[فلسطين إسلامية قبل أن تكون عربية - العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني]
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 Jan 2009, 12:17 م]ـ
هذا تفريغٌ لمحاضرةٍ بعنوان: " فلسطين إسلامية قبل أن تكون عربية " ألقاها العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[23 Jan 2009, 07:05 م]ـ
لم أستمع بعدُ إلى المحاضرة ولكن لي تعليق على الموضوع، موضوع العلاقة بين العروبة والإسلام. ومن أحسن ما وقعت عيناي عليه قول لرحمة الله بن خليل الهندي في كتابه إظهار الحق:"اعلم أنّ الصادق صلوات الله عليه إنما أُرسِل إلى بني إسماعيل وهم
رسلُه إلى العالَم. فإنه إنما جاء بإصلاح ما لديهم. وليس بنقضه من أساسه". لكن هذا النص على صحته لا يحلّ إشكال المشكلة
ومن أحسن من أراه عالج العلاقة بين العروبة والإسلام هو
الأستاذ محمد عابد الجابري في مواضع متعددة
والأستاذ مكسيم رودنسون في كتابه "الماركسية والعالم الإسلامي".
لقد أسيء إلى العلاقة بين المفهومين "العروبة" والإسلام" بسبب أن الحركات "الإصلاحية"
في مطلع القرن العشرين قادها ناس هم إما "غير مسلمين" أو "عرب من الدرجة الثانية" كما
قال غابريلي "لقد كان النصارى العرب يشعرون على مدار التاريخ الإسلامي أنهم
مواطنون من الدرجة الثانية"
ولذلك فحين حددوا مفهوم القومية العربية استبعدوا أهم بعد فيها وهو البعد الإسلامي
واستغنوا عنه بأن اعتمدوا على العسكر لفرض صيغة معدلة من الماركسية مفصلة على الشعوب العربية (تجربة البعث). و (الناصرية) وإن كان جاك بيرك قد أثنى على جمال بأنه
نقل العرب من المرحلة الإقليمية إلى المرحلة العالمية.
ويعجبني قول الرصافي في 3 قصائد في ديوانه حين رأى المؤتمر القومي العربي
:الأول يعقد في باريس بحضور مسيحي 100%. فقال
مَنْ مُبلغُ القوم أن المصلحين لهم أضحوا كمن لبس الجلباب مقلوبا
عدوا النصارى وعدوا المسلمين بها ونحن نعهدهم طرا أعاريبا
ما ضرهم لو نحوا في الأمر جامعة ننفي الكنائس عنها والمحاريبا
لكنهم أمة تأبى مشاربها إلا التعصُّب للأديان مشروبا
وقوله
همُ أسمعونا نعرةً عربيةً فدوى صداها في المسامع مضطرا
فكم من خطيب قام فيها مثرثرا فطرى لنا من يابس القول ما طرّا
وكم شاعر قد أرخص الشعر دونها وكم قلم فوق الطروس بها صرّا
وكنا أجبناهم إليها إجابةً بها قد تركنا جانب الدين مزورّا
وقوله بها قد تركنا جانت الدين مزورا إشارة إلى تحديدهم للهوية القومية
تحديدا خاطئاً باستبعاد البعد الإسلامي.
لقد جنى النقص المعرفي لدى المفكرين المنظرين للهوية القومية على الأمة أيما جناية حين
استبعدوا أهم أبعاد الهوية القومية وهو البعد الإسلامي، مما ولّد لدى الإسلاميين وتلاميذ المساجد والكتاتيب نفورا من حتى كلمة "قومية". وحين أراد الأستاذ حسن الترابي أن يعيد البعد الإسلامي إلى الهوية القومية فأسمى حركته بالحركة القومية الإسلامية وجد بعض الناس صعوبة في فهم مراميه لأنهم ربطوا مفهوم قومية بتحديد نصارى لبنان له!
رأيت كثيرين من ذوي الأسماء الشهيرة يخلطون في المفهوم، وهو علامة على ضعف بضاعتهم من العلوم الرياضية والتجريدية شأن أي إنسان يربط بين المفهوم وبين اسمه.
أو لم يفهم معنى قولهم لا مشاحة في الاصطلاح.
ومن أحسن نفثات الرصافي ضد نصارى بلاد الشام
قل للألى نطقوا بالضاد مدّغماً لم يُدغم الضاد آباء لكم فرطوا
[إشارة إلى الضاد الأعجمية الشديدة المخالفة للضاد العربية الرخوة، جرها إليهم المبالغة في التفريق بين الصوتين فذهبوا بالضاد إلى أن تكون دالا مفخمة. وفاتهم أن الفرق أقل من ذلك بكثير حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية "إذ هما في السمع واحد"ف]
قل لليعاريب قد هانت مكارمكم حتى ادعاها أناس كلهم نبط
أين المكارم إن هم أصبحوا عربا فإنها في طباع العرب تُشترطُ
إني ابتليتُ بقوم يبعرون على أعقابهم وإذا عنفتهم ثلطوا
يستنثرون صَغارا من معاطسهم ولا يبالون إن قالوا وإن ضرطوا
ويمكن أن نجمل قولا في المسألة التي كانت أكبر مسألة تلوعب بالأمة بها في القرن العشرين المسيحي. وقد استخدمتها تيارات صهيونية أو ماسونية عاملة في الخفاء ولا ريب استطاعت عبر شغلها على الكيانات السياسية أن تفعل بأمة الإسلام أفاعيلها.
¥