[حوار مع الأصوليين]
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Jan 2008, 09:19 م]ـ
حوار مع الفقهاء
للحسن محمد ماديك
أصول الفقه من الكتاب
إن إبليس كان من الجن وكان له ذرية كما في قوله ? وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني ? الكهف 50.
ولم يكن إبليس من الملائكة المخاطبين بقوله:
? ? وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الكهف 50 الإسراء 61 البقرة 34
? ? ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الأعراف 11
? ? وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ? ص 71 ـ 72
? ? وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ? الحجر 28 ـ 29
ولقد سجد الملائكة كلهم أجمعون من غيراستثناء كما في قوله:
? ? فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين ? ص 73 ـ 74
? ? فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ? الحجر 30 ـ 31
? ? فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ? البقرة 34
? ? فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ? الأعراف 11
? ? فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ? الكهف 50
ويعني أن إبليس كان من الجن ولم يكن من الملائكة كما لم يتضمن تفصيل الكتاب مثل قولنا إلا إبليس كان من الملائكة ففسق عن الطاعة، وانقطع إبليس من المستثنى منه فنصب إذ لم يكن من الملائكة وإنما كان من الجن وكان من الكافرين ولم يكن من الساجدين أما الملائكة فلا ذرية لهم ولم يكفروا لحظة واحدة بل كانوا من الساجدين والراكعين، وأبى إبليس واستكبر أن يكون مع الساجدين وهم أعم من الملائكة كما في قوله:
? ? قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين ? الحجر 32
? ? قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين ? ص 75
? ? قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ? الأعراف 12
وهو المشكل الذي لم يفقهه التراث إذ حسبوا أن إبليس كان يعبد الله مع الملائكة قبل أمرهم بالسجود لآدم فشمله الأمر وحسبوا أنه كان بينهم في السماوات العلى فخالفوا صريح القرآن الذي وصف إبليس بأنه كان من الكافرين ولم يكن من الساجدين وهيهات أن يكون مع الملائكة المقربين في الملإ الأعلى كافر لم يسجد لله من قبل.
ومن زعم أن وصف إبليس بأنه كان من الكافرين إنما يعني بعد أمره بالسجود لآدم لا قبله فليتأمل قوله ? وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين ? النمل 43 ولا يخفى وصف ملكة سبإ به قبل مجيئها إلى سليمان وأنها رغم ما أوتيت من العقل والفطنة وبعد النظر والتأمل فقد عبدت الشمس من دون الله لأنها كانت من قوم كافرين فأثّر فيها ما حولها من الناس وما تلقّته من التصورات والسلوك الذي لم تستطع تجاوزه ولا ثورة عليه بل فرض عليها التقليد وتعطيل السمع والبصر والتأمل والتفكر.
ولقد أنكر الله على إبليس ألا يكون مع الساجدين لآدم وأن لا يسجد إذ أمره مما يعني دخول من دون الملائكة من المخلوات في أمر الملائكة بالسجود فسجد الساجدون وهم أعم من الملائكة وشذ غير الساجد وهو إبليس وحده الذي فسق عن أمر ربه.
وهكذا تضمن تفصيل الكتاب أصلا من أصول الخطاب والتكليف وهو ما يسمى لدى التراث الإسلامي بأصول الفقه، وكان أمر الملائكة بالسجود لآدم يشمل معهم من دونهم من المخلوقات يومئذ فسجد الملائكة كلهم أجمعون وسجد بسجود الملائكة الساجدون غير الملائكة وشذ إبليس وحده، ويعني أن خطاب الأعلى يشمل من دونه فوا عجبا للفقهاء لم يفقهوا هذا وفقهه جميع المخلوقات من الدواب والطير يومئذ وهم أمم أمثال بني آدم كما في قوله ? وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ? الأنعام 38 وكانوا يومئذ من الساجدين إذ فقهوا أن خطاب وتكليف الأعلى يشمل من دونه.
وللمزيد من البيان والتفصيل فإن تفصيل الكتاب قد تضمن ترتيب المخلوقات كالتالي:
1. الملائكة والنبيون.
2. الذين آمنوا وهم صحابة النبي والرسول خاصة كما سيأتي بيانه في كليات من التفسير في بيان مدلول الإيمان.
¥