تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي]

ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[23 Apr 2009, 06:08 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أحببت أن أعرض هذه المادة على أحبتي ومشايخي للإطلاع والتعليق

تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة النساء للشيخ محمد راتب النابلسي عبر اذاعة القرآن الكريم-نابلس

تفسير الاية 29 - 30 من سورة النساء

الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا في رحمتك في عبادك الصالحين.

أيها الإخوة المؤمنون، مع الدرس الرابع عشر من دروس سورة النساء، ومع الآية الثلاثين والواحدة والثلاثين، وهي قوله تعالى:

في الدرس الماضي وقفنا مع هذه الآية، ولا بد من تتمة لشرح هذه الآية.

أيها الإخوة الكرام، قلت لكم في الدرس الماضي: إن الإنسان مخير أن يؤمن أو ألاّ يؤمن، لذلك نجد أن الله جل جلاله يخاطب الناس عامة بالآيات الكونية ليؤمنوا به.

(سورة البقرة الآية: 21).

(سورة الغاشية الآيات: 17 ـ 20).

الآيات الكونية التي تزيد عن 1300 آية يخاطب بها الناس كي يؤمنوا بالله، هم مخيرون، هوية الإنسان مخير، يؤمن أو لا يؤمن، أما حينما يؤمن فقد دخل مع الله في عقد إيماني، إذا آمن صار لزاما عليه أن يصغي إلى قوله تعالى:

(سورة البقرة الآية: 104).

لأنك آمنت بي فينبغي أن تفعل كذا، وينبغي ألا تفعل كذا، فحينما يلزمك الله بغض البصر، أو حينما يلزمك الله بتحري الحلال، أو حينما يلزمك الله بالقسط، ألزمك بعد أن آمنت به، هذا من متطلبات عقدك الإيماني مع الله، إذاً هذه مقدمة مهمة

(سورة البقرة الآية: 256).

الدخول في الدين حر، أنت مخير، لكنك إذا دخلت في الدين أنت ملزم أن تنفذ تعليمات الخالق، تماماً كما لو كان التطوع في الجيش أمراً اختيارياً، أنت تتطوع أو لا، أما إذا تطوعت فهناك نظام، وهناك أمر، وهناك نهي، وهناك عقوبات، لو أن الإنسان لم يقبل الدخول في الدين أصلاً، طبعاً هذا هو الاختيار السيئ، فسوف يدفع ثمنه في الدنيا والآخرة، لكن يدفع ثمنه بسبب سوء اختياره، الآن إذا دخلت في الدين فأنت ملزم بتطبيق ما جاء في القرآن الكريم، وما جاء على لسان سيد المرسلين.

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ]، أيها الإخوة لو قلنا لعشرة أشخاص عندهم مركبات: اركبوا سياراتكم، ليركب كل منكم سيارته، إذا وجه الأمر إلى جمع، وكان المفعول جمعاً، فكل واحد يركب مركبته، إذا قال المعلم للطلاب: افتحوا كتبكم، فكل طالبٍ ينبغي أن يفتح كتابه، لكن لو قال أحد الطلاب لأستاذه ضاع قلمي، فإذا قال المعلم: لا تسرقوا أقلامكم، ما المقصود؟ لا تسرقوا أقلام غيركم، لأن الإنسان لا معنى أن يسرق ماله، لا يسمى هذا سرقة، قاس بعض العلماء هذه الآية على هذه القاعدة، إذا قال الله عز وجل: [تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ]، أي لا تأكلوا أموال غيركم، لكن قد يغيب عن المؤمن أن الله حينما ضيق عليك حركتك اليومية - دقق - لا تغش، لا تكذب في البيع والشراء، لا تدلس، لا تحتكر، لا تستغل، حينما ضيق حركتك اليومية، ضيق على مليار ومئتي مليون مسلم حركتهم، وإذا نهاك الله عن السرقة، فقد نهى مليار ومئتي مليون مسلم أن يسرقوا منك، هذا قد يغيب عنا، إذا أمرك ألاّ تعتدي على أعراض المسلمين، هذا الأمر موجه إلى كل المسلمين ألا يعتدوا على عرضك، إذاً أنت المنتفع الأول من تضيق هذه الحركة، إذاً أي نهيٍ تجده في كتاب الله، أو تجده في سنة رسول الله ينبغي أن تعلم أنه إذا شعرت أن الأمر قد ضاق عليك يجب أن تشعر مع هذا الشعور أن الله سبحانه وتعالى أمر كل المؤمنين أن يحترموك، أن يحترموا مالك، ألا يعتدوا على عرضك، ألا يكذبوا عليك، ألا يسرقوا منك، كل المنهيات التي نهيت عنها أمر جميع المؤمنين أن يفعلوها معك، أو ألاّ يفعلوها، إذا هذا الأمر لصالحك، النقطة الدقيقة أيها الإخوة،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير