

11 - كثيرا ما يحمل اللفظ القرآني من المعاني ما لا يطيقه عادة خارج النص القرآني، فإذا بالمفردة الواحدة لا تنوء بأحمال تجند لها في غير القرآن عبارات متعددة وجمل وتراكيب، ولا تكاد تفصح. وهذا يغيب أثره في الترجمة. ومن أمثلة ذلك الرفع والنصب في قوله تعالى في سورة هود 69 عن ضيف إبراهيم: (قالوا سلاما، قال: سلام).

12 - عدم أخذ الوقف والترقيم القرآني بعين الاعتبار واستبدالها بعلامات المعتمدة في الفرنسية (النقطة والفاصل ونقطة الاستفهام ونقطة التعجب ... ). ومثل ذلك:

ألم. ذلك الكتاب. لا ريب فيه. هدى للمتقين

ألم: ذلك الكتاب! لا ريب فيه هدى للمتقين

ألم - ذلك الكتاب - لا ريب فيه. هدى للمتقين

ألم. ذلك الكتاب، لا ريب. فيه هدى للمتقين

13 - اختيار المترجم للفظ فرنسي يؤدي أحيانا إلى ضياع حكم فقهي مستفاد من اللفظ القرآني الأصلي.

14 - اضطراب الزمن (الماضي والحاضر والمستقبلي ... )، وضياع بعض المعنى في الأماكن الجغرافية

15 - أحيانا يأتي اللفظ القرآني بلفظ تعميمي، وهو دقيق في التعميم! ويعمد المترجم إلى ترجمته بلفظ مفصل للمعنى، فيضيع التعميم المقصود في اللفظ الأصلي.

16 - يعتمد المترجم في غالب الأحيان على قول مفسر لترجمة اللفظ أو المعنى، فيقع أحيانا في سوء اختيار للقول الراجح من المفسرين، فيؤدي غلى خطإ في الترجمة.

17 - يوجد أحيانا غمط وتدليس ومسخ لبعض المعاني

ويخلص الكاتب إلى استحالة ترجمة القرآن، ويدعو إلى الاعتناء أكثر بتحرير تفسير متقن يأحذ بعين الاعتبار كل ما يحتاج غير الناطقين بالعربية لمعرفته من معاني القرآن، ثم كتابته في لغاتهم اعتمادا على القوالب البلاغية لهلذ اللغات.

هذا باختصار شديد أهم عناصر الكتاب.

ملاحظة: آسف كثيرا على رداءة النسخة من الكتاب، طباعة وتحويلا إلى (بي دي إف). وقد ساعدني أحد الإخوة مشكورا في نسخه بالأمس، جزاه الله خيرا. ولعل الله ييسر إعادة طبعه في حلة أفضل.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 03:25 م]ـ

أحسن الله إليكم يا أستاذ محمد على إطلاعنا على هذا الكتاب القيم جداً، وقد قرأته وفيه فوائد كثيرة وهو جدير بالقراءة.

رحم الله مؤلفه وأسكنه جنات النعيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير