تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لمسات بيانية - وقفات مع قصة سيدنا نوح]

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Jul 2010, 11:26 ص]ـ

من أجمل الحلقات التي قدمها الدكتور الفاضل فاضل صالح السامرائي في برنامج لمسات بيانية وهو يتحدث عن قصة سيدنا نوح في سورة هود، أنقلها لكم بالنص والصوت والصورة متمنية لكم الإفادة:

*************************

الحلقة 224

اللمسات البيانية في سورة هود 10

المقدم: اللمسة البيانية واللمسة البلاغية هي ما تزيد الكلام سحراً وإلا كما تعلمنا منكم يكون الكلام رصفاً هكذا أو كما تحتمل اللغة الكلام رصفاً هكذا بدون بيان ينقصه الشيء الكثير لكن اللمسة البيانية إذا قارنا بسورة هود ووصلنا عند قصة سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. كما هو ملاحظ قصة نوح موزعة على ما يقرب من عشر سور في القرآن الكريم واستعرضنا بعضاً منها وتوقفنا عند سورة القمر ونود أن نعرض للمسات البيانية واللمحات العامة الموجودة في سورة القمر ثم نأتي إلى سورة نوح نفسها ولماذا توزعت القصة؟ وهل هناك تكرار أم ليس هناك تكرار؟ لكن نبدأ بسورة القمر كما تضمنت بداخلها قصة سيدنا نوح.

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. سبق أن ذكرنا أن قصة نوح وردت في عشر سور من القرآن الكريم ثم بينا فيما سبق أنها ليست مكررة وإنما يذكر في كل مكان جانب كأنه يكمل الجانب الآخر أو يذكر جانباً لم يذكر في المواطن الأخرى. حتى في الدعاء حتى في كيفية النجاة، نحن نعرض أموراً في الذكر فقط. في سورة القمر إستهل القصة كما يستهل القصص في بقية الأقوام (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ (9)) كذلك قال في الأقوام الأخرى (كَذَّبَتْ عَادٌ (18)، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ (23)، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ (33)) إذن هي على نمط واحد من حيث استهلالها.

المقدم: من حيث النمط العام للإستهلال والبداية

د. فاضل: ثم نلاحظ أنه في سورة القمر لم يذكر أنه دعا قومه إلى عبادة الله وإنما ذكر تكذيب قومه، زجر قومه له

المقدم: زجر قوم نوح لسيدنا نوح

د. فاضل: في المواطن الأخرى ذكر العبادة (أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ (26) هود) (فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (23) المؤمنون) هنا ذكر أمراً آخر وهو تكذيب قوم نوح. ثم دعا أنه مغلوب (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10)) المغلوب يطلب النصر

المقدم: هنا يعترف بأنه مغلوب لكن من الملاحظ في التجوال السابق ما اعترف أنه مغلوب

د. فاضل: الآن بعد أن طالت المسالة وبعد أن استمرت قروناً

المقدم: هو لبث فيهم 950 عاماً يدعوهم

د. فاضل: طبعاً. إذن الآن هذه في الأواخر

المقدم: هذه في أواخر الدعوة معهم

د. فاضل: بعد أن نفض يده من استجابتهم دعا ربه أني مغلوب والمغلوب يطلب الانتصار

المقدم: وكأن الملاحظ من هذه الدعوة أنه لم يؤمن به إلا قليل،

د. فاضل: كما قال (وما آمن معه إلا قليل)، فقال (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)

المقدم: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13))

د. فاضل: قد تقول في الشعراء تجري على نمط واحد أيضاً، قال (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ?106? إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ?107? فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ?108?) وكل الرسل يقولون هكذا. لا، في سورة القمر غير سورة الشعراء، في سورة الشعراء كان يأمرهم (أَلَا تَتَّقُونَ ?106? إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ?107? فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ?108?) كان يدعوهم أما هنا في سورة القمر لا وإنما فقط ذكر وجهاً آخر وهو زجرهم له وتكذيبه (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) القمر).

المقدم: على هامش السيرة (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)) من الذي ازدجر؟ هل هو سيدنا نوح؟

د. فاضل: نعم، زجروه

المقدم: هم اتهموه بالجنون وزجروه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير