تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الثوم والفوم بقلم: أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري]

ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:40 م]ـ

قال أبو عبد الرحمن ـ عفا الله عنه ـ: في هذه المقالة بحث شرعي , وبحث لغوي , وبحث طبي لست من أهله إلا أن أكونه منذ أصبحت موضوعا للتطبب.

وخليق أن ابدأ باللغة لأن المعنى اللغوي جزء من التصور , وخليق أن يليه المعنى الطبي لكون الناس إليه أحوج في دنياهم.

وإنما بدأت بالناحية الشرعية لشرفها , ولأن الشرع هو المنطلق في حياة المسلم

1ـ أكل الثوم شرعا:

صح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ـ في صحيح مسلم وسنن أبي داوود ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ببدر (وهو طبق مستدير كالبدر) فيه خضرات من بقول.

فوجد عليه الصلاة والسلام لها ريحا , فأخبر بما فيها من البقول , فقال قربوها ـ يعني إلى بعض أصحابه ـ فلما رأه كره أكلها قال: كل فإني أناجي من لا تناجي.

فهذا نص بالإباحة.

وفي حديث أبي أيوب رضي الله عنه.أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أحرام هو؟.

فقال عليه الصلاة والسلام: لا ولكني أكرهه.

وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند مسلم: فلا يقربنا ولا يصلي معنا. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم: فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم.

وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها , فقال: من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس.

وفي الرواية الأخرى عند مسلم: وليقعد في بيته.

ولا يتعجل متعجل فيقول: نَهْي الرسول صلى الله عليه وسلم أكل الثوم عن غشيان المسجد وارد بعد النهي عن أكل الثوم فيكون مؤكدا لتحريمه ويكون حرمان الأكل من المسجد زيادة عقوبة.

قال أبو عبد ارحمن: يمنع من هذا الوهم التفصيل الوارد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند مسلم قال: لم نَعْدُ أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد , فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال: من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد.

فقال الناس حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس: إنه ليس لي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها.

وقد يقول قائل: ما لنا نحب شيئا كرهه رسول الله صله الله عليه وسلم؟.

فجوابه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سبب الكراهة في حديث جابر بأنه يناجي من لا نناجي.

وبيَّن هذه المناجاة في حديث أبي بأنه يأتيه الوحي.

قال أبو عبد الرحمن: وليس بعد رسول الله عليه وسلم من يأتيه الوحي فيكره الثوم في حقه.

وقد يقول قائل: هذا الثوم الذي أباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطبوخ فلعل النيء ليس كذلك لا سيما مع قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فمن أكلهما فليمتهما طبخا , وصح ذلك عن أنس رضي الله عنه.

قال أبو عبد الرحمن: والجواب من وجوه:

أولها: ليس حديث جابر نص على أنها مطبوخة.

وثانيها: قد يشعر حديث أبي أيوب أن الثوم مطبوخ في طعام.

قال أبو عبد الرحمن: إلا أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم معلق بالرائحة لا بالنيء أو المطبوخ , وفي حديث أبي أيوب عند مسلم: ولكني اكرهه من أجل ريحه.

وثالثها: أمر عمر رضي الله عنه بإماتتهما طبخا من أجل إذهاب ريحهما من أجل المسجد , وليس تقييداً لإباحة أكلهما مطلقا.

2ـ هل العزلة عن المسجد فقط وعن الثوم؟.

قال أبو محمد ابن حزم عن أكل الثوم: وله الجلوس في الأسواق والجماعات والأعراس وحيث شاء إلا المساجد لأن النص لم يأت إلا فيها (1).

ولما ذكر أبو محمد النصوص في منع أكل الثوم والبصل والكراث من المسجد عقب بقوله: لم يمنع عليه السلام من حضور المساجد أحدا غير من ذكرنا (وما ينطق عن الهوى).

(وما كان ربك نسيا) (2).

وذهب إلى عكس مذهب ابن حزم النووي فقال: " قال العلماء: ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ماله رائحة كريهة من المأكولات وغيرها.

قال القاضي: ويلحق به من أكل فجلاً وكان يتجشأ.

قال: وقال ابن المرابط ويلحق به من بخر في فيه أوبه جرح له رائحة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير