وقد بدأ التلاعب يؤتي أكله في عامي 1908 - 1909 إبان ما عرف بالانقلاب العثماني
حددت الهوية التركية على اساس العرق الطوراني واستبعد البعد الإسلامي السني من هوية الأتراك-.
ضرب العرب بالأتراك ليستنفروا ضدهم
وهذا ما جعل الشريف حسين ومناصريه من العرب ينخدعون مرتين مرة فكريا بأن قاموا بتحديد الهوية القومية على نفس طريقة الترك وذلك باستبعاد البعد الإسلامي. قال فيصل بن الحسين ملك العراق: نحن عرب قبل موسى وعيسى ومحمد
ومرةً سياسيا بأن يصدّقوا وعود الإنكليز بأنهم سيعطونه الشرق العربي كله
قام حزب البعث بضرب الأكراد بالعرب نشأت الهوية القومية الكردية رد فعل على العرب والترك معا وأيضا باستبعاد البعد الإسلامي من الهوية القومية الكردية
أما في شمال إفريقيا فالوضع أفضل ذلك أن البربر باستثناء بعض أفراد منطقة القبائل وبعض المغاربة لا يجدون غضاضة أن يعدوا عربا
وقد سمعت بنفسي بوتفليقة يصف الأمة الجزائرية بقوله
الإسلامية دينا
العربية ثقافة
الأمازيغية عرقا
وما أحسن قول جعفر ماجد ضد الاستعمار الفرنسي
هذه الأرضُ وجهها عربيُّ عاد فيها محمدٌ وعلُّي
طلبوا مسخها فلم يمسخوها وأرادت فأخرج الأجنبيُّ
وهذا كلام ناس يفهمون حقيقة انتمائهم بخلاف الذين تلاعبوا بالأمة من القوميين الترك والعرب في العراق والشام والحزبين الكرديين الحاليين.
وأما رأي الشرع في المسألة فهو وظيفة علم أصول الدين الذي لم يقُم المسلمون بإحيائه
لأسباب لا يسعني ذكرها الآن.
لكن لا ننس أننا جميعا نسمى (أمة محمد) وأن اللغة إنما هي واحدة من عدة أبعاد في الهوية القومية وليست كل الأبعاد.
فالكردي يتكلم نفس لغة اليزيدي عابد الشيطان فهل هو أخوه في القومية؟
كيف يكون أخاه في القومية وهو يستطيع أن يزوج بنته للعربي المسلم أو يتزوج منه وأن يأمنه ويأتمنه؟
ولكيلا ينأى بنا الموضوع فنصبح جاحظيين استطراديين نقول رأينا باختصار
إنه لا فرق بين أن تكون القدس وفلسطين قضية عربية أو إسلامية لأنه لا يوجد تضاد بيت العروبة والإسلام
بل كل مسلم فهو عربي الثقافة واللغة العربية هي لغته الدينية
والشعوب العربية كلها أغلبها مسلمون
فعلى الإخوة الذين ورثوا تخاليط القرن العشرين أن يكفوا عن هذرهم ويتخلصوا من عقدهم إزاء العروبة
على الترك أن يقبلوا على استعادة هويتهم القومية الحقة بإدخال أهم أبعادها وهو أنهم مسلمون أولا
وعلى الكرد أن يتخلصوا من عقدهم إزاء العرب والترك فهم مسلمون أولا
لا شكّ أن أحد أسباب نجاح حماس عدم انزلاقها إلى ضرب المفهومين ببعضهما
مفهوم عروبة ومفهوم إسلام
وثم ملاحظة قبل أن أختم لا يجوز استخدام قومية بمعنى عرق لأن الأعراق قد تختلف في انتماءاتها كما هو حاصل بين كثير من الشعوب
أرجو أن أكون قد وفقت في بيان أهمية المسألة في العقيدة
وأن على الإنسان المسلم أن يجد هويته في القرآن أولاً
وأن أمة محمد ذات هوية قومية واحدة
وأن العرق واللون واللغة أبعاد ليست الأهم في الهوية القومية