[وقفات بلاغية مع قوله تعالي (وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ... "الاسراء:23)]
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[22 Oct 2010, 01:14 ص]ـ
حلقة مباركة من حلقات برنامج (الدراسات القرآنية)،.
ومع هذه الآيات العظيمة المؤثرة في حق الوالدين، كل هذه الوصايا ودقائق الأمور، كيف هذه الأساليب البلاغية الابداعية في القرآن ببيان عظمة الحق الواجب لهما تبين منها.
وهذه بعض الفوائد والمقتطفات من الحلقة.
ذكر المفسر طاهر ابن عاشور- رحمه الله-: (أن هذه الآية هي أول تفصيل للشريعة للمسلمين وقع في مكة)
- الوقفة الأولي: لم ذكر الله -تعالي- الاحسان الي الوالدين بعد الأمر بالعبادة لله تعالي؟
-الوقفة الثانية: ِلمَ لم يقدّم كلمة (إحسانا) كقول (و إحسانا بالوالدين) ولكنه قال (وبالوالدين احسانا)؟
من أعاجيبها:: ذكر الشيخ، حتي في أدق التفاصيل يقدّم الوالدين حتي في ذكرهما اللفظي، فقدّم كلمة (الوالدين) علي (احساناً) مع أن الاحسان متعلق بهما.
- لم أتت كلمة (الوالدين) (بالتعريف، أل)؟
ليشمل كل والدي كل مكلف شمله الخطاب السابق (ألا تعبدوا إلا اياه).
- مالسر في إتيان (إحسانا) بالتنكير، نكرة وليست معرّفة؟
ليشمل كل لون من ألوان الاحسان، القول والفعل.
- لم ذكر (أحدهما) و (كلاهما) (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما) ولم يكتفِ ب (أحدهما)؟
البر مقصود ومطلوب سواء عندك الوالدين كلاهما أو احدهما (في الكبر) و .....
-لم تم ذكر كلمة (عندك) في الآية، خطاباً مباشر لهذا الابن؟
لتصور معني (الالتجاء) و (الاحتماء) في حال الكبر والضعف، (عندك) بعد أن كان الابن (عندهما)، صار الوالدين (عندك)، فهما يكبرا ويعجزا، ويكونا كلاًّ وعبئاً علي الولد، فهذا أشقي عليه وأشد احتمالاً .. فقال (فلا تقل لهما أف).
-ترتيب النواهي للإبن (فلاتقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريماً)؟
مرتبة ترتيباً.
-كلمة (أف) مامعناها، وهل هي مقصودة لذاتها؟
(أف): اسم فعل بمعني (أتضجر) أي أنا أتضجر، وفيها أن الله ضيّق عل الولد مايطلبه عليه لوالديه، لاتقل للوالدين حتي ولو (أف)، هذين الحرفين اللذين قد تنفلت من المتضجر، ربما يكونا الوالدان ثقيلين علي الابن بمرض أو شلل أو رعاية خاصة، قُم بالبر ولاتقل لهما (اف)، و (أف) ليست مقصودة لذاتها، انما دلالة علي غيرها، من أي أنواع التضجر، هو لم يسب أو يلعن انما قال (اف) ولم يقل جمل وتراكيب، لم يقل (أتعبتوني) أو غيرها، فإذا هو نهي عن هذا الكلام الخفيف (أف) فغيره من باب أولي.
- (ولاتنهرهما) هنا لفتة جميلة.
ولاتنهرهما أي: لاتوجرهما مما يتعاطيانه، من المعلوم أن لكل جيل مايستحسن وما يستقبح،، فجيل الآباء غير جيل الآباء، وجيل الأبناء، غير جيل الأبناء القادمين،
إذن: قد يستحسن الوالدان أموراً كانا يستحسناهما أيام شبابهما وقوتهما مما لايروق إما بطبائع أو بأمور اجتماعية، وإما بعادة أكل أو شرب، أو عادة تدفئة أو اطفاء مكيف، فهنا ينبغي للابن ألا ينهرهما، بل عليه (بمعني الآية) أن يتكيّف -هو- بما يريدان ويرحمهما ولا يجبرهم.
- (وقل لهما قولا كريما) هل لهذا القول الكريم حد؟
قال من قول الراغب الاصفهاني (كل شئ يشرف في بابه فإنه يوصف بالكرم).انتهي
ويمكن أن يكون من باب الاضافة (قولا كريما) أي قول رجل كريم وقول ولد كريم.
والأعجب في كلام سعيدبن المسيب -رحمه الله - عندما سأله رجلا عن (القول الكريم) فرد عليه: (هو قول العبد المذنب لسيد فظ) انتهي.
(عبد - ومذنب- لسيد فظ غليظ - ماذا سيكون القول له؟ لاشك في أنه سيتذلل غاية التذلل في كلامه له.
آية عظيمة،وحق عظيم. كانت مع الدكتور الفاضل/.ابراهيم بن عبدالله السماعيل.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=80984