تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[برنامج "أضواء المقاطع" للدكتور محمد الخضيري]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Aug 2009, 01:19 م]ـ

الإخوة والأخوات الكرام تبث قناة روائع برنامجاً بعنوان "أضواء المقاطع" للدكتور محمد الخضيري يومياً الساعة 3.50 عصراً بتوقيت مكة المكرمة وبحمد لله طبعت الحلقة الأولى وإن شاء الله أستمر بالتفريغ.

أضواء المقاطع

د. محمد الخضيري

قناة روائع يومياً في رمضان الساعة 3.50 عصراً بتوقيت مكة المكرمة

الحلقة الأولى:

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ووالصلاة والسلام على رسول الله الذي أُنزل عليه القرآن فبلّغه وأداه كما أوحي إليه به وعلى آله وصجبه ومن سار على منهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد. فهذا هو المقطع الأول من مقاطع هذا البرنامج المبارك أضواء المقاطع نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بها جميعاً كما نسأله جل وعلا أن يبارك لنا فيها ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

يقول الله عز وجل في أعظم سورة في القرآن السورة الشافية الكافية التي هي أم الكتاب وأم القرآن (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) هذا دعاء في سورة الفاتحة وهذا الدعاء هو مقصود الفاتحة فإن الله الله سبحانه وتعالى قد علّمنا في هذه السورة أن ندعوه وعلمنا كيفية الدعاء وهي أن نقدم بين يدي دعائنا ثناء لله عز وجل واعترافاً بعبوديتنا له واستعانتنا به وضعفنا لقوته جل وعلا. فلما أثنى العبد على ربه بقول (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) ثم كرر هذا الثناء (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)) أقر بهذه الكلمة التي هي إعتراف بعبودية العبد لربه جل وعلا وإقرار منه أنه لا يستعين إلا بالله. قيل له يا عبد بماذا تستعين؟ ماذا تريد أن يعطيك الله تعالى؟ وأن نتوجك به؟ فيقول الله عز وجل معلماً إيانا أفضل دعاء ندعوه به ونسأله إياه أفضل دعاء ندعو به (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) وهذا الدعاء نكرره في اليوم والليلة مرات كثيرة لا شك أنها تزيد في الأحوال المعتادة على 17 مرة في الفرائض وقد تصل عند كثير من الصالحين إلى خمسين مرة إذا جمعنا إليها النوافل التي يقرأها الإنسان في اليوم والليلة وصلاة الضحى وقيام الليل والرواتب وغيرها مما يفتح الله سبحانه وتعالى بها عليه. هذا التكرار يجعلنا نتوقف ونقول هل هذا الدعاء حريٌ بأن يُكرّر؟ وحاجة المسلم إليه تصل إلى هذه المرحلة وهي أن يكرره الإنسان في اليوم هذه المرات العديدة؟ نعم، لأنك أيها المسلم بحاجة إلى أن تستهدي ربك وتطلب منه الهداية في كل لحظة من لحظات عمرك، إنك بحاجة إلى الهداية في قيامك وقعودك ومنامك، وشارعك وعملك ومجلسك وبيتك، وعندما تقرأ اي كتاب وعندما تطالع أي صحيفة وعندما تشاهد أي قناة أنت بحاجة إلى الهداية، أنت ضعيف مسكين لا غنى لك عن ربك طرفة عين، أنت بحاجة لربك وبحاجة أن تستهدي ربك وأن تطلب منه الهدى في كل لحظة من حياتك لأنه ما بيننا وبين أن نضلّ إلا أن يتخلى عنا ربنا سبحانه وتعالى ولذلك أنت تدعو بالهداية مرات عديدة وليست مرة واحدة وتسأل الله أصول الهداية وتسأل الله في الوقت ذاته فروع الهداية وتفاصيلها.

إسأل نفسك سؤالاً يسيراً: هل أنت عالِمٌ بكل ما يحبه الله ويرضاه؟ لا شك أن كل واحد منا يقول بملء فمه أنا بالتأكيد لست عالماً بكل ما يحب الله ويراضه لذا فأنت تسأل الله تعالى أن يهديك لما يحبه ويرضاه. ولو قال أحدهم تبجحاً أنا أعلم كل شيء يحبه الله تعالى ويرضاه فنقول له إا كنت كذلك فهل عملت بكل ما علمت أن الله تعالى يحبه ويرضاه؟ سيقول لا والله ما عملت بكل ما يحبه الله وسرضاه. ولا أدل على ذلك منا نحن فقد تقررت لدينا أشياء ونعرفها مثل ما نعرف أسماءنا ومع ذلك منذ زمن بعيد نتمنى أن نعمل بها وما استطعنا وقد نعملها ونخفق. هذا المتبجح الذي قال علمت بكل ما يحب الله ويرضاه وعملت به قول له هل دعوت إلى كل ما عملت به؟ لا شك سيقول ما دعوت به ولا أقدر أن أدعو به لأنه من يستطيع أن يدعو إلى كل شيء يحبه الله ويرضاه. إذن فنحن بحاجة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير