وفي الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/ 219: (وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة , وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث , أو حديثان , لا يقوم بهما حجة , والله أعلم.) اه
الأدلة
استدل الجماهير على مشروعية المسح بالأحاديث الواردة في مشروعية المسح وهي وإن كانت ضعيفة فتتقوى بمجموعها فقد جاءت من وجوه: عن عمر وابن عباس وعن السائب بن يزيد عن أبيه , وعن الزهري مرسلا وبالآثار الواردة في ذلك:
1 - 2 - حديث عمر وابن عباس رضي الله عنهما:
قال الحافظ في بلوغ المرام: (عن عمر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه. أخرجه الترمذي.
وله شواهد منها عند أبي داود من حديث ابن عباس وغيره ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن) اه
وحديث عمر صححه الترمذي 5/ 131 فقال: صحيح غريب
قال الصنعاني في سبل السلام 4/ 427: وفيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء. قيل وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرا فكأن الرحمة أصابتهما فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم.) اه
3 - حديث السائب بن يزيد عن أبيه:
وفي سنن أبي دواد 2/ 79: (حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه) اه
4 - حديث ابن عمر رضي الله عنه:
روى الطبراني 12/ 323: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفرا، لا خير فيهما، فإذا رفع أحدكم يديه فليقل: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، يا أرحم الراحمين - ثلاث مرات - ثم ذا رد يديه فليفرغ الخير على وجهه ".) اه
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 263: وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك.
5 - مرسل الزهري:
وفي مصنف عبد الرزاق 2/ 247: (عن معمر عن الزهري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند صدره في الدعاء ثم يمسح بهما وجهه , قال عبد الرزاق: وربما رأيت معمرا يفعله وأنا أفعله) اه
وهذا مرسل صحيح والمرسل حجة عند الجمهور وغير حجة عند الشافعي وبعض أهل الحديث إلا أن يعتضد به ما يقويه وهو هنا كذلك
ثم لو فرض أن الوارد في ذلك حديث واحد فقط وهو ضعيف فإن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما هو مقرر
آثار الصحابة والأئمة:
روى البخاري في الأدب المفرد ص 214: (حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال أخبرني أبى عن أبى نعيم وهو وهب قال رأيت بن عمر وبن الزبير يدعوان يديران بالراحتين على الوجه) اه
وفي مصنف عبد الرزاق 2/ 252: (باب مسح الرجل وجهه بيده إذا دعا: عن بن جريج عن يحيى بن سعيد: أن بن عمر كان يبسط يديه مع العاص , وذكروا أن من مضى كانوا يدعون ثم يردون أيديهم على وجوههم ليردوا الدعاء والبركة
قال عبد الرزاق: رأيت أنا معمرا يدعو بيديه عند صدره ثم يرد يديه فيمسح وجهه) اه
هذا آخر المطاف والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحب وأتباعه
عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعي
اليمن – صنعاء
بريد إلكتروني: [email protected]
(http://www.manarahnet.net/subPage.aspx?Page=CyHIOOVTbNeDWcOXDJVTTw==&CatID=444&SubID=%201231&co=443)
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[26 Jul 2008, 06:29 ص]ـ
للشيخ بكر أبوزيد رحمه الله رسالة مطبوعة في ذا الموضوع.