تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قبسات من روائع البيان]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:15 ص]ـ

من برنامج (ورتل القرآن ترتيلاً) الذي يعرض على قناة الرسالة وبعض القنوات الفضائية الأخرى اخترت لكم فقرة (قبسات من روائع البيان) قمت بتفريغها يومياً وأضعها بين أيديكم للفائدة:

سورة الفاتحة:

(الْحَمْدُ للّهِ (2) الفاتحة) هل سألنا أنفسنا ما معنى الحمد لله؟ إن الحمد هو الثناء على الجميل من نعمة أو غيرها مع المحبة والإجلال. فالحمد أن تذكر محاسن الغير ولا يكون الحمد إلا للحيّ العاقل أما المدح فلا يختص بشيء معين فقد تمدح حيواناً مثلاً كأن تمدح الديك ولكنك لا تحمده. وفرق آخر أن المدح قد يكون قبل الإحسان وقد يكون بعده أما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان لذلك لا نحمد إلا من يستحق الحمد بفعل جميل أو صفة حسنة أما المدح فقد أمدح إنساناً ولم يفعل شيئاً من المحاسن ولذا نهينا عن المدح وأُمرنا بالحمد فقد قال r: " احثوا التراب في وجوه المدّاحين" في حين قال " من لم يحمد الناس لم يحمد الله" فكان الحمد أولى من المدح.

لو تقصينا الفرق بين المدح والشكر نجد أن الشكر لا يكون إلا عقب نعمة أو إحسان أُسدي إليك دون غيرك ولا يكون في الصفات فأنت لا تشكر الشخص على عِلمه أما الحمد فإنه لا يختص بذلك فأنت تحمد الله على إنعامه لك ولغيرك وتحمد الله على قدرته وعلمه وفضله فكان اختيار الحمد أولى من الشكر أيضاً.

(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) الفاتحة) فيه إضفاء الأمل في قلبك أيها العبد الفقير إلى رحمة ربك فصيغة فعلان أي (الرحمن) تفيد الدلالة على التجدد كقولنا عطشان فهي لا تدل على الثبوت بل على التجدد والامتلاء بهذا الوصف وصيغة فعيل أي الرحيم تدل على الثبوت في الصفة كقولنا طويل أو جميل فجاء السياق القرآني بهاتين الصيغتين للدلالة على أن رحمته سبحانه وتعالى ثابتة ومتجددة فالعطشان يذهب ظمأه إن شرِب ولكن الكريم لا تزول عنه هذه الصفة ولو افتقر فكان الترادف بين الصيغتين فعلان وفعيل أي الرحمن الرحيم يبث في الحنايا الرحمة الدائمة التي تباشر العباد.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 10:16 ص]ـ

سورة البقرة:

(الم (1) البقرة) تأمل هذه البداية التي تبهر الأنظار وتدفع الإنسان للتساؤل ماذا تعني (ألم)؟ أتت هذه الحروف لتتحدى صناديد العرب وفصحاءهم وشعراءهم هذه حروفكم التي طالما نسجتم بها ألواناً من القول ورسمتم بها لوحات من الأدب والفن ومع ذلك ستقفون عاجزين عن محاكاة القرآن في أسلوبه.

(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ (2) البقرة) ألا ترى أن المرء يقول للقريب هذا وللبعيد ذلك فلِمَ قال تعالى عن كتابه (ذلك) مع أنه قريب؟ قال الله تعالى (ذلك) أنه أراد أن يُظهر لنا رفعة شأن هذا القرآن فهو بعيد في منزلته ومكانته. ألا ترى أن الشيء النفيس العزيز على نفوسنا نجعله في موتفع صوناً له فكان قوله تعالى (ذلك الكتاب) بعد قوله (ألم) كالشيء العزيز المنال بالنسبة للمخلوقات على أن تعارضه.

(هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) الهدى هو الدلالة التي توصلك إلى مبتغاك والقرآن هو الذي يوصلك إلى التقوى والنعيم.

(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ (3) البقرة) لِمَ قال يؤمنون ولم يقل آمنوا بالغيب مع أن إيمان المتقين بالعيب مؤكد في الآية (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)؟ قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بصيغة الماضي لأن الإيمان منا مستمر متجدد لا يطرأ عليه شك ولا ريبة.

(خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ (7) البقرة) تأمل الآية وانظر كيف جعل الله تعالى القلوب والأبصار جمعاً بينما أفرد السمع وأنت تعلم أن الإنسان يملك قلباً واحداً بينما يملك عينين وأذنين فكان الأوْلى من حيث الظاهر أن يُفرِد القلب فيقول ختم على قلبهم، فلِمَ أفرد السمع دون القلوب والأبصار؟ إن السمع يتعلق بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساوياً لا تفاوت فيه ولا تفاضل وإنما نختلف أنا وأنت والناس جميعاً بتحليل المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير